أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخسائر البشرية في العراق عند اعلى مستوى منذ اغسطس

أظهرت ارقام حكومية يوم الثلاثاء ان القتال بين قوات الامن العراقية وميليشيا شيعية الشهر الماضي رفع اعداد القتلى المدنيين في البلاد الى اعلى مستوياتها خلال اكثر من ستة اشهر.

وردت بريطانيا على تجدد العنف في مدينة البصرة بجنوب العراق بتأجيل خطط لسحب 1500 من قواتها البالغ قوامها 4000 جندي هناك.

وأوضحت بيانات جمعتها وزارتا الداخلية والدفاع والصحة وحصلت عليها رويترز ان 923 مدنيا اجمالا قتلوا في مارس اذار بزيادة 31 في المئة عن فبراير شباط مما يجعل شهر مارس اذار اكثر الشهور دموية منذ اغسطس اب عام 2007 .

وتمثل الارقام لطمة للحكومة العراقية والولايات المتحدة اللتين اشارتا الى تراجع مستويات العنف في الشهور القليلة الماضية كدليل على أن حملة امنية واسعة حققت تقدما كبيرا.

وقتل مئات واصيب كثيرون اخرون في قتال الاسبوع الماضي بعدما امر رئيس الوزراء نوري المالكي بشن حملة ضد رجال ميليشيا شيعية في مدينة البصرة الجنوبية. وكان كثير من القتلى مدنيين حوصروا وسط تبادل اطلاق النيران.

وكانت البصرة هادئة نسبيا ليوم ثان على التوالي يوم الثلاثاء بعدما امر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يوم الاحد مقاتليه بالانسحاب من الشوارع.

وقال مراسل لرويترز في البصرة ان مزيدا من المتاجر فتحت ابوابها وان الشوارع تمتليء بالمارة. لكن كثيرا من المدارس والمكاتب الحكومية ما تزال مغلقة.

وفي حي مدينة الصدر المعقل الرئيسي لاتباع الصدر حيث يسكن مليونا عراقي في بغداد والذي كان مسرحا لاغلب معارك الاسبوع الماضي كان الوضع مشوبا بالتوتر لكن لم ترد أنباء بشأن وقوع اشتباكات كبيرة.

وقال الهلال الاحمر ان القوات الامريكية والعراقية منعت قافلة تحمل أغذية وامدادات من الدم والادوية من دخول الحي بسبب الوضع الامني.

وأعلن المالكي في بيان نجاح العملية العسكرية في اقرار الامن وقال انها حققت أهدافها في فرض القانون في محافظة البصرة.

وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع ان المالكي الذي قاد العملية بنفسه من البصرة عاد الى بغداد يوم الثلاثاء.

لكن خبراء قالوا ان العملية جاءت بنتائج عكسية لانها كشفت ضعف الجيش وعززت قاعدة التأييد التي يتمتع بها الصدر. وخلال القتال أقر وزير الدفاع العراقي بأن قواته فوجئت بضراوة المقاومة.

وقال المحلل السياسي العراقي غسان العطية الذي يتخذ من لندن مقرا له "الحكومة أساءت تقدير الموقف والمالكي خسر كثيرا."

وكشف القتال صدعا عميقا داخل الاغلبية الشيعية في العراق بين الاحزاب السياسية المشاركة في حكومة المالكي واتباع الصدر صاحب الشعبية.

ورغم الارتفاع الحاد في عدد الخسائر البشرية الشهر الماضي الا ان حصيلة مارس اذار 2008 ما زالت اقل بكثير من 1861 مدنيا قتلوا في نفس الشهر قبل عام مضى حين كان العراق على شفا حرب اهلية شاملة. واصيب 1358 مدنيا في الاجمال في مارس مقارنة مع 2700 جريح قبل عام.

وأظهرت البيانات العراقية ايضا مقتل 102 من افراد الشرطة و54 جنديا في مارس اذار بالمقارنة مع 65 شرطيا و20 جنديا في فبراير شباط وان 641 مقاتلا قتلوا واحتجز 2509 .

وتراجعت الهجمات بصورة عامة منذ يونيو حزيران الماضي حين اكتمل نشر 30 الف جندي امريكي اضافي. وكانت هدنة اعلنها الصدر من جانب واحد في اغسطس اب الماضي عاملا مهما اخر في خفض الهجمات.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الاثنين ان اعمال العنف التي وقعت مؤخرا في جنوب العراق لن تعرقل خطط الولايات المتحدة لسحب 20 الف جندي بحلول يوليو تموز. ويتوقع القادة الامريكيون بقاء 140 الف جندي في العراق بمجرد اكتمال الانسحاب.

ومن المقرر ان يقدم قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي لدى بغداد ريان كروكر تقرير حالة عن الوضع في العراق الى الكونجرس الاسبوع القادم.

ومن المتوقع ان يوصي بتريوس في التقرير المرتقب بوقفة في سحب القوات لتجنب فقدان المكاسب التي تحققت في الشهور القليلة الماضية.

ووافق الصدر على سحب مقاتلي جيش المهدي من الشوارع بعدما وافقت السلطات الحكومية على وقف اعتقال اتباعه وتنفيذ عفو لاطلاق سراح سجناء. لكن أتباع الصدر قالوا ان قوات الامن العراقية تواصل اعتقالهم.

(115)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي