يعتبر الصيام من أقوى الوسائل لتربية النفس البشرية على الجهاد، ففى الصيام جهاد للنفس بمخالفة المألوف والخروج عن المعتاد وترك الشهوات بشكل كلي، كما أنه يربى المسلم على الصبر وقوة الاحتمال والتضحية، وهذه كلها من سمات المجاهد في سبيل الله الذي لا يرتضي سبيل المفسدين والمستبدين، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما هم بغزوة من الغزوات تحرى أن تكون في شهر رمضان توطينا لنفسه الشريفة، وللجنود على احتمال ما سوف يلاقيهم في سبيلها من جهاد ومشقة، وتقرباً إلى الله عز وجل وإرشاداً للمسلمين إلى سبيل الاسـتعداد لاحتمال الشـدائد في الجهاد، وهنا يجتمع لدى المجاهد الصائم مجاهـدة النفس ومجاهدة الأعداء فإذا انتصر تحقق له انتصاران: هما الانتصار على هوى النفس والانتصار على أعداء الله تعالى، وإذا استشهد لقي الله سبحانه وتعالى وهو صائم ، وتحقق فيه قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة الآية /111/ وهذه الآية هي الوحيدة التي قدم فيها الجهاد بالنفس على الجهاد بالمال وذلك لعظم البيع والشراء.
نسأل الله العلي القدير الذي يجيب المضطر إذا دعاه، أن يجعل شهر الصيام شهر انتصار وتمكين للأمة الإسلامية، وأن يعجل بالفرج والنصر لإخوتنا في سوريا الذين يقتلون ويذبحون وتنتهك أعراضهم أمام العالم من طرف نظام وحشي متغوّل, كما نتوجه إلى كل الأحرار من أبناء الأمة الإسلامية أن يجعلوا شهر الصيام، فرصة للدعاء على الظالمين في سوريا وفي كل مكان، قال تعالى:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَأِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير ).
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية