أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تذكرة الغافل بصيام المقاتل: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها

الرباط هو: الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يُخاف على أهلها من أعداء الإسلام، والمرابط هو: المقيم فيها المعد نفسه للجهاد في سبيل الله، والدفاع عن دينه وإخوانه المسلمين، والقائم بهذه العبادة يقال له: مرابط. وأَصل الرباط: أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً. ومن معاني الرباط الشد والقوة، ومنه قوله تعالى: ( وربطنا على قلوبهم) أي: شددنا عليها وقويناها. والحاصل: أن الراء والباء والطاء أصل واحد يدل على شد وثبات- كما يقول علماء اللغة - ومن معاني الرباط الشرعية: المُواظَبةُ عَلَى الطاعة كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط" فجعل المواظبة على الطهارة، وكثرة الخطى إلى المساجد، وملازمة المسجد من فرض إلى فرض، رباطا كالجهاد في سبيل الله. 

وقد ورد في فضل المرابطة والحراسة في سبيل الله أحاديث كثيرة، ومنها الحديث الذي رواه سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) - رواه البخاري ومسلم والترمذي- وغيرهم، وقد فُضِّلت المرابطة في سبيل الله على الصيام كما في عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. وفي الحديث الذي رواه شُرَحْبِيلِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: "مَنْ رَابَطَ يَوْما أَوْ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطا جَرَى لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ الأَجْرِ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ وَأَمِنَ الْفَتَّنِ". 

وهكذا نرى أن عبادة الرباط عبادة شاقة شديدة على النفس، وتحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ، وتحملٍ وثباتٍ وعلى المجاهد في سبيل الله أن يغتنم هذه الفضائل والمثوبات قبل فوات وقتها، وذهاب رايتها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(170)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي