أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شبلي تلحمي : المنار تفوقت على الجزيرة !

لم يكن لقاء عاديا ذلك الذي جمع عددا من المثقفين السعوديين بالدكتور شبلي تلحمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميرلاند الذي يزور السعودية بدعوة من القنصلية الأمريكية في جدة والتي رتبت برنامجا على مدى يومين للالتقاء بالنخب السياسية والفكرية والاجتماعية في المملكة .
ورغم أن عنوان اللقاء كان عن" الرأي العام ، الإعلام والهوية الوطنية" ، إلا أن مواضيع النقاش تشعبت لتشمل كل ماله علاقة بأمريكا والعرب.
سأنقل هنا أهم ما ورد في الشق الإعلامي من الحديث الشيق للدكتور تلحمي والذي ابتدأه بجملة صارخة ظلت تتردد طوال الحديث تارة منه و أخرى من قبل الجمهور الذي استفسر عنها أكثر كونها صادمت قناعات لطالما رددها الإعلام العربي كثيرا.

 

قال الدكتور شبلي تلحمي:" الإعلام لا يصنع تغييرا كما كنا نظن"، وواصل شارحا جملته تلك بالقول أن هناك نوعان من التغيير ، تغيير عميق يرتبط بالهوية والايدولوجيا والقناعات الراسخة وهذه فشل الإعلام فشلا ذريعا في تغييرها ، ودلل على ذلك بعدة أمثلة أبرزها أن المشاهد بات مرتبطا بالقناة التي توافق ما في قلبه ولم يعد أسيرا لما تقوله القنوات المخالفة لمعتقداته، فهو يشاهد الجزيرة مثلا لأنها تعبر عنه ، ولا يشاهد قناة أخرى بل ويرفضها لمجرد أنها تقول خلاف ما يؤمن به.

تفوق المنار

وأضاف تلحمي:" قبيل الغزو الأمريكي للعراق في يناير وفبراير من العام 2003 وحسب إحصاءات دقيقة تفوقت قناة المنار على قناة الجزيرة في نسبة المشاهدة فقط لأنها استمرت في عرض مشاهد تتعلق بالصراع العربي الفلسطيني فيما خففت الجزيرة وكثير من القنوات العربية الكبيرة من تلك المشاهد تحسبا لردات فعل خاصة مع إقبال المنطقة على حرب كبيرة، هذا المثال يؤكد ما ذهبت إليه من ولاء المشاهد لأفكاره ومعتقداته وليس للوسيلة الإعلامية التي يشاهدها، نعم تستطيع وسائل الإعلام ان ترفع من الحماسة لشأن معين لكنها لا تصنع هذا الشأن في قلوب المشاهدين، التعاطف مع غزة موجود لكن وسائل الإعلام ترفع منه وتزيده لكنها غير قادرة على صنعه أو محوه".

كما أن استطلاعا للرأي - يقول تلحمي- استمر لخمس سنوات أوضح انه لا علاقة مباشرة بين ما تبثه القنوات التي يشاهدها العرب وبين آرائهم ونظرتهم لأمريكا

المثال الأخير الذي ذكره الدكتور يتعلق بالعرب الأمريكان الذين يتابعون المحطات الأمريكية ولا يتابعون الإعلام العربي حيث يقول:" أثبت استطلاع للرأي أن هؤلاء لا يزالون متمسكين بآراء مشابهة لمن يسكن في الأردن أو مصر فيما يتعلق بالهوية أو الدين" . 

عين على ...!

أما النوع الثاني من التغيير- يتابع الدكتور تلحمي- فهو التغيير في القضايا الهامشية وقضايا الأطراف وهذه نجح الإعلام في صنعها وليس أدل من ذلك سوى الاستطلاع الذي أجريناه على فئة من المواطنين العرب عن مدى تخيلهم للحياة في الصين فكانت النسبة منخفضة للذين يستطيعون تخيل حياتهم في الصين ، لكن العام الذي تلاه شهد ارتفاعا ملحوظا في تلك النسبة وكان السبب أن قناة الجزيرة بثت ولأسبوع متواصل موادَّ ايجابية عن الصين! 

الجزيرة الانجليزية

 

وعن سر نجاح محطة ما وفشل الأخرى قال تلحمي:" أن ذلك مرده إلى الإجابة على سؤال ماذا يريد المشاهد، فالثورة التلفزيونية بحسب تلحمي أعادت تعريف المشاهد الذي لم يعد مشاهدا محليا بل أصبح عربيا وفي أحيان أخرى عالميا".

وفي الختام تطرق الدكتور شبلي تلحمي إلى الإعلام الأمريكي وتعامله مع قضايا المنطقة فبين أن هناك بعض التغيير بدخول الجزيرة الانجليزية على الخط ورغم منعها حتى الآن من البث عبر الكيبل بدواعي مختلفة قد تكون سياسية أو تجارية إلا أنها في تقدم مستمر وهي برأيي ستصنع التغيير داخل أمريكا فيما يتعلق بالتعريف المنصف بهذا الجزء من العالم الذي يسكنه العرب والمسلمون .

الجزيرة توك
(174)    هل أعجبتك المقالة (162)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي