أرسلت أكثر من 300 منظمة شعبية أمريكية خطابا إلى الكونجرس يحثه على قطع المعونة العسكرية الأمريكية لإسرائيل بسبب "انتهاكاتها المستمرة لقانون تصدير الأسلحة والمساعدات الأمريكية".
يأتي هذا في الوقت الذي من المنتظر أن يقوم الكونجرس بالموافقة على زيادة المعونات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بنسبة 9% في عام 2009.
ووقع على الخطاب 25 منظمة قومية، و40 منظمة على مستوى الولايات، والعشرات من المنظمات الصغيرة الأخرى، وتم إرساله إلى لجنة المخصصات الفرعية في مجلس النواب لشئون العمليات والبرامج الخارجية حول المعونات لإسرائيل، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك.
وقال جوش روبنر مدير الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في بيان صحفي: "إسرائيل تستمر في استخدام الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة والتي يدفع ثمنها دافع الضرائب الأمريكي من أجل تنفيذ احتلال عسكري غير قانوني وقاس للغاية يتم فيه حصار الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".
وأَضاف: "هذه الأسلحة تستخدم من أجل تنفيذ انتهاكات حقوق إنسان جسيمة ضد المدنيين الفلسطينيين وهو ما ينتهك قوانين تصدير الأسلحة الأمريكية".
وطالب روبنر بتفعيل القانون الأمريكي قائلا: "لجنة المخصصات الفرعية لا بد أن تفرض عقوبات على إسرائيل لاستخدامها غير القانوني للأسلحة الأمريكية ويتم قطع المعونات العسكرية عنها، لا زيادتها". يذكر أن "الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي" تتألف من 250 منظمة أهلية في أمريكا تعمل من أجل تغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل بتمويل ذاتي وبدون نجاح كبير حتى الآن، إلا أنها من الهيئات القليلة في أمريكا التي لا تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل، على عكس معظم المؤسسات الأمريكية.
وتتبنى بعض المنظمات الأمريكية الصغيرة معارضتها للمعونة الأمريكية لإسرائيل إزاء قيامها في 2006 باستخدام أسلحة أمريكية في شن حرب على لبنان والفلسطينيين وقيامها بقصف المدنيين والبنية التحتية المدنية وهو ما يعتبر انتهاكات للقوانين الأمريكية.
وفي الأسبوع الأول من مارس الجاري شنت إسرائيل ما يعرف بعملية "الشتاء الساخن" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أسفرت عن سقوط أزيد من 130 شهيدا، ومئات الجرحى، فضلا عن دمار البني التحتية.
ومن غير المرجح أن يتبنى أعضاء الكونجرس موقف هذه المنظمات في حين أن العشرات منهم قد قاموا بالاعتراض على مبيعات الأسلحة الأمريكية المقررة للمملكة العربية السعودية، قائلين إنهم سيصوتون ضد الصفقة، بسبب ما وصفوه بـ"الدور غير البناء" للمملكة في القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد تقدم بطلب في ميزانية 2009 يشمل 2.55 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل أي ما يعادل زيادة بمقدار 9% عن الإنفاق الذي تم في 2007. ويعتبر هذا المبلغ القسط الأول من مذكرة تفاهم بين إسرائيل وأمريكا، تقدم واشنطن بمقتضاها زيادة تبلغ 25% على المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل بإجمالي يصل إلى 30 مليار دولار حتى عام 2018.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية