أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تذكرة الغافل بصيام المقاتل: الصيام والجهاد صُنْوَان لا يفترقان

اقترن الصيامُ بالجهاد في تاريخنا الإسلامي الأغر، حتى لكأنهما صنوان لا يفترقان، فعلى رأس 7 أشهر من الهجرة النبوية الشريفة كان فرض الصيام. وعلى رأس 7 أشهر من الهجرة النبوية الشريفة كان فرض الجهاد أيضا.

ولقد كان أول رمضان للمسلمين هو أول رمضان يجاهدون فيه، فتطابق الصيام والجهاد حتى في أسلوب فرضهما، فقال تعالى عن الصيام: [كُتب عليكم الصيام]. وقال عن الجهاد أيضاً: [كُتب عليكم القتال]
وعُقد أول لواء في الإسلام لجهاد أعداء الله في رمضان، وكان أول من تشرّف بهذه المكرمة الخالدة، أسد الله ورسوله، حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه، الذي قاد أول سرية للجهاد في سبيل الله، وهي سرية سيف البحر، وفي رمضان الثاني كانت ملحمة بدر الخالدة، التي وصفها الله بما وصف به قرآنه العظيم فقال: [..يوم الفرقان يوم التقى الجمعان].

ولئن كانت بدر قد أوغلت في أعماق التاريخ، إلا أنها كانت قد تركت في نفوس العرب والمسلمين، وفي نفوس الصائمين والمجاهدين، دروسا عظيمة، ومعاني خالدة، فهي الكتاب المفتوح الذي تنهل منه الأجيال على مرّ العصور الكثيرَ من معاني العزّة والكرامة والتحدّي.

واليوم وشعبنا السوريُّ يخوض ملحمته التاريخيّة "البدريّة" الخالدة، ضد الطغمة في سوريا، من أجل دينه، وحريّته، وعزّته، وكرامته... ويستقبل رمضان جديدا في تاريخ ثورته المباركة، ما أجمل أن نستذكر من ملاحم رمضان التاريخيّة الخالدة دروسها وعبرها، لتكون نبراساً لشعبنا السوريّ المجاهد.

ولعل من أهم هذه الدروس المباركة، درس الصبر، فرمضان هو شهر الصبر، والنصر مع الصبر، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون].

صحيح أن شعبنا السوريّ قد دفع في سبيل تحقيق حريّته وكرامته مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وملايين المشرّدين منذ انطلاق ثورته المباركة حتى الآن، وصحيح أيضاً بأن النظام الأسدي الظالم، وعصاباته المجرمة، هو من أعتى أنظمة الإجرام في العالم، ولكن الأصحّ أيضاً بأننا نجاهد من أجل ديننا ووطننا وشعبنا وأمتنا ومقدّساتنا وأعراضنا، ونناضل ونثور من أجل حريّتنا وكرامتنا وعزّتنا ومستقبل أبنائنا، وهي قيم ومعاني ترخص من أجلها الأرواح، وتهون من أجلها الصعاب، وتحلو في سبيلها التضحيات.

والأهم من ذلك كلّه، ما أعدّه الله للمجاهدين الثائرين الصابرين من الأجر والفخر في الدنيا والآخرة، قال تعالى في كتابه العظيم: [يا أيها الذين آمنوا هل أدلُّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكنَ طيّبةً في جنّات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبّونها نصرٌ من الله وفتحٌ قريب، وبشّر المؤمنين].

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(158)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي