انتبهوا ايها السوريون... سليمان قداح: جايين يا مؤامرة
يشغل الرفيق البعثي سليمان قداح، في الوقت الحاضر، منصبَ نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية. وهذا شيء منطقي، منسجم مع مبادىء الدستور السوري القديم الذي ينص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو القائد للدولة والمجتمع في سوريا.
رئيس الجبهة هو- طبعاً- القائد التاريخي الشاب بشار الأسد.. ملكيتُه لِلَّقَب تدخل في باب المال الحلال، الزَلال، فقد ورث عن والده ألقاباً كثيرة، منها: رئيس الجمهورية العربية السورية.. القائد العام للجيش والقوات المسلحة.. رئيس مكتب الأمني القومي.. الحاكم العرفي.. الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.. ورئيس الجبهة الوطنية التقدمية.. إلخ.
إن هذا، في الحقيقة عمل صائب، ففي سوريا الصمود والتصدي لا يجوز تشتيت الصلاحيات و(بَعْزَقَتِها) وإعطائها لزيد وعبيد ونَطَّاط الحيط! وإلا فإن الأمور المضبوبة (الممسوكة جيداً) تنفلت، ويصير عندنا فَلَتان أمني من موديل الفَلَتان الأمني اللبناني الذي أمضينا- نحن السوريين- ردحاً طويلاً من الزمان نستهزىء به ونتندر عليه.
ينتمي الرفيق قداح إلى ما عُرف في سوريا بعد تولي الدكتور بشار الأسد لمقاليد الحكم بـ (الحرس الجديد).. يعني أنه ينتمي إلى الدماء الشابة التي رافقت الرئيس الشاب في مسيرته التي عرفت باسم مسيرة التطوير والتحديث! (وهو مناسب جداً لهذا الشأن باعتبار أنه تجاوز سن السبعين منذ مدة قصيرة فقط، بينما يقف غيره- كالرفيق عبد الله الأحمر- على أبواب الثمانين!.. وأما الرفاق رفعت الأسد وعبد الحليم خدام ومصطفى طلاس، من جماعة الحرس القديم فقد تجاوزوا الثمانين)..
اسم سليمان قداح ارتبط في أذهان السوريين مقترناً بكلمة (نائب).. وكلمة (مساعد).. فهو ينتمي، في الحقيقة، إلى ذلك النوع من البشر الذي يجيد العمل في الموقع الذي يوحي بالتابعية.. والاستعداد التام للجلوس على مقاعد الاحتياط، حتى ولو انتهت المباراة ولم يجد المدرب ضرورة لنقله من خارج الخط إلى داخل المستطيل الأخضر.
القيادة السورية الحكيمة توفد الأمينَ القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، عادةً، للقيام بالأعمال ذات الطبيعة التالية: مناسبة من الدرجة الثانية، ضرورية، لا يمكن الاستغناء عنها، هدفُها بعثُ رسالة من القيادة العليا إلى عائلة، أو فئة، أو شريحة من الناس، مفادُها أننا معكم، ولا يمكننا الاستغناء عنكم، فأنتم محسوبون علينا، ومن عظام الرقبة، ولكن مقامكم لا يستحق أن يأتي القائد العام للحزب، أو قائد الجبهة التقدمية، شخصياً، إليكم!.. وها نحن أولاء نرسل إليكم الأمين القطري (المساعد)، أو (نائب) رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، لينوب عن سيادته في مواساتكم، أو تطييب خاطركم.
مثلاً: سليمان قداح ناب عن الرئيس الأسد في التعزية بالرفيق جورج صدقني، ومؤكد أنه سينوب عنه بالتعزية بصابر فلحوط وأحمد الحاج علي وفايز الصايغ حينما يذهبون للقاء الرفيق الأعلى بعد عمر طويل.
الخبر الجديد.. الخبر الأحدث.. الخبر الذي تسميه القنوات الإمبريالية (Break News)، الخبر الذي لفت نظرنا للكتابة عن الرفيق سليمان قداح الآن هو الذي وضعته الإخبارية السورية في شريطها السفلي ويقول:
إن هذا الرفيق العجيب، الذي يعتقد معظم السوريين أنه مات منذ زمن بعيد، سيرأس اجتماعاً لرؤساء الجبهة الوطنية التقدمية ويبحثون معاً (يعني هو ومَنْ بقي من رؤساء أحزاب الجبهة على قيد الحياة) القضايا المستجدة على الساحة السورية والساحة العربية والساحة الدولية، والخطط والبرامج والمآلات التي يجب اتباعها في سبيل التصدي للمؤامرة الكبرى الذي يتعرض لها القطر العربي السوري الصامد.. بسبب تبنيه للقضية الفلسطينية ومختلف القضايا العربية الملحة!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية