شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة للمجاهدين ينبغي أن يُجدِّدوا فيها التوبة بينهم وبين ربهم، وأن يقوِّوا الصلة بينهم وبين الله عزَّ وجل، عسى أن يوفَّقهم لصيام رمضان إيماناً واحتساباً فيغفر الله لهم ما تقدّم من ذنبهم، فإذا غفر الله ُ لهم ما تقدم من ذنبهم وجَدَ لهم من أنفسهم انشراح الصدر، وطمأنينة القلب، والرضى التام، والأنس والسرور؛ يقول الله عزَّ وجل: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) - النحل:97.
وقد ارتبطت عبادة الصوم بالصلاة ارتباطاً وثيقاً لأن الصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، ولذلك أفتى العلماء بأن الصائم لا يُقبل منه صومه إذا كان لا يصلّي لأن الله يقول في كتابه العزيز: ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) - الفرقان:23- ، ويقول: ( ومَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) - التوبة:54- . فالصلاة أمرها عظيمٌ وليس بالهيِّن، ومن المؤسف أن يصوم بعض الناس ولا يصلّي فصومه في هذه الحالة مردود عليه وليس له من صومه إلا الجوع والظمأ، وقد سُئلت اللجنة الدائمة للفتوى في المملكة العربية السعودية إذا كان الإنسان حريصاً على صيام رمضان والصلاة في رمضان فقط ، ولكن يتخلى عن الصلاة بمجرد انتهاء رمضان فهل له صيام فأجابت :الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من فروض الأعيان ، ومن تركها جاحداً لوجوبها أو تركها تهاوناً وكسلاً فقد كفر، وأما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله ، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية