أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين الصيام في سبيل الله والصيام في الجهاد!

ورد في كتاب " فتاوى نور على الدرب - 8 / 268 للشيخ محمد بن صالح العثيمين قوله: "الصيام في سبيل الله يعني الصيام في الجهاد في سبيل الله؛ لأن الصيام مع الجهاد فيه مشقة، فلهذا كان جزاء من صام فيه وهو مجاهد في سبيل الله أن يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".

ومعنى سبعين خريفاً سبعين سنة، إذ كان العرب يطلقون الخريف وهو أحد فصول السنة على السنة كاملة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، وهذا تعبير معروف عند العرب. أما تقييد الصيام بعبارة "في سبيل الله" فله زيادة فائدة، وإلا لقال عليه الصلاة والسلام: من صام يوماً لله، ونحو ذلك، ولا يُطلق لفظ "في سبيل الله" إلا على الجهاد في سبيل الله، ولذا قال سبحانه وتعالى في أهل الزكاة : [إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ]، وقال سبحانه: [لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ]، وغيرها من الآيات التي تدلّ على أن عبارة "في سبيل الله" يُراد بها الجهاد دون غيره من أبواب البر، ومثله ما يرد في الأحاديث في فضل النفقة في سبيل الله، وفضل الصيام في سبيل الله، إنما يُراد بها الجهاد وحده.

قال ابن الجوزي: إذا أطلق ذكر سبيل الله فالمراد به الجهاد، وقال ابن دقيق العيد: العرف الأكثر استعماله في الجهاد.

وقال ابن حجر رحمه الله في قوله عليه الصلاة والسلام: كل كَلمٍ (جرح) يُكلمه المسلم في سبيل الله: عبارة "في سبيل الله" قيد يخرج ما يصيب المسلم من الجراحات في غير سبيل الله.

(151)    هل أعجبتك المقالة (174)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي