يقف المرء مذهولاً عندما يسمع أن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد ضم إلى صفوفه السيدة سميرة المسالمة رئيس صحيفة تحرير تشرين بين 18/12/2008 و20/4/2011. ليس فقط لأن السيدة سميرة شغلت منصباً حكومياً دافعت به بأسنانها وأظافرها عن سيديها حافظ وبشار الأسد. وليس لأن سميرة المسالمة عينت في ذلك المنصب لشدة ولائها وليس لكفاءتها الإعلامية، فهي كغيرها من رواد صحافة الأسد سبة في جبين علم الإعلام وإهانة لنظرياته وتطبيقاته.
ولكن الأمر الخطير في تعيين هذه السيدة في ائتلاف قوى المعارضة والثورة، هو أنها لم تأخذ موقفاً معادياً للأسد وزمرته، ولم تحاول كإعلامية قول كلمتها بصدق، ولم تتحدّ النظام، وباختصار لم تنشق عن ذلك النظام مع أنه عزلها بعد تصريحها في الشهر الرابع من العام 2011 بأنها تحمل قوات الأمن مسؤولية ما جرى في درعا.
وقد تمسك مؤيدو سميرة بهذا التصريح على أنه يشفع لها كونها قالت الحقيقة، وهذا محض افتراء منها وممن أيدها ففي ذلك التصريح الذي بثته قناة الجزيرة أكدت سميرة المسالمة على وجود مندسين في درعا، وعندما سألتها السيدة رولا إبراهيم، كيف يمكن لهؤلاء المندسين أن يحصلوا على السلاح في مدينة محاصرة قالت: إن كل بيوت درعا تحوي السلاح منها ما هو مرخص ومنها ما هو غير مرخص، وقد حلفت سميرة أغلظ الأيمان أن الأسد أصدر أوامر صارمة بعدم إطلاق النار على المحتجين، وعليه فإذا قام أحد بإطلاق النار عليهم فهي تحمله المسؤولية. وقد سألتها المذيعة عن الكاميرا التي صورت المندسين ولم تصور الاحتجاجات الضخمة أمام المسجد العمري، فادّعت هذه المرأة أن الكاميرا كانت ثابتة ولا تستطيع أن تتحرك. أ فليست هذه السيدة سبة في عالم الإعلام والصحافة تنافس في ذلك تركي صقر وإلياس مراد وعدنان محمود وحسن يوسف وغيرهم.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وفي يوم 10/4/2011 صرحت السيدة المسالمة لتلفزيون بي بي سي أنه لا يوجد مظاهرات في درعا تطالب بتغيير النظام أو إسقاطه بل إن شعب درعا مؤيد "للسيد الرئيس" فسألها المذيع فلماذا يهتف الناس بكلمة الحرية، فاكتشفَت: إن الحرية التي يطالبون بها لا تتناقض مع تأييدهم "للسيد الرئيس".
الكارثة ليست هنا، بل في تصريحاتها يوم 20/40/2011 وذلك بعد أن تم إقالتها، وطردها من عملها حيث اتصل بها ضابط من الأمن وأمرها أن تحمل أغراضها وتخلي مكتبها، كعميل صغير انتهى دوره في خدمة بلاط الأسد. فقد اتصلت صحيفة سورية بالسيدة المسالمة لتسألها عن هذه القصة فأكدت وقوعها بالصورة المذكورة أعلاه. ولكنها صرحت تصريحاً سيبقى عاراً في جبينها طوال حياتها بل وبعد موتها إذا قالت بالحرف:"مهما كان المكان الذي سأكون فيه سأبقى أعمل بما ينسجم مع مسيرة الإصلاح وتوجهات السيد الرئيس بشار الأسد"، وأضافت "حتى لو كنت في منزلي، فأنا سأربي أولادي على حب الوطن وحب الرئيس الأسد".
هذه المرأة التي ستبقى تربي أولادها على حب الرئيس الأسد أصبحت اليوم عضواً في ائتلاف المعارضة السورية. لم تقل أنها ستربي أولادها على حب رموز الأمة وشهدائها الذين سقطوا في درعا، وهي لن تربيهم على حب حسام عياش، وعلى حب أطفال درعا الذين قضى عدد منهم تحت التعذيب ولن تشرح لأولادها أن أهل درعا الكرام ثاروا على الدكتاتور وواجهوا سلاحه بصدورهم العارية، وقدموا فلذات أكبادهم لتعيش هي ونحن بكرامة. لا هي ستدخل بيتها وتربي أولادها صباح مساء على حب الرمز الملهم القائد ابن القائد الخالد بشار الأسد. ستربيهم على حبه وهو يهدم المساجد، ويقتل الاطفال ويحرق سورية من أجل عاطف نجيب ومن أجل كرسيه.
كنا نتوقع أن يصدر الائتلاف قانوناً للعزل السياسي فيمنع كل من عمل مع الأسد من استلام أي منصب في المعارضة. وإن كنا فهمنا أنه لم يفعل في هذه المرحلة، فإننا لن نفهم أبداً كيف ضم سميرة المسالمة إلى صفوفه وهي تربي أولادها على حب الأسد.
طالبت مرات أن يكون ائتلاف الثورة من الثوار وأن يمثله الثوار لا ميشيل كيلو ولا الصباغ ولا معاذ، وكلهم عندي خير من سميرة المسالمة. عافانا الله وإياكم من أساليب تربيتها لأولادها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية