تفطير الصائمين من العبادات العظيمة التي ثبت في فضلها ما يحث المسلم على المحافظة عليها، وبخاصة إذا كان الصائم مرابطا مجاهدا في سبيل الله ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي وضع المجاهد بمنزلة الصائم القائم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الدائم، الذي لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع".
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله، عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا". رواه الترمذي وغيره. وقد اختلف العلماء فيما يحصل به تفطير الصائم، فمنهم من قال يحصل بأدنى شيء ولو بتمرة أو جرعة من ماء أو مذقة من لبن، وقال بعض العلماء إن هذا الثواب لا يحصل إلا لمن أشبع الصائم، لأن إشباعه هو الذي يحصل به المقصود من تقويته على العبادة واستغنائه في تلك الليلة عن السحور.
غير إن الشيخ محمد بن صالح العثيمين عندما سئل عن جواز تفطير المجاهدين، قال: المجاهد ليس عندنا حتى نفطره، وإذا دفعنا ما يفطره اليوم فمتى يصل إليه؟ ربما يصل بعد يومين أو ثلاثة، أو ربما لا يصل إلا بعد العيد حسب المواصلات، وحسب تسهيل الوصول. وأنا أرى أن مساعدة المجاهدين ينبغي أن تدفع الناس إلى التبرع بحيث يجعلوا من أموالهم نصيباً للجهاد في سبيل الله، أما أن تجعل الزكوات الواجبة والمفروضة في الجهاد ولا تبذل أموال خاصة للجهاد، فمعنى ذلك أننا دفعنا نصيب الجهاد مما أوجب الله علينا من الزكاة. وخلاصة القول أن على المسلم الحرص على تفطير الصائمين لا سيما المجاهدين المرابطين منهم، وذلك لفقر وحاجة أغلبهم، ولكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم، ولأن الحركة والانتقال قد يشكلان خطرا عليهم، ومن هذا الباب بدأت قناة الجيش السوري الحر منذ أيام بتنظيم حملة تحت عنوان "تفطير المجاهد"، بهدف دعم أبطال الجيش الحر الصائمين المرابطين على جبهات القتال.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية