الصحفي السوري أذهل العالم

في اليوم الأول من آب أغسطس 2013، وبمناسبة عيد الجيش العربي السوري، قال الوريثُ الرئاسي بشارُ الأسد لضباط الجيش وعناصره الذين استمروا في الخدمة ورفضوا الانشقاق:
لقد أذهلتم العالم!..
وبالفعل.. مَنْ ينظر إلى حجم الدمار الذي لحق بالمدن السورية، ويتمعن في عدد القتلى والمُهَجَّرين من الشعب السوري بسبب نضال هذا الجيش العظيم ضد المؤامرة الكونية التي يتعرض لها قطرُنا الصامد.. لا بد أن يُصَابَ بالذهول.
بتاريخ 27 آب (أغسطس) 2013، وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزيرُ الخارجية وليد المعلم بمناسبة التلويح الأميركي بتوجيه ضربة للنظام السوري، قال مخاطباً الصحفيين الحاضرين في القاعة:
أنتم لا تعرفون مَنْ أنتم.. انظروا ماذا فعل صمودُكم.. فكل هذه الدول الكبرى، والأساطيل، والبوارج جاءت إلى هنا بقصد زعزعة هذا الصمود.!.
أوردَ وليد المعلم، في ذلكم المؤتمر، آراء، وتصريحاتٍ، وادعاءات، وبراهينَ كثيرةً، يمكنُ أن تَثْبُتَ صحةُ بعضها، ويدخلَ بعضُها الآخر في مجال الشكوك والرِّيَب، ويُنْقَضَ بعضُها الثالث فيصبحَ في خبر كان،.. وأما كلامُه المتعلق بصمود الصحفي السوري في وجه المؤامرة الكونية فينتمي إلى جنس الحقائق الدامغة التي لا يأتيها الباطل ولا يرقى إليها الشك.
إذا أنت أردتَ الحقَّ، ورفضتَ ابنَ عمه الباطلَ، فإن اكتشاف وليد المعلم المتعلق بصمود الصحفيين السوريين قد جاء متأخراً للغاية، وهو يعلم أنه متأخر ولكنه حكى عنه من باب التذكير، إيماناً منه بالآية القرآنية القائلة: فَذَكِّرْ إِنَّفَعَتِ الذكرى.
فمنذ أن أُحْدِثَتْ نقابة الصحفيين السوريين، أو بالأصح منذ أن عُيِّن الأستاذ صابر فلحوط (بطريقة الانتخاب!) رئيساً لها، لم يصادف أن أقيم احتفال جماهيري، أو مهرجان خطابي، إلا وألقى فيه "فلحوط" كلمة أكد فيها أن الصحفيين السوريين يمشون صفاً واحداً وراء القيادة الحكيمة للقائد التاريخي المُلْهَم حافظ الأسد، ويعاهدونه على المضي قُدُماً مع سيادته في تحقيق أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية،.. الأهدافِ التي سبق للرفيق فلحوط أن عبر عنها ببيت ينتمي إلى صمود شبيه بصمود التيوس (النواطح) في وجه عاديات الزمن.. حينما قال:
(يَنْطَحُ) الغيمَ شموخي فعلى
جبهة الشمس بقايا مضربي
أنــــــا بعــــــــــثٌ وليـمُــــتْ أعداؤُه
عربــــــيٌّ عربـــــــــــــــــــيٌّ عربـــــي
حينما كان القائد التاريخي الفذ حافظ الأسد في أوج عطائه، وبعد أن حقق ذلك النصر المؤزر على الاستعمار والصهيونية في حماه وحلب وجسر الشغور، قرر أن يظل الشعب العربي السوري يتنعم بنهج قيادته الحكيمة لسوريا والأمة العربية، وارتأى أن يورث الحكم لولده الباسل، فانطلقت أقلام الصحفيين وحناجر المطربين تغير لقبه بين أبناء الشعب من (أبو سليمان)، إلى (أبو باسل)، وعلى سبيل المؤازرة الإيجابية جيء بالمطرب اللبناني الوسيم علي حليحل فغنى بصوت العذب:
أبــــو باسل قائدنـــــــا يا بو الجبين العالي
تسلم وتصون بلدنا من غدرات الليالي
بعد رحيل القائد التاريخ ارتأت القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والشعب المخابراتية الكبرى، وكافةُ الرفاق المناضلين الأشاوس تغييرَ لقبه ليُعْرَفَ- منذئذٍ- باسم القائد (الخالد)، وعهدوا بهذا الأمر إلى الصحفيين الموظفين في المؤسسات الصحفية الرسمية، وهؤلاء بدورهم ظلوا يرددونها حتى التبس الأمر على بعض المواطنين السوريين، فاعتقدوا أن الاسم الأصلي لرئيسهم هو (حافظ الخالد)، وأن كلمة (الأسد) ما هي إلا لقب يدل على القوة والبأس ومناطحة الخطوب!
ثم جاء الرفيق الياس مراد، على أطلال الرفيق فلحوط، فسار بالصحفيين السوريين ضمن مسيرة الممانعة التي قادها الوريث الشاب صاحب التطوير والتحديث والعصا السحرية، وزاد في تلاحمهم، وتعاضدهم ومضيهم قُدماً على طرقات النضال.
الآن.. ولهذا كله.. اضطرت الدول العظمى، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أن تحشد أساطيلها وبوارجها وتأتي إليهم لتزعزع صمودهم، كما أعلن وليد المعلم!
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية