الصوم مدرسة خُلقية كبرى, يكتسب منها المجاهد أفضل الصفات والخصال, تهذب الإنسان بدنيا و روحيا وأخلاقيا, وبيان النبي صلى الله عليه واضح في هذا الباب، إذ يقول: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع". أي بالصوم.
والغاية الأسمى والأساسية من فريضة الصوم، هي تحقيق التقوى، ويتجلى هذا في قول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ].
والمجاهد المؤمن يُثاب -بإذن الله- ثوابا مفتوحا في شهر رمضان؛ لأن الصوم لله تعالى وهو الذي يجزي به، ولا يكون جزاؤه كجزاء أي عمل آخر، بل يؤهل الصائم دخول الجنة -بإذن الله- من باب خاص أعده المولى للصائم، اسمه باب "الريان".
وإذا كانت الحسنة تعظُم في الزمان والمكان, فلاشك أن رمضان من أبرز مواسم تعظيم الأجور، ولذا وجب على المجاهدين أن يغتنموا موسم مضاعفة الثواب، لزيادة رصيد حسناتهم في شهر الجهاد, عبر الحرص الشديد على الفرائض والإكثار من النوافل، حيث الفريضة بسبعين فريضة، والنافلة تعدل فريضة.
ويستطيع المجاهدون -بحول الله- أن يكسبوا جبالا من الحسنات بمداومة التسبيح والاستغفار وقراءة القرآن، ولا يفوت الفطنين منهم استغلال ساعات السحور في قيام الليل أو التهجد، داعين الله في هذا الساعات المباركات.
وكما إن الأجر يضاعف في رمضان، فإن الذنوب تغلظ حرمتها أيضا في هذا الشهر الكريم، لما له من حرمة عند الله تعالى, وهذا ما يوجب على المجاهدين في سبيل الله توخي المزيد من الحذر في أقوالهم وأفعالهم ومعاملاتهم، كي يتجنبوا -ما أمكن- ارتكاب ما يغضب الله عز وجل.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية