أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "فك المماهاة بين البعث وسوريا" إلى "استشاطة الكيماوي": قراءة متأنية في رسالتي رغدة وأدونيس إلى "السيد الرئيس"

نشر الكاتب والقاص السوري الدكتور حسان العوض في جريدة العرب اللندنية مقالة بعنوان (رسالتا رغدة وأدونيس إلى "السيد الرئيس") قارن فيها بين الممثلة رغدة والشاعر أدونيس اللذين التقيا على محاباة النظام السوري ومعاداة ثورة الشعب السوري فكلاهما أرسل رسالة مفتوحة إلى "السيد الرئيس".

إذ أرسل أدونيس إليه رسالة مفتوحة منذ سنتين ونيف بوصفه خصوصاً "رئيساً منتَخَباً" بينما أرسلت إليه رغدة مؤخراً رسالة بوصفه عموماً "أباً وأخاً وقائداً" كلاهما، رغدة وأدونيس، نجمان في مجاليهما. فرغدة ممثلة في رصيدها العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والجوائز الفنية. وأدونيس شاعر في رصيده الكثير من الدواوين الشعرية والعديد من الكتب الفكرية والنقدية والمترجمة والمختارات وكذلك العديد من الجوائز الأدبية العربية والعالمية حتى أنه رشح لجائزة نوبل للآداب أكثر من مرة من دون أن ينالها، وكلاهما موهوبان في مجالات أخرى سوى مجالي نجوميتهما.

فرغدة تكتب الشعر ما يجعلها زميلة لأدونيس، وقد طلبت من منظمي ملتقى الشعر في القاهرة هذا العام أن تشارك فيه فألقت نصاً عامياً هاجمت فيه الإخوان مما حدا ببعض مناصريهم من الحضور أن يقاطعوها ويهاجموها بالكلام قبل أن يحاولوا الهجوم عليها بالأيدي، وأدونيس لا يمارس التمثيل، ولكنه يبقى زميلاً لرغدة في الفن بشكل عام، لأنه يمارس الفن التشكيلي خاصة الكولاج، وقد أقام العديد من المعارض، وكلاهما معروفان بالاسم الفني وليس الحقيقي، فأدونيس اسمه " علي أحمد سعيد أسبر" وقد تخلى عنه ليحمل اسماً مستعاراً من الأسطورة الفينيقية. ورغدة اسمها الكامل رغداء محمود نعناع، ولكنها اكتفت باسم فني مشتق من اسمها الأول، وكلاهما ليسا مقيمين في بلد مولدهما_ سوريا، فأدونيس كان مقيماً في لبنان قبل أن يستقر في فرنسا حتى أن كثيراً من المصادرالأدبية تذكره كشاعر لبناني وليس سورياً. ورغدة مقيمة في مصر- بلد أمها-، منذ انتقلت إليها لدراسة الأدب العربي قبل أن تحترف التمثيل وتستقر في مصر حتى أن كثيراً من المصادر الفنية تذكرها كممثلة مصرية وليست سورية.

ويتطرق العوض في مقالته لرسالة أدونيس الفكرية التي تنقسم -كما يقول- إلى قسم نظري أو تنظيري وآخر عملي أو تطبيقي، ولكن كلا القسمين متداخلان فيما بينهما. في القسم النظري ينظّر أدونيس للديمقراطية بكلام دقيق، لكنه في القسم العملي ينطلق تطبيقياً من مقدمات صحيحة عندما يتحدث عن حزب البعث وفشله في "التأسيس للديمقراطية"، " والحقّ أنّ الحزب لم يؤسس لأيّ شيء يمكن حسبانه جديداً وخلاّقاً، ومهمّاً، في أي حقل -كما يرى العوض- "وهكذا يظل أدونيس يراوح في حديثه تعميماً عما اقترفه حزب البعث بحق سوريا، وعندما يقترب من التخصيص يكون تخصيصه تعميماً نسبياً "و ما قامت به السلطات التي حكمت باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، طول هذه الفترة، يؤدي، طبيعيّاً إلى الحال التي تعيشها سوريا اليوم" فقيادة حزب البعث هي المتهمة وحدها من دون رئيسها، ربما لأنه، بالإضافة إلى كونه "رئيس حزب" هو " قبل كل شيء رئيس بلاد وشعب" بل أكثر من ذلك يطلب أدونيس من الرئيس المنتخب، وليس المستفتى عليه كما تقتضي الدقة الشكلية على الأقل، قائلاً: "أنت الآن مدعوّ، تاريخياً، لكي تفكّ هذه المماهاة بين سوريا وحزب البعث العربي الاشتراكي. فسوريا أرحب، وأغنى، وأكبر من أن تُختَزَل في هذا الحزب، أو أي حزب سواه." إن دعوة أدونيس هذه منتهية الصلاحية، ليس بسبب كتابته إياها بعد انطلاق الثورة السورية بعدة أشهر، وإنما منذ ثلاثين عاماً على الأقل عندما ماهى الأسد الأب بينه وبين الحزب وسوريا، ثم أورث هذه المماهاة لابنه الثاني بعد أن حرم القدر فقط ابنه الأول منها. ويشير د . حسان العوض إلى أن المقدمات الصحيحة التي انطلق منها أدونيس كانت ستوصله إلى نتائج صحيحة لو أنه أراد ذلك، ولكنه اكتفى بالأعراض تشخيصاً للمرض، فالثورة السورية حسب الطب الأدونيسي قامت ضد حزب البعث "لا بدّ من إعادة النظر الجذرية. حتى لو
استطاع حزب البعث أن يوقف الثورة عليه, وإذا كان أدونيس في رسالته قد انتهى إلى تشخيصه المقصود والمتعمّد بعد تنظير وتطبيق، فإن رغدة تبدأ رسالتها مباشرة بتشخيصها " الرغدوي" الذي هو في نفس الوقت تشخيص طبيب العيون الأسد الابن "مجزرة خان العسل وقعت من أول لحظة، من أول لحظة نبح فيها مثقف بلحظة حرية، جاوبه صداها طنبرجي بانياسي، ردّدها خنزير فنان، نعقها مؤازر لهم إخونجي من الرستن" وبما أن تشخيص المرض بمنتهى الوضوح فلمَ التأخير، لا بد أن يبدأ العلاج بمنتهى السرعة " نريد قصف كل منطقة فيها إرهابي، ولو مات آلاف المدنيين، كل من بقي من المدنيين في المناطق تلك، هو حاضن ومتواطىء، لن تنتهي الحروب بدون دم وقتل وتنكيل.. يكفي صبراً أحرقوا الأرض بمن فيها" ويضيف العوض قائلاً "إن هذا العلاج الذي تقترحه رغدة كان النظام الأسدي قد بدأ به سابقاً، منذ كتب أدونيس رسالته على الأقل، حتى أنه لم يقصر في استخدام السلاح الكيماوي ولكن ليس إلى درجة الاستشاطة التي تدعو إليها رغدة" أما آن للكيماوي أن يستشيط " و قد يكون من المبالغة القول إن رسالة رغدة هي ترجمة ما لرسالة أدونيس، ولكن ستخف المبالغة إذا تذكرنا الخيانة التي لا تخلو منها ترجمة، وطبيعة الترجمة من لغة أدونيس الثقافية إلى لغة رغدة الشعبوية، ومرور سنتين بين الرسالتين.. هاتان السنتان مديدتان جداً بحسابات الزمن السوري، ويرى الكاتب العوض أن "السيد الرئيس" قرأ رسالة أدونيس، كما يبدو فلبّى طلبه بفكّ " المماهاة بين سوريا وحزب البعث" بإلغائه المادة الثامنة من الدستور، والتي تنصّ على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، ولكن ذلك لم يحلّ "الحال التي تعيشها سوريا اليوم" فلا الثورة توقفت عن سعيها إلى إسقاط النظام، ولا النظام غيّر من حله الأمني والعسكري. كما يبدو أن "السيد الرئيس" قرأ رسالة رغدة أيضاً، وحاول أن يلبّيه في الغوطة الشرقية والغربية يوم21/8/2013 باستخدام السلاح الكيماوي الذي جعله "يستشيط"، ولكن هل سينجح هذا العلاج؟ حتى الآن: لم تظهر من آثاره الجانبية إلا احتمال ضربة عسكرية غربية للنظام السوري.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(127)    هل أعجبتك المقالة (111)

نيزك سماوي

2013-09-09

للشبيحة درجات وللنبحية درج ، هؤلاء طائفيون حتى النخاع ،ومن يكون كذلك فثقافته وفنه كله وهم معهم إلى مزابل التاريخ الكاتب أورد نموذجين لأولئك الشبيحة والنبيحة ولكن هناك الكثير منهم الذي دعا العصابة الأسدية وعلى الملاء إلى ضرب الشعب السوري بالكيماوي ومن أمثال أولئك المجرمين الحاقدين العميل الماجور السري نزار نيوف الذي ينتمي الى فروع المخابرات العلوية الخارجية الفرع السري وينتحل صفة صحفي ومعارض كمان !!! ؟؟؟ ولا عجب لن هذه أساليب أقذر عصابة طائفية عرفتها البشرية وليس سوريا فقط ، ثورة الشعب السوري كما قال أحد الكتاب والمفكرين الكاشفة الفاضحة فلم يعد أي شيء مخفي على أحد وما الإصطفاف الطائفي البغيض الحاقد لمثل هؤلاء المجرمين المذكورين إلا جزء لا يتجزأ من سياسة العصابة الاسدية المجرمة التي أسرت سوريا ورهنت الشعب السوري لمدة أكثر من 45 عام ، الحرية قادمة ايها المجرمين رغم حقدكم رغم إجرامكم رغم كل شيء والمحاسبة ستكون للمقبورين المجرمين قبل المجرمين الذين لا زالوا على قيد الحياة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي