أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تذكرة الغافل بصيام المقاتل: قيام رمضان للمجاهد من أعظم العبادات التي يتقرّب بها إلى ربه

قيام الليل هو صلاة التطوع ليلاً من غير الفريضة وغير السنن النافلة وهو من العبادات الهامة فى حياة المسلم فما بالك بمن وهب نفسه وروحه رخيصة لله عز وجل، وقد أثنى الله تعالى على من يصلي ليلاً في أكثر من موضع فى القراّن الكريم قال تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، فهذا أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعل الله تعالى ثوابه المقام المحمود والمكانة العاليه -قال تعالى (إن المتقين فى جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)، فجعلها الله من صفات المحسنين، أما ما جاء فى السنة، فيما يخصّ قيام الليل فكثير، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء من الجسد) -رواه الترمذى- وقيام رمضان للمجاهد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر، قال الحافظ ابن رجب: "واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب" ـ ولذلك ينبغي أن يكون المجاهد المؤمن حريصاً على الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها، ففي هذه العشر ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر/3. 

وقد ورد في ثواب قيامها قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). رواه البخاري ومسلم. ولهذا (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مَا لا يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا). رواه مسلم.

وروى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.(دَخَلَ الْعَشْرُ) أي: الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان.(شَدَّ مِئْزَرَهُ) قيل هو كناية عن الاجتهاد في العبادة، (وَأَحْيَا لَيْلَهُ) أَيْ سَهِرَهُ فَأَحْيَاهُ بِالطَّاعَةِ، بالصلاة وغيرها. (وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) أي: أَيْقَظَهُمْ لِلصَّلاةِ فِي اللَّيْل وهذا الحديث يرينا استحباب الزيادة مِنْ الْعِبَادَات فِي الْعَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان وَاسْتِحْبَاب إِحْيَاء لَيَالِيه بِالْعِبَادَاتِ.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي