أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بغض النظر عن جرائم النظام السوري

تجري معظم الحوارات، في الشارع السوري اليوم، ابتداء من السَّطْر الرابع، باعتبار أن المعلومات الواردة في الأسطر الثلاثة الأولى ليست ذات قيمة، أو أهمية.. فلا تعدم من يقول لك، مثلاً:
لماذا قام مسلحون شيشانيون (متطوعون في جبهة النصرة) بقتل مطران وثلاثة من رجال الدين المسيحي، في محافظة إدلب، ذبحاً بالسكاكين؟!.. 

فإذا تقدمتَ أنتَ لتسأل صاحب السؤال نفسه: كيف حصلت على هذه المعلومات الخطيرة؟ سرعان ما يلقي عليك محاضرة تتركز على تقاعس المثقفين (أمثالك) في أداء دورهم الوطني الذي يتلخص- بحسب رأيه- في محاربة دخول الأجانب من (شيشان ومصريين وليبيين وجزائريين وعراقيين) إلى سوريا، وأن المفروض بنا، لو كنا مواطنين محترمين، أن نصرخ في وجههم قائلين: 

ارجعوا إلى دياركم أيها السادة، فنحن سوريون ببعضنا نعرف كيف نحل مشاكلنا!

بدأت القصة على صفحتي الفيسبوكية، حينما سألني صديق محترم يدعى "جوزيف" عن رأيي بالفيديو الذي عرضته قناة شام إف إم.. ويصور عملية الذبح التي تعرض لها المطران المذكور وصحبه.. فكتبتُ موضحاً أنني ضد هذه العملية بالمطلق، ولكن يجب علينا أن نأخذ عدة أمور بالحسبان، منها أن أية جريمة تصدر عن فصيل معارض ما،  حينما ندينُها نحنُ، ونحتقرها، ونزدريها، ونندد بها، يجب ألا تُنسينا النهج الإجرامي التاريخي للنظام السوري الذي أدى، وما زال يؤدي، إلى اقتلاع حارات مأهولة بالسكان كاملة من شروشها، وقتل عشرات الألوف من المواطنين السوريين، وتشويه مئات الألوف منهم، وتهجير الملايين منهم إلى دول الجوار..

ومنها.. أن معظم الفيديوهات التي يصدرها النظام السوري المجرم، وحتى التي تصورها بعض الفصائل الثورية المعارضة، ملغومة، أو (مُفبركة)، ولا يوجد مثال عن التزوير أكثر وضوحاً، ونصوعاً، مما جرى أثناء مؤتمر صحفي عقده عميد الدبلوماسية السورية وليد المعلم، في أوائل الثورة، أراد أن يثبت فيه للعالم أن ثوار مدينة حماه كانوا مسلحين، وبثقة كبيرة بالنفس، و(معلمية) متعالية قال لمساعديه: شغلوا الشريط! فشغلوه!.. وفي اليوم التالي تبين للقاصي والداني أن المقاتلين الذين ظهروا في الفيديو إنما هم لبنانيون اشتبكوا مع خصوم لهم في جبل محسن سنة 2009!.. فغدا وليد المعلم ونظامه مسخرة لمن يسوى، ولمن لا يسواش!
ومما يجبُ أخذه بالحسبان، أيضاً، أن راعية الفيديو هي قناة شام إف إم التي تخصصت، منذ أوائل الثورة، بقتل السوريين المعارضين للنظام، بعد أن تسميهم (الإرهابيين) وتقتل معهم أولئك القادمين من دول محددة كمصر والجزائر وتونس وليبيا والشيشان وأفغانستان، وتدمر آلياتهم ورشاشاتهم، وتصادر ذخائرهم وترسلها إلى مستودعات جيش العصابة الأسدية، حتى إنها، أي (شام إف إم) بعدما انتهت من قتل الجميع (بعون الله)، ولئلا تتوقف عن العمل، شرعت تقتل بعض المدنيين، مشتبهة بأنهم ربما كانوا ينوون أن يصبحوا إرهابيين في المستقبل!!.. وذلك لئلا تبقى عاطلة عن العمل. 

قلتُ لأحد الأصدقاء، وهو متحمس ضد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب الثوار أكثر من حماس المعارض الموالي للنظام بسام القاضي: إنك لم تذكر، بين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا جماعة إيران وحزب الله الذين تخلوا عن الحذر والديبلوماسية، وانتقلوا إلى الغزو الصريح للأراضي السورية، وأمعنوا في قتل السوريين وتدمير منازلهم في القصير وتلكلخ وريف دمشق وريف حلب.. 

فأجاب بما معناه إنه ليس من مؤيدي مذهب أو طائفة أو عرق، ولكنه يرى أن مقاتلي حزب الله هم الأقل تشدداً من غيرهم..
قال هذا وسكت.. (يعني طالما أنهم غير متشددين، فليقتلونا، وليحتلوا أراضينا.. شو عليه)؟؟
ما توصلتُ إليه، من خلال النقاش، هو أن الواقعة لم تحصل في محافظة إدلب، والمقتولين ليسوا مسيحيين، ومع ذلك.. أكرر إدانتي للعملية كائناً من كان مرتكبها.. 
وإنني، أخيراً- وهذا رأي شخصي بحت- أتمنى أن يتمكن مقاتلو الجيش الحر من قتل كل عنصر من عناصر حزب الله دخل الأراضي السورية غازياً.. ولا أتمنى أن يعود أحد منهم إلى أهله سالماً.

(134)    هل أعجبتك المقالة (137)

احمد

2013-06-29

في بداية الأحداث تم فبركة موقع للاخوان المسلمين من قبل النظام و تم وضع بيان تبني لاحد التفجيرات على هذا الموقع. عملية الفبركة تم كشفها بالتفصيل في موقع المندسة السورية. و تم تحديد الفاعل بالاسم. و من يومين تم فبركة تفجير انتحاري و ادعى النظام ان الانتحاري وضع متفجرات في قدميه ليقتل اربع اشخاص بينما يبقى جسمه سليما لنكتشف فيما بعد ان الصورة لضحية مسيحي تواجد في المكان و عشرات الامثلة من التزوير و الفبركة و انا شخصيا على يقين ان كل هذه الحوادث من صنع النظام و اعوانه فهو المستفيد.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي