ويكليكس... الأمريكان: حلف خدام والبيانوني "فاوستي"، وعبد العظيم يقود أقلية بحزب صغير

في برقية سرية مؤرخة في 18 إبريل/نيسان 2006، سربتها "ويكليكس" وتولت ترجمتها حصريا "زمان الوصل"، تدور حول تحالف إخوان سوريا بزعامة صدر الدين البيانوني مع عبد الحليم خدام، تنقل السفارة الأمريكية في دمشق وجهات نظر من صفوف المعارضة حول هذا التحالف الذي ولّد ما يعرف بـ"جبهة الخلاص".

وجاءت البرقية تحت عنوان: "حلف خدام والبانيوني الفاوستي"، نسبة إلى الساحر الألماني "فاوست" الذي باع روحه للشيطان مقابل القوة والمعرفة، حسب ما تقول الأسطورة.

وتنقل البرقية عن شخصيات معارضة مثل رياض الترك وهيثم المالح أن خدام لم يقل شيئا محرجا بحق نظام حافظ الأسد وحكمه الوحشي، وأنه (خدام) حصر كلامه في انتقاد بشار فقط، كما إنه لم يقدم أي اعتذار عن فترة خدمته الطويلة للنظام.

وتواصل البرقية: أما رأي الأقلية من المعارضة التي يقودها حسن عبدالعظيم، الذي يرأس حزبا صغيرا هو الاتحاد الاشتراكي العربي، فقد اتجه نحو مزيد من الانتقاد العلني لخطوة التحالف بين الإخوان وخدام، ويرى ناشطون مثل ياسين حاج صالح، أن دافع عبد العظيم وجماعته لهذا السلوك إنما كان خوفهم من انتقام النظام، أكثر من خلافهم العقائدي مع خدام.

وتنقل البرقية أن أعضاء من "إعلان دمشق" كان لهم وجهة نظر أخرى، تتمثل في أنهم مستعدون لمنح خدام وجبهة الخلاص دورا محدودا في المعارضة، لكنهم لن يقبلوا بإعطاء خدام دفة القيادة، ومنهم ميشيل كيلو الذي وصف خدام بأنه غير مناسب لتولي قيادة المعارضة، ولدينا "طرق لنجعله يفشل" إن كان ينوي اغتصاب مثل هذا الدور.

وتكهن "كيلو" أن هدف خدام قد يكون الإطاحة بعائلة الأسد والدائرة الضيقة المحيطة ببشار، مع الإبقاء على الجيش وقوات الأمن.

وحول الرابح والخاسر في صفقة التحالف بين خدام وإخوان سوريا، تنقل البرقية أن الإخوان لديهم دعم في سوريا أكبر من خدام، لذلك فإن الإخوان خسروا أكثر، واتُهموا من البعض بالانتهازية نتيجة تقاربهم مع واحد من أعمدة نظام حافظ، الذي ارتكب بحق الإخوان أنفسهم مجازر دموية بداية الثمانينات.

وتنقل البرقية أن البعض يرون بالفعل أن إخوان سوريا تلقوا ضربة بفعل تحالفهم مع خدام، ومنهم عضو مجلس الشعب السابق إحسان سنقر الذي قال أنه إذا افترضنا أن لدى الإخوان نسبة 20% من المؤيدين داخل سوريا، فقد فقدوا نصفها بفعل ذلك التحالف.