أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فضل شاكر من أسير لقلوب النساء فنياً إلى ملاحق مع الأسير أمنياً

تحول فضل شاكر، المغني اللبناني الذي حاز نجاحاً عربياً واسعاً وصاحب الصوت الدافىء الذي سرق قلوب النساء، بين ليلة وضحاها إلى فار من وجه العدالة مع قائده وملهمه منذ سنتين رجل الدين المتشدد أحمد الأسير.

ويعتبر شاكر من أقرب معاوني الأسير. وقد أصدرت السلطات القضائية مذكرات بحث وتحر بحق الرجلين و122 شخصاً آخرين بعد الهجوم الذي نفذته مجموعة تابعة للأسير على حاجز للجيش اللبناني، وتلته اشتباكات انتهت بدخول الجيش إلى مقر الأسير في جنوب لبنان وفرار الأخير مع فضل شاكر وآخرين إلى جهة مجهولة.

وكان شاكر حتى قبل سنتين خلت فناناً معروفاً غنى الحب بكل ألوانه وأحيا حفلات غنائية لا تحصى في بلدان عدة. لكن غاوي القلوب أغواه الشيخ أحمد الأسير، صاحب الخطاب المذهبي المتطرف والداعي إلى "نصرة أهل السنة"، فترك كل شيء وتبعه.

ولد فضل شاكر من أم فلسطينية وأب لبناني، وكانت طفولته صعبة وفقيرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، على مقربة من المقر الذي انتقل إليه بعد انضمامه إلى مجموعة الأسير في عبرا.

اسمه الحقيقي فضل شمندور في الخامسة والأربعين تقريباً، بدأ حياته الفنية مغنياً شعبياً في الأعراس في مخيم عين الحلوة الذي يعاني سكانه من ظروف معيشية بائسة.

ويقول موسيقي كان صديقاً له في الماضي رافضاً كشف اسمه "صوته رائع، والاستماع إليه أمر ممتع".

ويضيف "إلا أنه كان ساذجاً إلى حد ما ويتأثر بكل ما يقال له. وكلما تقدمت نجوميته، ابتعد عن الناس الذين أحبوه بصدق".

أصدر فضل شاكر شريطه الغنائي الأول في نهاية التسعينات، وازداد شهرة يوماً بعد يوم حتى أعلن اعتزال الغناء في 2011.

ولا يزال المعجبون بفنه يتذكرون احد آخر الأشرطة المصورة (فيديو كيلب) التي صورها مع الفنانة يارا وهو يمسك بيدها ويتطلع فيها بشغف، ويحضنها، ويغني بصوته العذب "جمالك جمال مش عادي... كلامك كلام مش عادي.. شو بدي دلال على صوت الدلال غفيني".

بعد أغنية "بياع القلوب" التي عرفت نجاحاً باهراً و"لو على قلبي داب في هواك" و"يا غايب"، انتقل إلى الأناشيد الدينية والثورية.

وقال لمجموعة من المعتصمين المتضامنين مع الثورة السورية في 2012 "فني لم يعد يشرفني".

وقد وصفته صحيفة "السفير" الصادرة اليوم ب"المطرب التائب".

إلا أن صديقه القديم يصفه بأنه "حساس جداً، رغم كونه شخصاً خجولاً ومتحفظاً إجمالاً وغير اجتماعي".

ويضيف "عندما هجرته زوجته، كنا نشعر بأنه سيبكي على المسرح عندما يغني".

لكن هذا الرجل الحساس صدم اللبنانيين جميعاً الاثنين عندما وزع له على موقع "يوتيوب" شريط مصور التقط على ما يبدو قبل أيام، وظهر فيه شاكر وهو يتحدث عن قتيلين لم يعرف ما إذا كانا من الجيش أم من أنصار حزب الله الذين اصطدم معهم من قبل أنصار الأسير، ويقول "فطيسان خنزيران... الله يزيدهم!" ويرفع شارة النصر ويضحك.

وكان فضل شاكر من قبل جاهر بتأييده للقضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تقديم جنسية فخرية له.

وحاول شقيقه الضغط عليه مراراً ليترك الفن، لكن أحمد الأسير هو الذي أقنعه بأن الغناء حرام ومحرم في الإسلام. ويطلق فضل شاكر على الأسير لقب "أسد السنة".

وبسرعة، تحول فضل شاكر إلى أبرز الوجوه بين مجموعة الأسير. وصارت له لحية، وبات كل لقاء عام مناسبة له للدعوة إلى "الجهاد" والدفاع عن الدين، وشتم النظام السوري.

قبل انضمامه إلى الأسير، كان فضل شاكر افتتح مطعماً في صيدا في محاولة لاتباع نمط حياة أكثر هدوءاً ورؤية أطفاله الثلاثة أكثر.

ويقول صديقه "قصته تحزنني، لكنني لست متفاجئاً كثيراً. فلطالما كان من السهل التلاعب به".

ويضيف "هؤلاء الأشخاص استغلوه، واستغلوا اسمه. لقد كان عنصر دعاية بالنسبة إليهم".

الفرنسية
(121)    هل أعجبتك المقالة (151)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي