تذكرة الغافل بصيام المقاتل: صيام المعتصم وإفطاره

من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله -كما قال رسول الله- "كلمة حق في وجه سلطان جائر".

وورد في فقه المقاومة للولاة الظلمة والسلاطين المستبدين، العديد من الأحاديث النبوية ومنها: "إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا علي يديه يوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده". وروى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ).

وفي فقه المقاطعة للحكام الظلمة والولاة المستبدين، وممارسة العصيان المدني ضدهم وضد استبدادهم وردت الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك، وخاصة على العلماء الذين يجب أن يحرصوا على الاستقلال عن الأمراء: ومن يقوم بالاعتصام مجاهد بشروط أجمع عليها الفقهاء. ومن شروط إطلاق صفة مجاهد علي المعتصمين "أنه إذا خرج المسلم لمقاومة منكر مجمع على إنكاره فهو فى حكم المجاهد فى سبيل الله" كما يؤكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف وعقّب أنه "ليس كل من اعتصم ولذلك ينبغى أن يكون هناك إجماع من الأمة على خروج المتظاهرين واعتصامهم.

ورأى "قطب" أن الإجماع لا يتحقق إلا إذا وافق على الخروج للمظاهرة ما يعادل 500 ألف مواطن تقريباً، وإذا قل العدد عن ذلك لا يعد إجماعاً، وعليه فإن المظاهرات المليونية تعد إجماعاً وجميع المشاركين فيها من المجاهدين يجوز لهم الإفطار بشرط أن تكون هناك ضرورة للإفطار كأن يكون المعتصم مسافراً أو مريضاً أو كهلاً لا يقدر على الاعتصام والصيام فى وقت واحد، لكن الصوم أولى من الإفطار ويكون أجر الثوار أعظم عند الله إذا جمعوا بين الصوم والاعتصام. في حين أوضح أن أي اعتصام أو احتجاج أو مظاهرة فئوية لا تعد جهاداً ولا يجوز لهم الإفطار في رمضان.