حفلة بكاء لأجل حافظ الأسد

صبيحة اليوم العاشر من حزيران / يونيو 2013، وبمناسبة ذكرى وفاة الجنرال حافظ الأسد.. كتب الأديب مروان علي على صفحته الفيسبوكية:
حين قالت زوجتي، وأنا أفتح باب بيتي الصغير في أمستردام: (مات حافظ الأسد).. بكيتُ.. من الفرح!!!.
كتبتُ في التعليق:
كثيرون في سوريا بكوا- صديقي مروان- لأن حافظ الأسد مات موتاً (طبيعياً)!!
تعليق الصديق الأول (علي. ق):
لا زلت أذكر تلك اللحظة التي أعلن فيها عن وفاة حافظ الأسد مترافقة مع إعلان مجلس الشعب تعديل الدستور.. وقتها ضرب والدي على جبينه وقال.. راحت عشر سنوات أخرى.. لم نفرح بموته ولا ثانية!
تعليق الصديق الثاني (جميل صائب):
هل تذكر، أبا مرداس؟ كنا، بعد بضعة أيام من وفاته، في بيت صديقنا الفنان عبد القادر. وكان ثمة فنان شاب يندب حظه ويقول: أول معرض لي، قبل ثماني سنوات، يوم الافتتاح، مات باسل الأسد، ثاني معرض، يوم الافتتاح، مات حافظ!! يومها قلتُ له: شد همتك، واعمل لنا شي عشرة معارض متتاليات!!...
ضحك جميع من كانوا معنا، عدا صديقنا عبد القادر، لأنه كان يخاف علي من الاعتقال فيما لو تسرب هذا الكلام خارج المكان!!
تعليق الصديق الثالث (مناف. أ): أذكر ذلك اليوم جيداً. بعد البيان الذي أذاعه مروان شيخو، بدقائق، وقفت على شرفة منزلنا، أنظر إلى المارة من تحته.. واضح من وجوههم أنهم لم يعرفوا بعد (بفطيس) القائد التاريخي، الذي أصبح، بلغة الإعلام السوري، من هذه اللحظة، قائداً خالداً.
كان أحدُ اصدقائي واحداً من أولئك المارة، سألني عما أفعله على الشرفة في وقت يجب أن أدرس فيه بجد لامتحان الثانوية. أجبته: ألم تعلم بما حصل؟ مات حافظ الأسد!!!!.
أشار إلي بيده قاصداً: يخرب بيتك، جنيت؟! كيف تتكلم هكذا؟
وأهداني بعض الشتائم من العيار الثقيل، ثم ركض مبتعداً، خائفاً من جنوني المفاجىء!!
***
وفي هذا اليوم التاريخي، يوم وفاة حافظ الأسد، وبينما أنا ماشٍ في أحد الشوارع الفرعية في مدينة إدلب، إذا شاهدتُ رجلاً جالساً على حافة الرصيف، وقد وضع رأسه ضمن يديه الإثنتين في وضعية توحي بأنه متعب جداً..
لم أكن أعرف من هو.. اقتربتُ منه فكادت الدهشة تصرعني.. إنه صديقي العزيز (...).. سلمت عليك، فبدا لي أنه لم يسمعني.. مددتُ يدي ورفعت رأسه إلى الأعلى وقلت له:
ماذا حصل؟ لماذا أنت هنا؟
كانت رائحة العرق تفوح منه. قلت له: سكران؟!
قال لي، بصعوبة: أي نعم. شربت ليتر عرق ريان كاملاً.. ومن ساعة وأنا قاعد هنا.. وهي لا تخرج، ولا تطل على البلكون.. يخرب بيتها، غبية..
قلت: من هي؟
قال: صديقتي.
قلت: ما هذا الكلام؟ أنت لك صديقة؟! هنا في إدلب؟! وتقعد عند بابها مثل البوهيميين؟ أتظن نفسك في سويسرا؟ قم معي لأوصلك إلى البيت، بلا فضايح.
قال: كرمى لله خطيب اتركني.. إذا كنت تحبني رح في حال سبيلك.. والله، لو تحصل مئة فضيحة لن أتزحزح حتى أراها..
قلت: ممكن أعرف السبب؟
قال: أريد أن أزف لها البشرى.. مات حافظ الأسد!.. ولك يا خطيب.. إذا صديقتك ما شاركتك بفرحة مثل هذه.. من سيشاركك؟!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية