هذه الزاوية تنشرها "زمان الوصل" يوميا طوال شهر رمضان المبارك تهدف إلى تسليط الضوء على أحكام الصيام فيما يخص المجاهدين والمرابطين على جبهات القتال، وقد اُخذت هذه الأحكام من أمهات الكتب الشرعية ومن فتاوى علماء الإسلام قديماً وحديثاً ومن أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم راجين أن يجد فيها أولئك الذين خرجوا للدفاع عن أرضهم وعرضهم ونصرة دينهم الفائدة التي تشد من أزرهم وتساعدهم على الصبر والمقاومة، وتتضمن الزاوية أيضاً ومضات عن رمضان في ماضي سوريا الجميل...
وقبل التعرف على بعض أحكام الصيام لدى المجاهد يجدر بنا أن نعود إلى التاريخ الإسلامي لنتعرف على جوانب من فضل الصيام في معارك المسلمين فقد شهد رمضان من عمر النبي عليه الصلاة والسلام أعظم المعارك وأروع الانتصارات، ولم يكن شهر الدعة والكسل، ولا شهر التفنن في المأكل والمشرب، وإنما كان شهر الجهاد والجود، وشهر قيام الليل ومدارسة القرآن، وهذه نصوص من السيرة النبوية تصور لنا جهاد رسول الله صلوات الله عليه في رمضان من كل عام.
في السنة الثانية من الهجرة، وفي شهر شعبان على الأرجح، فرض الله عز وجل على المسلمين صيام شهر رمضان وكان ذلك قبل غزوة بدر، ورغم صيف المدينة المنورة القائظ، فقد أقبل المسلمون جميعاً، على أداء فريضة الصيام، في خشوع وحماس، فتتقوّى بهذه الرياضة الروحية أواصر الأخوّة بينهم، وينتصر المؤمنون متعاونين على هذا العدو الشرس، أعني الجوع والظمأ، فيصبحون أكثر استعداداً وأوثق تعاوناً لمجابهة أشد أعدائهم مراساً من بني البشر.
ولا يفوتنا أن نذكر القارئ الكريم بفائدة الصيام الكبرى وهي حصول التقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وهي طاعة الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه بفعل الواجبات والمستحبات وفي مقدمتها المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة. وترك المحرمات والمكروهات ومنها ترك التدخين الضار بالدين والبدن والصحة والمجتمع والمال ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وأن يجاهد المسلم نفسه بطاعة الله فإن المجاهد من جاهد نفسه بطاعة الله (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)- سورة الأحزاب آية 71-
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية