أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة قصيرة عن "الزرقاوي" تشعل حرب التعليقات على "فيسبوك" !

أثارت قصة قصيرة للقاص السوري ميلاد ديب بعنوان "الزرقاوي" نشرها حديثاً على صفحته الشخصية ردود فعل وتعليقات متباينة وذلك لأن ديب المنتمي لعائلة مسيحية أظهر شخصية "الزرقاوي" التي ارتبطت في أذهان الكثيرين بالدماء والعنف بصورة الشيخ الجليل النوراني رغم أنه لم يقصد ذلك فالزرقاوي الذي عناه –كما قال- ليس زرقاوي القاعدة بل هو اسم مشتق من زرقة السماء، وهو الإنسان والمتعبد الحقيقي، وتساءل منذر الأسعد في تعليقه قائلاً: لماذا الزرقاوي يا ميلاد واستدرك في تعليق ثان: سميه (السماوي) شرط تذكرنا بالزرقاوي (الله يعزك من هالذكر) فرد عليه القاص ديب: لا يهم أريدهم أن يتشبهوا بزرقة السماء وليس بالدماء، فرد الأسعد: عندما نحكي للأطفال قصة نختار اسما للبطل لطيفاً على السمع والخيال (فلة- بياض الثلج -ياسمين.....) لكن هذا الزرقاوي لم يترك في ذاكرتنا إلا الدم والألم؟ ونحن عندما نقرأ نكون كأطفال نحلم بذلك المجهول القادم. 

وعلقت الكاتبة جاكلين سلام على القصة قائلة: "حين قرأت (اسم الزرقاوي) قفزت إلى ذهني صورة مرعبة نعرفها جميعاً وذلك لأن بعض الأسماء صارت تحمل مدلولات معينة ومرعبة وأوافق العزيز منذر على إشكالية ما يطرحه الاسم، وبالطبع أنت لا تتوخى إخراج شخصية (الزرقاوي) من جحرها لنسبغ عليها السلام ومحبة الأطفال! وعلق منذر الأسعد موجهاً كلامه لديب: هل أستطيع أن أقنعك أن "سندباد" رجل شرير وأن "دراكولا" كان يوزع هدايا الميلاد للصغار؟ هناك مخزون في الذاكرة يجب ترسيخ الجيد منه ونسخ ممسوخه فننظر إلى الماضي الجميل (فقط) لينعكس عنه ظلنا الجيد، فقال له ديب: الزرقاوي بالنسبة إلي هو وعي جديد ...وعي يجب أن يكون محموله جماعياً ... أحلم بأن يكون هكذا ... وتحاول "جاكلين سلام" أن تصطاد في الماء العكر وأن تنسب العنف والإرهاب للإسلام من خلال تعليقها قائلة: "لك حرية أن ترى أن هذه الأسماء التي حملت العنف الجماعي والدولي- لا أرى أننا سنقبلها بكل ألفة. أما تسميات (أهلنا) المسالمين بالأصل، لن يكون لوقع أسمائهم صدى مزعجاً لأنهم لم يأتوا بـ "القرف والقتل إلى العالم" بل هم سليلة مسالمة (تقصد سلالة)، فيرد عليها المؤلف: هل تعتقدين أنني أحب الزرقاوي ...أو الفكر الذي يحمله..أخذت اللون ...والصفاء .. والأبدية لأحلها في الوجود، فترد جاكلين: لا أعتقد أنك تمجد الزرقاوي ولا أشك فأنت فنان حساس ولطيف واحتفاؤك بأشياء الضيعة وصورها هو طريقة وأسلوب احتفاء بالواقع المسالم المعاش، ولكن لن أقبل بنص أو فيلم يأتي ليصور لي السيد المسيح - مثلاً وليس حصراً- على أنه يضرب بالسيف (دلالة خبيثة أخرى) ويحمل مسدسين كما لو أنه (رينغو) !

ويعلق منذر الأسعد دون مناسبة بأسلوب جلف ينظر للآخرين على أنهم مجرد "قمامة" قائلاً: سئل أحد مفكري الدول الاسكندينافية كيف صرتم أرقى شعوب الأرض فقال: نظرنا إلى تاريخنا وجدناه أسود فنظرنا إلى الأمام. تعالوا ننظر أخي ميلاد للأمام ونترك الزبالة خلفنا!

ميس الريم قرفول التي عبرت عن إعجابها بالقصة في بداية التعليقات قائلة: "ما أحلاها" استدركت في ختام التعليقات لتقول: "عندما أقرأ الجمال أغلق أنفاسي الأخرى وأفتح له وحده الباب, لما طرأت كلمة الزرقاوي كرمز مرعب لم أشعر بها سوى كذبابة طردتها وأكملت الإصغاء للصوت الحسَن".
وينهي كاتب القصة النقاش بقوله: "الزرقاوي الذي أعرفه هو في قصتي فقط ... الزرقاوي الرمز عندي كالإله الرمز لايختلفان في الطهارة" 

قصة الزرقاوي:
خرج الزرقاوي من كهفه, فسمع طفلا يقول لرفاقه: لو كنت أملك حزاماً ناسفاً, لفجرت نفسي بين أعدائي. مد الزرقاوي يده إلى جيبه, وأخرج دمية خشبية صنعها بنفسه ثم قدمها له. مشى, فشاهد امرأة نحيلة جالسة على الأرض.. وفي حضنها طفل رضيع. نظرت إليه وقالت له: أيها الشيخ الجليل أعطنا شيئاً نأكله.
فتح صرته وأخرج حبات تراب رشها عليها ومشى دون أن يتكلم.

في الطريق صادف رجلاً يسأل عن الحقيقة؟ فطلب منه الزرقاوي أن يغمض عينيه ليراها، اشتد الحر فهرب الجميع إلى بيوتهم, أما هو فقد صعد إلى أعلى تلة وقال بصوت هادىء: أيها الناس إن لم يحرقكم الإيمان فلا تصدقوا النار. 

نزل ومشى بخفة حتى كاد يطير. شاهد آلة كبيرة تهضم الحجارة والبشر, عض على شفتيه فسال خيط من الدم. اقترب أحدهم منه، وشد لحيته فخرجت فراشات وعصافير, وعطر طيب الرائحة, خدر الجميع. 
اقترب من الناس الذين أصابتهم الدهشة وقال: أجسادكم مثل تلك الصخور وأرواحكم كذلك النبع الطالع منها.
لم ير أحد الزرقاوي بعد ذلك لكن صوته بدأ ينمو في باطن الأرض وأعماق الناس.

من مجموعة الحدقة -قصص قصيرة -2006

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(216)    هل أعجبتك المقالة (138)

uh]g lpl]

2013-09-23

ﺍﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻱ \ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ \ ﻭﻟﺌﻦ ﻧﻘُﺪﻡ ﻓﺘﻀﺮﺏ أﻋﻨﺎﻗﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪاً ﻭﺍﺣﺪﺍً أﺣﺐ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻞٍ ﻣﺴﻠﻢٍ ﻗﺼﺪﺍً ﻓﺈﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﻢ ﻧﻔﺮﻧﺎ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭأﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭأﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﺟﺌﻨﺎ ﻭﺳﻨﻈﻞ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻫﻮﻧﺎ ﻭﺳﻨﻈﻞ ﻧﻨﺼﺮﻫﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺧﺬﻟﻮﻧﺎ ﻭﻧﺮﻳﺪ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻟﻮ أﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﺘﻠﻨﺎ.‬ هذا كلام ابو مصعب الزرقاوي رحمه الله والله إن مايرتديه برجله لهو اطهر من حقد قلوبكم وضحالة فكركم فهذا التشويه للاسلام والمسلمين لم يقم به حتى اعداء الاسلام فاصبحتم كالابهائهم تردد مايقال لكم ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي