اكدت شخصيات واوساط عربية مختلفة اهمية انعقاد القمة العربية في دمشق في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الامة العربية مشيرة الى ان هذه القمة تشكل حدثا مفصليا في مواجهة المشروع الاميركي للمنطقة وفي مسار العمل العربي التضامني الذي تشكل سورية نواته وارضيته الخصبة.
ففي القاهرة اكد البرلمان العربي الانتقالي بقرار اتخذه في اجتماع دورته العادية الاولى للعام الحالي التي انعقدت مؤخرا في مقر جامعة الدول العربية أهمية القمة العربية المرتقبة في دمشق لتمكين العمل العربي المشترك واجهزته من التعامل مع كل التحديات التي تواجهها الامة العربية.
ودعا البرلمان القمة العربية الى تفعيل كل الاتفاقيات العربية المشتركة ووضع الآليات العملية لتنفيذها ودعم جميع أشكال المقاومة ضد أي محتل للتراب العربي.
وأهاب البرلمان بالقمة العربية رفض وادانة جميع سياسات وممارسات العدو الاسرائيلي العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني.
كما دعا البرلمان العربي القمة العربية الى وقف كل اشكال المفاوضات والعلاقات مع العدو الاسرائيلي وتفعيل احكام المقاطعة العربية.
وحث البرلمان القمة العربية على تأكيد الرفض القاطع والكامل لكل مشروعات توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج وطنهم ووضع خطة اقليمية ودولية لإفشال هذا المخطط المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني، داعياً الى اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات العربية ـ الدولية، ومؤكداً أن الدول العربية عليها أن تعيد النظر في سياساتها وعلاقاتها مع كل الدول في ضوء مواقفها من القضيةالفلسطينية والقضايا العربية العادلة.
كما دعا القمة العربية الى رفض سياسة البوارج الحربية الأميركية التي تعتمدها الولايات المتحدة لفرض نفوذها على حساب المصالح العربية واعتبارها تشكل تهديدا مباشرا للامن القومي العربي.
ودعا البرلمان العربي القمة العربية لمواصلة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار الاسرائيلي الجائر، واستمرار دعم مقاومته المشروعة مطالبا باقرار استراتيجية الامن القومي العربي وسرعة تطبيقها حماية للمصالح العربية وتفعيلا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وفي تونس أكد احمد الابنوبلي الامين العام للاتحاد الوحدوي الديمقراطي اهمية انعقاد القمة العربية في دمشق وخاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية.
وقال الابنوبلي في تصريح لوكالة «سانا»: ان سورية هي آخر خط دفاع للامة العربية في مواجهة الصهيونية ومن الاجدر ان تكون قمة دمشق لتقوية خط الدفاع هذا ومواجهة كل الضغوط والابتزازات.
واوضح الابنوبلي ان كل الحكومات العربية معنية بقضايا المنطقة داعيا الى ضرورة ادراك حجم التحديات الحالية ومواجهة هذه التحديات.
وفي عمان قال أمين عام حزب البعث العربي التقدمي فؤاد دبور الناطق الرسمي باسم تنسيقية أحزاب المعارضة الوطنية الاردنية: ان قمة دمشق تأتي في ظل أوضاع خطيرة في المنطقة العربية وفي ظل فشل المشروع الاميركي في لبنان.
وأكد دبور أن قمة دمشق تأتي لوقف المذابح والمجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ولفك الحصار ووضع حد للتامر على المقاومة وعلى حق العودة للفلسطينيين موضحا ان القمة ستكون ضد محاولات فرض العقوبات على سورية التي تسعى اليها اميركا.
وقال: ان سورية مع المقاومة وترفض تمرير المشاريع الاميركية ـ الصهيونية في الشرق الاوسط وخاصة مواجهة المشروع الاميركي الذي يريد أن يجعل لبنان قاعدة انطلاق لضرب قوى المواجهة والمقاومة.
من جانبه قال أمين عام الحزب التقدمي الاردني زهير قواس: ان المطلوب من قمة دمشق اعادة قراءة جديدة للواقع العربي بعد وصول محاولات السلام الى أفق مسدود تتميز بطرح البديل المقاوم والسعي الجدي للمحافظة على التضامن العربي على أرضية حق الشعوب العربية في مقاومة الاحتلال والعدوان وللتأسيس لمرحلة جديدة.
من جهته اعتبر أمين عام حزب العهد الاردني خلدون الناصر أن الامة العربية تتطلع الى قمة دمشق وتعقد آمالا عليها في ان تشكل تحولا مفصليا في مسار العمل العربي المشترك والتضامن من خلال رؤية استراتيجية تنهي حالة الضعف والانقسام وتحقق صحوة قومية لمواجهة أصعب الاوضاع وأعقدها في تاريخنا وأشدها خطرا على المصير والوجود.
بدوره قال رئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب ـ مدير عام صحيفة «الدستور» الاردنية سيف الشريف ـ نقيب الصحفيين الاردنيين السابق: ان انعقاد القمة العربية في سورية يأتي في وقت نحن في أمسّ الحاجة لاجتماع القادة العرب باعتبار أن الساحة العربية ملأى بالاحداث والمخاطر والتحديات، ما يؤكد ضرورة انعقادها في هذا الوقت وفي هذا البلد العربي بالذات.
وأكد الشريف في تصريح له أن قمة دمشق ستكون من أهم القمم العربية ولاسيما ان وحدة الصف العربي محزنة والساحة الفلسطينية مستهدفة داخليا وخارجيا.
وفي موسكو اكد المستشرق شامل سلطانوف رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية «روسيا والعالم الاسلامي» ـ النائب السابق في مجلس الدوما الروسي أن عقد القمة العشرين لجامعة الدول العربية في دمشق وفي الظروف الراهنة بالذات ينطوي على دلالات عميقة وبعيدة المدى.
وقال سلطانوف لمراسل «سانا» في موسكو أمس: إن سورية اكدت من جديد وبما لا يقبل الجدل حقها في ممارسة دورها المؤثر في المنطقة وبرهنت على ذلك بصمودها ومبدئيتها في الذود عن ثوابتها واهدافها الاستراتيجية لاسترجاع جولانها المحتل ودعمها النزيه غير المشروط للحقوق العربية وبصورة خاصة النضال البطولي الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد ممارسات اسرائيل العدوانية.
واشار الى ان القمة العربية في دمشق تكتسب اهمية متميزة على ضوء جملة من العوامل الاساسية الملحة للسياسة الدولية وليس فقط ما يتصل بالبلدان العربية فحسب بل ايضا لجميع الدول التي لها مصالحها في هذه المنطقة التي تعد من اهم مناطق العالم اليوم حيث اكدت الازمة الاقتصادية العالمية المتواصلة من جديد ان مركز السياسة العالمية انتقل الى الشرق الاوسط.
وأضاف سلطانوف: إن السنوات الاخيرة اظهرت بكل دقة ووضوح انخفاض دور عامل القوة بصورة جدية في المنطقة ونشأ وأخذ يترسخ عمليا وضع جيوستراتيجي جديد عمليا حيث فشلت التهديدات الأميركية باستخدام القوة ضد سورية وايران في تحقيق انعطاف لمصلحة الولايات المتحدة التي عجزت عن احراز النصر في العراق، والغرب يتراجع في افغانستان كما خسرت اسرائيل الحرب ضد حزب الله في لبنان وضد حركة حماس في قطاع غزة.
ولفت الى ان واشنطن التي تسعى لتخفيف حدة المجابهة مع العالم الاسلامي واتباع سياسة اكثر مرونة ازاءه، تواصل على العكس خطها الاستراتيجي للمجابهة ضد المنطقة العربية مشيرا الى عدم جواز الاستهتار بالعواقب القصيرة والمتوسطة المدى لتلك السياسة الغربية الواسعة النطاق والرامية الى حل ما تسميه الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي عن طريق شق صفوف الشعب الفلسطيني وعزل حركة حماس واشعال حرب اهلية في الاراضي الفلسطينية وهذا ما يؤكد مرة اخري ان سياسة الغرب لا تهدف إلا الى تقديم الدعم لاسرائيل لترتكب دون عقاب المجازر الوحشية وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين المسالمين.
وأعرب سلطانوف عن أمله وثقته بنجاح اعمال قمة دمشق العربية وتحقيق اماني الاجيال العربية باحياء التضامن والتلاحم فيما بينها في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية