كشف مسؤولون أمريكيون لشبكة سي إن إن، أن الانفجار المهول الذي وقع في اللاذقية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري كان نتيجة لغارة جوية صهيونية استهدفت مرابض لصواريخ روسية متطورة مضادة للسفن.
وقد بلغ النظام السوري حدّاً من الجبن لم يستطع فيه حتى الإشارة إلى تلك الغارة. قاصداً بذلك حفظ بعض ماء وجهه الذي لا يزال يخسره منذ غارات العدو الصهيوني على عين الصاحب والمفاعل النووي المزعوم في دير الزور.
وقد تختلف هذه الغارة عن سابقاتها، فقد كان الأسد يدعي على الدوام أنه سيرد في الوقت والمكان المناسبين. ولطالما أرسل الأسد شريف شحادة حتى يقول للناس إن الصواريخ السورية أسقطت الطائرة المغيرة، ثم تقوم سانا ببث صورة لطائرة من أيام الحرب الأفغانية، وتساعدها في ذلك مواقع الشبيحة على النت وقناتا المنار والجديد ومؤخراً قناة الميادين.
قلت تختلف هذه الغارة عن سابقاتها، ذلك أن الأسد كان قد أزبد وأرعد، أن أي غارة على الأراضي السورية بعد تلك التي استهدفت مواقع سلاح في جبل قاسيون، ستقابل برد فوري من "قواتنا الباسلة" دون العودة إلي القيادة العامة بل سيقوم "أبطال الجيش السوري" بالرد فوراً على العدو وإلحاق الأذى به داخل فلسطين. وأشاعت وسائل الإعلام السورية وقتها أن الأسد أبلغ الولايات المتحدة بذلك، وكذلك فعلت روسيا، وأن الفريقين سيردان على أي هجوم بلا رحمة. ولما كان الرجل أجبن بكثير من أن يواجه العدو الصهيوني وقد تعود على حراسة أمنه وحمايته. لم يجد بُداً من أن يسكت عن الغارة بشكل مطلق وكأن شيئاً لم يحدث. وبالطبع فهو يقصد تجنب فضيحة جديدة من عشرات الفضائح التي تطارده، من قتل شعبه وتهجيره، إلى فضائح أمن "إسرائيل" مروراً بفضائح هديل وشهرزاد.
كنا نعلم علم اليقين أن الأسد لن يرد على أي غارة على الأراضي السورية، حتى ولو قام بها الجيش اللبناني الذي هو ثالث أقوى جيش في لبنان. ومع ذلك أردنا أن نختبر أقواله، فما كان منه إلا أن صمت صمت القبور على العدوان الجديد بعد أن كان سابقاً يهدد بالرد يوم القيامة على هجمات العدو.
يوحي الموقف الجديد لنظام الأسد أنه لم يعد قادراً لا على الرد ولا على الحديث عنه، فمن الطبيعي أن يصمت وتصمت وسائل إعلامه.
عندما حدثت الغارة الماضية على جبل قاسيون في شهر أيار الماضي سارع الأسد للرد على الجهة المعتدية بهجوم عنيف على الشعب السوري في القصير، وعندما قام العدو الصهيوني بالهجوم على اللاذقية الأسبوع الماضي، انتقم بشار من حمص ومن مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه.
الأسد، أسد الممانعة و المقاومة الذي سرق أموال الشعب السوري هو وأبوه من قبل، واشترى بها أسلحة فتاكة، وطائرات هجومية وصواريخ سكود، استعمل تلك الأسلحة كلها لإبادة الشعب السوري المسالم، بينما لم يلوح حتى باستخدامها ضد الصهاينة ولن يفعل بالتأكيد.
علاوة على ذلك، فقد بلغ حداً من الفجور أنه يتهم الإسلاميين باسترضاء أمريكا والصهاينة، بينما عاش هو ذليلا تحت أقدامهم وخادماً لهم وحارساً لأمنهم. ومن المعلوم أنه كان أول من افتخر بمساعدة القوات الأمريكية التي غزت العراق، ولا نستطيع أن ننسى أنه ابن خالته قال على الملأ وبكل وقاحة إن أمن الأسد من أمن "إسرائيل". كما أنه تحالف مع الصهاينة في الجولان والقنيطرة لقتل السوريين هناك.
لا أدري من أين عرفت غزالة الحرورية بشار الأسد: أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية