أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هناك في إدلب...أنا الذي رأى

تحوّل الصراع والهدف واختلفت الأساليب والطرائق وحتى الناس...وكأن "شيئاً ما سيحترق" ليأتي، حتى على الأحلام والمصير والمسقبل، فالتضارب بين أهل الثقة وأهل الكفاءة والقوة، غيّر من مسارات وسيرورة الثورة الطبيعية وأدخلها في تفاصيل التفاصيل، مغلفاً في معظمه بأوهام روحانية دينية...ليحد من الآمال ويوقع الذي يرى في دوامة الأسئلة وأضاليل المقارنات التي إن بدأت من"هل هذه ثورة" قد لا تنتهي عند"أخرجنا على ديكتاتور بكرافة وبوط عسكري لنوقع في ديكتاتوريات اللحى والذبح".

ولكن ولئلا أوقعكم في فخ التشاؤم وأكسوكم برداءات الخيبة، ثمة مافي المشهد من نقاط مضيئة وواجبات مستعجلة وأدوار لا ينفع كما الماضي التهرب منها، تقع على عاتق المثقفين وأصحاب"الحل والربط" فهم قارب النجاة الوحيد الآن، ليس للثورة والسوريين فحسب، بل لسوريا بكل مافيها.

بداية القول: في إدلب، مثال على منطقة شبه "محررة" نال أهلوها، كما سواهم من السوريين، من شتى أنواع الظلم والقهر والتقتيل، قبل الثورة وخلالها، بدأت ملامح خطرة تغلب على المشهد العام، فيما لا يمكن وصفه بالسياق الطبيعي أو تبريره بأن ظلم وديكتاتورية لعقود، لا بد أن تفرز هكذا حالات، لأن مايجري ليس مصادفة ولا حتى اعتباطاً وردات فعل، بل الأمر مدبر وله أربابه وأباطرته، كما أن له مموليه وأدواته، والهدف واضح بعد سلسلة الأفعال التي تصب بشكل مباشر في مصلحة النظام، وهو-الهدف- تجهيل الشعب وإعادته للعصور الجاهلية وخلق تفاوت حضاري بينه وبين الشعوب، بمن فيهم أقرانه في المدن الهادئة، والساحلية منها على وجه الخصوص.

في إدلب جميع الفئات والتنظيمات تلبس عباءة الدين وإن مقلوبة وبتفاوت فيما بينها، فمن "أحرار الشمال" إلى"داعش"فارق في الذهنية والتعاطي و"فرض الشريعة"، ولكن الجميع يقصي ولا يعر هماً لإسقاط النظام، أو يفرق بينه وبين إسقاط الدولة، ولعل الأخطر في الأمر، هو تحول الاحتراب إلى "فيما بينهم"، إثر الاختلاف على الغنائم والاختلاف على مفهوم "الدولة المقبلة وشرعها وشريعتها" ما أوقع الجميع، إلا من رحم ربي، في رقابة شريك الأمس في الثورة وألهاهم عن الأهداف التي خرج لأجلها الشعب، من حرية وكرامة وتعددية وعدالة اجتماعية وتداول سلطة.

وفي إدلب، أسئلة عصية على الإجابة وأحاجي صعبة عن التفسير والمنطقة والفهم، فثمة مناطق قليلة لا زالت تحت سيطرة النظام، لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، ففيما لو حررت، لغيرت المشهد برمته ومن ميازين القوى العامة ربما، فالمدينة المتكئة على الحليف التركي من خلفها، يمكن أن تستوعب جل المهاجرين فتزيح عن السوريين عناءات الغربة وذل العيش والسؤال وتبعد عنهم بيع ما يندمون على خسارته، لكن تلك المناطق مازالت تحت سيطرة النظام، بل ومنها يتم القصف اليومي وتنقل من آثر البقاء من فجيعة إلى مأتم.

ولكن في إدلب أيضاً حياة، وفي إدلب زراعة وصناعة وسبل للعيش، وفي ريفها المترامي تعايش وإن بحذر، فالمواد الاستهلاكية شبه مؤمنة والحياة تسير بوتائر أقرب للانتظام، ولا يؤرقها سوى أذى النظام عبر الطائرات والمدافع، أو تسلط"الحكام الجدد" وفرضهم ماهو غريب عن دين وعادات "أهل الشام".

قصارى القول: ثمة واجب تاريخي ووطني وأخلاقي يتحمله المثقفون والمتنورون والوطنيون، الذين آثر بعضهم الابتعاد عن الثورة في مطلعها، لسبب أو لآخر، وأصاب البعض الآخر اليأس نتيجة انزياح الثورة وتشظي المعارضة وانحراف الأهداف، فهؤلاء هم الحل الوحيد وعبرهم يتأتى الحل الوحيد، فكلنا مدرك أن المعارضة المتطرفة لا تخشى السلاح ولا معارضة المنابر مجتمعين، بل يخافون من عشرة مثقفين يمشون في الشارع عُزّل، وذلك ينسحب على النظام الذي لا يخشى سوى أصحاب العقول والمرجعيات الثقافية..وربما لا أبالغ إن قلت، بل والعالم بأسره يخشى انخراط المثقفين في هذه اللحظة التحولية الهامة، فهم ببساطة سيفضحون المخططات ويعرّون الهياكل التي يعتمد عليها النظام والغرب ومعارضة المنابر.

نهاية القول: ليس من السهولة بمكان دخول المثقفين بعد كل الذي جرى من تأسلم وانحراف وجرائم النظام، ولا حتى السماح لهم بأن يبددوا مصالح المرتزقة الذين وجدوا في ثورة الكرامة مصادر لأرزاقهم وتعويضاً لعقد نقصهم، لكن ذلك ليس بالمستحيل أبداً، لأن الوطن يستأهل حتى المجازفة بكل شيء، بما في ذلك النفس، فتشكيل لوبي مثقفين اليوم، من الداخل والخارج مدعوم بجناح معارض مسلّح من الأرض، يضمن تصويب الحالة وإن بالتتابع، ويلزم الجميع بإعادة حساباته...بل وليس من الوهم إن قلنا، يدفع بالكبار ليقيموا معهم علاقة ويختصرون المعارضة فيهم، اللهم إن عملوا بوعي ووطنية وتقدموا بخارطة طريق لحل سوري شامل، ليكون من خلالهم الخلاص لسوريا التعددية التي تتسع لكل أهليها..إلا المجرمين الذين لابد من محاكمتهم ودفعهم ثمن ما اقترفوا من قتل وبيع وتآمر وتهجير.

أو، إن صمت المثقفين وانساقوا وراء أحقاد العرب وأوهام ومصالح الغرب وجهالة المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، فوقتها يصح فيكم ما قالته عائشة الحرة لابنها أبي عبد الله...ابكوا كالنساء على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال.

(214)    هل أعجبتك المقالة (249)

د. محمد غريب

2013-11-03

ككثير من عادته يخلط الأستاذ عدنان الحابل بالنابل ويشن هجوماً على الجميع وعلى "الأسلمة" المصطلح الذي يردده أزلام النظامين السوري والمصري الإنقلابي، دون تفريق بين أي أحد بدون وضوح وتعميم حاد جداً وهجوم على الإسلاميين والمتعاطفين معهم...


Rema Gazali

2013-11-03

اقول للاستاذ عدنان تعليقا على ما كتب اعلاه انا الذي رايت لا انت واريد ان اعطيها لك من الآخر :ابكوا كالنساء على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال..


علا حسون

2013-11-03

قرأت مقال الدكتور عدنان وهي مهمة ولكننا لم نتعود على قول الحقيقة ولا الاستماع لها؟ الدكتور يقول لنا على حسب مشاهداته فلماذا نهاجمه ولا نفكر في الذي حذر منه يا جماعة تعالوا نتعود على الخلاف وأنا معه سوريا بخطر لأن المتأسلمين يريدون السيطرة بحد السيف وبعقلية الجاهلية علا حسون.


د. محمد غريب

2013-11-03

لماذ لاتطبقي نصيحتك على نفسك، هذه هي مشكلة من يدّعون العلمانية زوراً فيتحولون إلى دكتاتوريين وربما مجرمين يقصون كل من يخالفهم في رأيهم ويعلنون الحرب عليه ويخترعون في سبيل ذلك مصطلحات كـ"المتأسلمين" و "حد السيف" في حملة غوغائية تطهيرية ضد كل من يخالفهم، لقد فاقوا المتشددين الإسلاميين في ذلك بمراحل كثيرة، وقد جربتهم الشعوب العربية فلم تجلب "علمانيتهم"سوى الديكتاتورية والدمار بل والقتل.. لكل من يدعي العلمانية والديموقراطية عليه أن يعرف ويتعلم معانيهما بالضبط..


سوري مغترب

2013-11-03

كل ما نحن فيه والبلد والثورة وكل شيء برأيي من صنع النظام وهو المسؤول المباشر عنه وهو الذي أوصلنا الى هنا لكي يفشلنا ويفشل ثورتنا ويتمنى الشعب عودة أيامه وللأسف نسير تماما كما يخطط لنا ويوجهنا.


mohamad

2013-11-03

وهل بقي ثقافة أو مثقفين او علم في بلد أصبح اهلوه يأكلون الكلاب والقطط الأمر أصبح يحتاج معجزة الهية فهؤلاء المثقفين الذين تذكرونهم وتعولون عليهم اما مقيدين من قبل النظام ومخوَّفون و يملى عليهم كل كلمة او خطوة والجزء الآخر آثر الخروج عندما رأى ولمس وعانى من عدم المثقفين لان وجودهم يهدد وجود أولئك فأجبروهم على التنحي او الخروج.


زياد عبد القادر

2013-11-03

الاستقواء بالخارج من الطرفين .. هو صلب الازمه كما قال السادات يوما : نحن نكلم كل العالم ليحل مشكلتنا مع اسرائيل ولكننا لم نكلم اسرائيل يوما .. وأعتقد ان اسلوبه آتى أكله .. استعاد الأرض وبنى ما بناه.


نيزك سماوي

2013-11-09

كلنا رأينا كيف أن الشعب الثائر في إدلب خرج عن بكرة أبيه كما في درعا وحمص وحماة ودير الزور وغيرها من المحافظات السوري بثورته العظيمة سليمة طاهرة تنادي بشعارت وطنية وتهدف إلى إسقاط هذه العصابة الأسدية الخائنة العميلة المجرمة وكلنا نتوق للعودة إلى بداية الحراك السملي من اجل التغيير الديمقراطي الحقيق الذي ينشده الشعب السوري ؟ كلنا يتتوق لحمل أغصان الزيتون كلنا نريد السلام والعيش بسلام وإطمئنان ولكن العصابة الأسدية والعالم المجرم معها هو السبب ؟ هو لا يريد أن يكون الشعب السوري متحرر هو لا يريد الحرية للشعب السوري أما أداة الإجرام الحقيرة الأسدية التي تنفذ مخططات اللئام فهي المشكلة وهي السرطان الذي أوصل الجسد السوري إلى ما وصلت به سوريا اليوم ولن نلوم أحد من الثورة والثوار ولكن اللوم على العصابة الأسدية المجرمة العميلة السفاحة التي أردات وأوصلت سوريا الى ما صارت به الحال اليوم كلما زاد المجتمع الدولي في عمر هذه العصابة وقدم لها الحماية تلو الحمياة كلما طالت مأساة الشعب السوري لذلك على الشعب السوري ان يعتمد على نفسه في تحرير أرضه وتحرير سوريا ليس من العصابة الأسدية بل من كل المحتلين الحاقدين الذين دخلوا سوريا غازين من العراق ولبنان وغيرهعما من البلدان المصدرة للإرهاب الطائفي وخاصة إيران المجرمة عدوة الشعب السوري التي سوف تكون سوريا لها مقبرة.


الضفدع كامل

2013-11-10

هاد الكاتب مابيحسن يركرز وبعد أول كم جماة بخلط الحابل بالنابل. مشان الله يا زمان الوصل لاتخلو يكتب.


التعليقات (9)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي