تكثر حالات التبرع بالدم بين المجاهدين في المشافي الميدانية بسبب الإصابات الكثيرة التي تقع لهم، وقد يكون التبرع في شهر رمضان، فما حكم هذا التبرع وهل يفسد الصوم؟ رأى بعض العلماء أن التبرع بالدم إذا كان بكمية كثيرة فهو يعطي حكم الحجامة، ويُقال للصائم لا تتبرع بدمك إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك، وعندها لا بأس بهذا، فمثلاً لو قال الأطباء إن هذا الرجل الذي أصابه النزيف إن لم نحقنه بالدم الآن سيموت، ووجدوا صائماً يتبرع بدمه فحينئذ لا بأس للصائم أن يتبرع بدمه ويفطر بعد هذا ويأكل ويشرب بقية يومه لأنه أفطر للضرورة كإنقاذ الحريق والغريق، ولكن العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- المفتي السابق في المملكة العربية السعودية والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء يرى أن "أخذ الدم من الوريد للتحليل أو غيره لا يفطر الصائم، لكن إذا كثر فالأولى تأجيله إلى الليل، فإن فعله في النهار فالأحوط القضاء تشبيهاً له بالحجامة" فتاوى وتنبيهات ونصائح – ص 376 0وسئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم سحب أو التبرع بالدم في نهار رمضان وهل هذا يفطر الصائم أم لا؟ فأجاب –رحمه الله-: "إذا أخذ الإنسان شيئاً من الدم قليلاً، لا يؤثر في بدنه ضعفاً، فإنه لا يفطر بذلك، سواء أخذه للتحليل أو لتشخيص المرض أو أخذه للتبرع به لشخص يحتاج إليه. أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة، يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، قياساً على الحجامة التي ثبت بالسنة أنها مفطرة للصائم، وبناء على ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بهذه الكمية من الدم وهو صائم صوماً واجباً، كصوم رمضان إلا أن يكون هناك ضرورة، فإنه في هذه الحال يتبرع به لدفع الضرورة، ويكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه ويقضي بدل هذا اليوم" ( فضائل رمضان –جمع عبدالرزاق حسن.
ومن هنا يتضح أن الأَولى ترك التبرع لوقت الليل، ومن تبرع في نهار رمضان فالأَولى قضاء هذا اليوم كما ذهب كثير من العلماء الأجلاء.
وإن كان هناك ضرورة للتبـرع فلا بأس أن يفعله الإنسان، وبخاصة إن كان هناك خطر على حياة وصحة المريض المحتاج للدم والله تعالى أعلم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية