أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النفاق الغربي في التعامل مع الثورة السورية


لم تأت نتائج اجتماعات قمة الثماني في آيرلندا بغير المتوقع. ولا أعتقد أن أحداً من السوريين عول عليها، أو أعطاها قيمة حقيقية. فنحن نعرف أنه لا مصلحة للشرق والغرب بتغيير النظام السوري. ولما كان الثوار السوريون عازمون على إسقاط هذا النظام بقطع النظر عن الموقف الدولي أو عن أي دعم متوقع، فمن الطبيعي ألا ينتظروا كثيراً من أولئك الذين انتظروا سنتين وهم يناقشون شرعية الأسد والمفاوضات معه بطريقة متناقضة وركيكة.
منذ بداية هذه الثورة والغرب يضع العوائق ويختلق الحجج والأكاذيب لإطالة عمر النظام من جهة ولمنع تسليح الثوار من جهة أخرى.ومع أن الأوروبيون أدركوا أن استراتيجيتهم في الحفاظ على الأسد باتت مكشوفة وقميئة إلا أن إعلامهم المستمد من نظريات ماكيافيلي وغوبلز وهيرتزمان، استمر في لعب دور المدافع عن الشعب السوري وحقوقه.
اعتمدت استراتيجية الغرب كما أسلفت في مقال سابق على كذبة توحيد المعارضة، ووجود التكفيريين، وحماية الأقليات. استغلت أوروبا وأمريكا تشتت آراء المعارضة السورية لتدعم الأسد أوعلى الأقل لتبقي عليه أطول فترة ممكنة. مع العلم أن من أبسط قواعد السياسة اختلاف الرؤى حتى تحت سقف الحزب الواحد.أما في مسألة وجود العصابات الإرهابية، فقد أقر الغرب كله أن حزب الله يحتل أرضاً سورية، لكن مجلس الأمن الدولي لم يعتبر الحزب إرهابياً، واليوم تكلم أوباما عن مائة ألف شهيد في سورية قتلهم الأسد، لكن الرئيس الأمريكي لم يدرج الأسد وجيشه على قائمة الإرهاب.
أوحى الغرب على الدوام أن المقصود بتعيين الإرهابيين في سوريه منْعهم من تسلم السلاح، خوفاً من وقوعه بالأيدي الخطأ، فرددنا عليهم وهل ستقع منطقة الحظر الجوي بالأيدي الخطأ؟ هل إقامة ممرات آمنة للعزل والجرحى ستقع بالأيدي الخطأ؟
أما مسألة حماية الأقليات فهم يعلمون تماماً أن الأقلية في سورية تقتل الأكثرية وتحاول إبادتها أو تهجيرها، وهناك اليوم ملايين اللاجئين من الأكثرية في دول الجوار.
المتابع لتصريحات القادة الغربيين حول الثورة السورية يدرك حجم التواطؤ الرهيب بين الشرق والغرب على هذه الثورة. فقبل أيام فقط صرح البيت الأبيض أنه تأكد من استخدام السلاح الكيماوي في سورية. واليوم، قال أوباما من برلين إنه يجب أن نتحقق من استخدام تلك الأسلحة. القضية بالطبع ليست السلاح المحرم ذاته، إنما المقصود توجيه الأنظار إلى التأكد من استخدام الأسد لذلك السلاح من عدمه، و التغافل عن استشهاد مائة ألف بغير ذلك السلاح. فالقضية قتل الناس وليس الوسيلة المستخدمة في ذلك.
أما هولاند الذي دعا الأسد مراراً إلى التنحي، فقد طالب المجتمع الدولي بالضغط على "طرفي النزاع" معاً من أجل التفاوض على حل سلمي. فكيف يريد هولاند للشعب السوري أن يصدقه بعد ذلك.
السيد كاميرون المتحمس لتسليح الثوار، قال إن بريطانيا لن تسلحهم في هذه المرحلة فهي تعول على انقلاب داخلي يطيح ببشار. وهذه هي الاستراتيجية الجديدة للإعلام الغربي، الذي سيتهم الثورة قريباً بأنها لم تستطع تحقيق انقلاب على الأسد.
أجزم أن الثورة السورية منتصرة على كل حال، وأجزم أن عدم نصرة الغرب وأمريكا للشعب السوري، سيعود بالخيرعلى هذه الثورة وعلى مستقبل سوريا كلها.

دكتوراه في الإعلام. فرنسا
(185)    هل أعجبتك المقالة (171)

عربي

2013-06-20

يا الله مالنا غيرك يا الله.


أبو إسحاق

2013-06-21

الغرب عموما ضحكوا و لا يزالون يضحكون على الإسلام و المسلمين لكنهم لا يرون أنه أصبح خطيرا و أهلنا ما هو كما كان. سكت الشعب السوري ٥٠ عاما و لن يسكت بعد اليوم. و كذلك لن يتقبل مزح الغربيين على حساب دماء أبنائه و سنتفاهم يوما ما..


2013-06-21

مقال قصير! !! لك ماعرفتك يازلمة! !!.


mahmoudrazouk

2013-06-21

مصلحة اسرائيل هدم سوريا من غير خسارة في المال ورجال وهذه اهم خطوه للقدس مصلحة روسيا المال و الانتعاش الاقدصادي في روسيا بدل تصدر نساء انا لا ابلغ حين اقول يوجد مئات المصلح لي كثير من بلاد العالم العربيه و الغربيه و البلد و شعب الوحيد الخاصر ؟؟؟؟؟ سوريا الله معا.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي