سُميت صلاة التراويح بهذا الاسم لأن المسلمين كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، وتُعرف هذه الصلاة كذلك بقيام رمضان. وهي سنّة، وقيل فرض كفاية، وتعد صلاة التراويح مظهراً من مظاهر المسلمين وشعاراً من شعاراتهم في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، وكان المسلمون في بداية العهد الإسلامي يصلونها كلاً حسب رغبته فهذا يصليها فرداً وهؤلاء يصلونها جماعة، حتى جمعهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي لله عنه على إمام واحد يصلي بهم، وفي ذلك يقول ابن سعد في طبقاته: كان عمـر أوّل من سنّ قيـام شهر رمضان بالتراويح، وجمع الناس على ذلك، وكتب به إلى البلدان، وذلك في شهر رمضان سنة 14 هجرية.
و إذا كان العلماء قد اتفقوا على استحباب صلاة التراويح, فإَنهم اخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَل صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد؟
فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ: الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ".
وروى الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي. و" إذا لم يستطع المجاهدون أن يصلوا التراويح فالجهاد أولى، والدليل على ذلك أن سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه لما كان منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة (سنتان) قام سيدنا عمر بعد استتباب أمر المسلمين بجمع الناس على صلاة التراويح في رمضان - كما يقول الشيخ محمد صالح المنجد- وإن كانت صلاة الجماعه ومنها صلاة التراويح مظهراً من مظاهر قوه الإسلام وعزمه حثّ عليها سيد البرية (صلى الله عليه وسلم )، وأكد على طلبها لأنها تزيد عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجه فينبغي لكل مجاهد مسلم أن يحرص على صلاتها وألا يتركها إلا لعذر قاهر.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية