الفلول السوريون

استيقظ الفلول السوريون اليوم مبكراً، فعندهم معركة شرسة يريدون خوضها على صفحات الفيس بوك ضد شرعية الرئيس مرسي.
غني عن القول، إنه لا خلاف بين الرئيس المصري وبين الفلول السوريين في أي مسألة، وهو لم يسمع بهم ولا يعرف عنهم شيئاً، ولكنهم غير مرتاحين للرجل فهو يصلي الفجر في المسجد. بالطبع فأنا لا أمازح القارئ الكريم على الإطلاق. إذ عكفتُ على مدار خمسة أيام أتابع فيها تعليقات الفلول السوريين على المظاهرات المتوقعه ضد الرئيس، وأقول جازماً إن "الموقف العقدي" لم يغب لحظة عن كلمات هؤلاء وتعليقاتهم ولقد رموا "بالتحضر" و"المدنية" عرض الحائط وكشروا عن أنياب يجهزونها لفترة ما بعد سقوط الأسد.
بعد أن بدأ الرئيس مرسي خطابه بخمس دقائق فقط، انهالت تعليقات الفلول السوريين ضده، سياسته وشخصه. ومنها "هذا رئيس حمار". طبعاً هم يتكلمون عن رئيس منتخب ويحمل الدكتوراه في الهندسة وإداري مشهود له. ومن التعليقات أيضاً. "يا جماعة الرئيس عايز يصلي". اتركوا الرئيس والوزراء في مصر دول عيزين يصلو الفجر جماعة" باختصار بلغت وقاحتهم حد الاستهزاء بدين الرجل، وإنني لأعتقد أن هذا طبيعي فالمسألة كما أسلفت عقدية ليس إلا.
لقد دأب كثير من تنظيمات اليسار والعلمانيين والقوميين على الدعوة إلى الحرية والديمقراطية إلا أن تأتي بإسلامي للحكم، فسينقلبون ضدها بكل قوة ويتحدون ولو مع الشيطان لإسقاطها.
سألت أكثرهم اعتدالاً عن سر وقوفه ضد الرئيس المصري، فأجاب لأن مرسي نقل مصر إلى الهاوية. من المؤسف طبعاً أن يقول هذا المثقف إن مرسي هو من نقل مصر إلى الهاوية بمعنى أنها كانت بخيرات ونعيم إبان حكم حسني مبارك. ومن المؤسف أيضاً أن يُحمّل الرئيس المصري الجديد مسألة تردي الأوضاع في مصر وقد رفع الراتب إلى ضعفه وسار في طريق القضاء على السرقات والفساد في بلاده. لكن الفلول لم يكن لديهم الوقت ليسمعوا الخطاب لعلهم يفهموا وإن كنت أشكك في أنهم سيفهمون. وبدل أن يحمّل هؤلاء الفلول ما حدث في مصر لأقرانهم هناك والذين بذلوا كل الجهد لمنع الرئيس المصري من النجاح، حملوه لمرسي نفسه، مدفوعين بحقدهم العقدي بالدرجة الأولى.
أما عن أكثرهم تطرفاً، فقد أجابني " ولو نجح الإسلاميون في سورية بالانتخابات بعد زوال الأسد، فلن نقبل بهم وسنحارب لإسقاطهم. وقد صدق الرجل فقد كشف الفلول عن موقفهم من الثورة السورية دون أن يتلفظوا به وذلك من خلال الاصطفاف ضد الرئيس المصري المنتخب شرعياً.
أفهم بالطبع أن بعضهم ضحايا التضليل الإعلامي، ولكن معظمهم للأسف يحارب التنوير والديمقراطية، إلا إذا هاجمَت الإسلام حصراً وليس أي دين آخر، فإن فعلت أصبحوا سيوف الحرية ورجالاتها.
من العجيب أن يصطفّ مدعو الثورة في سورية مع الأسد في محاولة الانقلاب على الشرعية في مصر، ومن العجب أن يقف هؤلاء ضد الانتخابات التي يدعون إليها. والأعجب من ذلك أن يقف المجلس الوطني والائتلاف متفرجاً على أعضائه وهم يسبون مرسي ويحرضون على إسقاطه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية