أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمان الوصل في عيدها الثامن...تقدم مستمر

يصادف السبت 1/6/2013 الذكرى الثامنة لصدور صحيفة زمان الوصل الإلكترونية. وتقوم الصحيفة بهذه المناسبة بإطلاق نسختها الإلكترونية باللغة الإنكليزية.

يختلف الاحتفال بذكرى زمان الوصل عن غيره من الاهتمام بصحف أخرى حتى ولو كانت تلك أقدم وأعرق. لأن زمان الوصل نشأت بجهود فردية، ودون أي مساعدة مالية من أي جهة بالإضافة لتعرضها لضغوط أمنية من أجل إيقافها. ضغوط بدأت، ولا تزال، منذ عدة سنوات ولنقل بعد تأسيسها مباشرة.

تقفز إلى ذهني ذكريات جميلة حول نشأة هذه الصحيفة، فقد سهر عليها نفر قليل لا يتجاوز عددهم  أصابع اليد الواحدة. بينما وقف خلفها بكل قوة، وقام بها، وجعل نفسه عصا يُتوكأ عليها هما السيد رئيس تحرير الصحيفة ومدير تحريرها.

عرفت زمان الوصل منذ اليوم الأول لإنشائها وكتبت فيها مقالات عدة أذكر مقالاً كتبته بعد أيام على إنشائها " مجلس الأمن يروع الآمنين". وآخر "نسائهم ونسائنا شتان الثرى والثريا".

بقيت زمان الوصل محدودة الانتشار لفترة من الزمن وذلك بسبب غياب الدعم المالي خاصة، وصعوبات الكتابة في بلد يحكمه شخص كبشار الأسد وشبيحته، بالإضافة إلى وجود صحف على الساحة السورية مدعومة من رجال المخابرات والأعمال على حدّ سواء. رغم كل ذلك، قفزت زمان الوصل قفزات سريعة وتطورت تطوراً لافتاً في سنوات قليلة وقد بدأت ملامح ذلك التطور عندما غامر مؤسسو الصحيفة واستضافوا الملتقى الإعلامي الأول في سورية عام 2007، وهي فكرة لا شك رائدة وجدية في حقل الإعلام السوري، وقد دُعيت إلى المؤتمر شخصيات إعلامية مرموقة. واستطاع السادة في الجريدة التعاون مع قناة الجزيرة في تنفيذ وبث برنامج الاتجاه المعاكس، حيث كانت تلك المرة الأولى التي يبث فيها البرنامج من سورية. وقد اختار المنظمون مدينة تدمر لمثل هذا الملتقى فربطوا فعلياً التاريخ بالمعاصرة.

ومما يحسب لزمان الوصل أيضاً وقوفها بكل حسم ضد حلم حمص بل والمساهمة في إسقاطه، وهو الذي كان يهدف إلى تطويق حمص وأهلها وتهديم تاريخها وحضارتها من أجل مصالح الأسد وشبيحته. كما نقف بكل احترام لما قامت به الصحيفة من محاربة الفساد وأوكاره في سورية عموماً وفي حمص خصوصاً، وقد استطاعت الجريدة أن تكشف فاسدين كباراً في المجالات كافة بما فيها الإعلام، إذ كشفت على سبيل المثال "دكتوراً في الإعلام لا يحمل شهادة جامعية أصلاً"، وكشفت عن علاقاته المريبة بحكومة الأسد الفاسدة.

بعد تنظيم المؤتمر الإعلامي الأول في تدمر، لم يتطور أداء الجريدة على الفور وهذا أمر طبيعي، ولكننا أدركنا كمتابعين أنها آخذة في التقدم، وهكذا لا حظ بعض المتابعين من الحاسدين أيضاً، فكثير من الأعين الحاسدة كانت ترقب الجريدة الجديدة وتتوجس منها أو من تطورها، وقد اعتقدتُ على الدوام أن تلك العيون لعبت دوراً رئيساً في إغلاق موقع زمان الوصل عدة مرات وفي الضغط عليها واستدعاء كتابها ومحرريها إلى التحقيق.

أورد قصة وقعت معي شخصياً، وهي قصة تستطيع أن تعكس إلى حد ما كيف فكر "الآخرون" بالصحيفة الجديدة.  فقد عرض علي رئيس تحرير صحيفة إلكترونية مبلغاً ماليا لقاء كل مقال أكتبه في صحيفته، بشرط: ألا أكتب في زمان الوصل مطلقاً. وأذكر أنه قال لي عندما رفضت، "إيه خليك عندهم مشان يقرأ مقالك أربعة... إنت والشباب". فرددت عليه ألست صحفيا كبيرأ ورئيس تحرير موقع مقروء فقال نعم، قلت له هذا يكفينا فأنت تقرأ مقالي أيضاً وتتابع زمان الوصل، فأغلق الهاتف بوجهي ولم يعد يقبل كتابتي في موقعه إلى اليوم.

الحديث عن تطور زمان الوصل طويل، ولكنني أستطيع أن أضيف إلى ما ذكرته سابقاً، افتتاح القسم الاقتصادي، وقسم الترجمة والدراسات، والنسخة الإنكليزية للصحيفة، وكذلك تسريبها عشرات الوثائق المتعلقة بنظام الأسد والمعارضة السياسية. علاوة على ذلك استطاعت الصحيفة أن تواكب الثورة السورية منذ بدايتها وسخرت محرريها جميعاً لنقل أخبار الثورة سياسياً وميدايناً.افتتاح قسم الترجمة والدراسات، ونشر وثائق ويكيليكس "السورية" يعتبر خطوة متقدمة جداً لم تسبق إليها أي صحيفة سورية أخرى. أخيراً كانت فكرة إنشاء حكومة ظل إعلامية من الأفكار الإبداعية الخلاقة للصحيفة، إلا أن الخطوة ينقصها بعض الاحتراف في العمل الإعلامي في الشكل والمضمون والصياغة.

لا نريد أن نقول في هذه العجالة أن زمان الوصل قد أتمّت مشوار تقدمها، وأنه لا أخطاء فيها، بل فهي وكأي وسيلة إعلامية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل في سبيل وصولها إلى الغاية المنشودة. وأعتقد أن الصحيفة تتقبل النقد الموضوعي والنصيحة أيضاً، فلا هدف لها إلا مواكبة حاجات السوريين في الداخل و الخارج.  ولا شك أنها تحتاج إلى مراجعة بعض النقاط كي تزداد تأثيراً في الرأي العام، وأول هذه النقاط اتباع سياسة تحريرية واضحة، كما تحتاج إلى تدقيق مقالاتها وأخبارها من الناحية الإعلامية واللغوية، ومراجعة بعض التقارير والمقالات والتأني في اختيارها. بقي أن أقول إنني لاحظت مؤخراً تراجعاً واضحاً في نقل الأخبار الميدانية من داخل سورية لحساب الأخبار السياسية، أرجو أن تتدارك الجريدة هذا الأمر، فإنما يكون التقدم بالالتصاق بالجماهير، ونقل ما يجري في الداخل إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية.

إن وجود بعض الأخطاء أمر طبيعي في أي مؤسسة إعلامية، وأعتقد أن على أصدقاء الصحيفة وقراءها أن يساعدوا على تطويرها، وإن كان الجزء الأكبر يقع على عاتق المسؤولين فيها.

زمان الوصل بدأ حلماً صغيراً وهو الآن يكبر وينضج، قليل من الجهد والصبر وأجزم أن هذه الصحيفة ستصبح مرجعاً إعلامياً لكل السوريين.

*مستشار تحرير "زمان الوصل" - أستاذ وباحث في مركز رؤية للإعلام. فرنسا
(147)    هل أعجبتك المقالة (150)

بشير الزعبي

2013-06-02

تسلملي عينكم يا زمان الوصل، لكن أرجو منكم مزيداً من الاهتمام ببعض المدن، والله من زمان ما شفت قوي خبر عن حوران..


ابن الطيبة

2013-06-02

بالتوفيق ومزيد من التقدم ... بارك الله بجميع القائمين على هذه الصحفية والشكر لقلمك النيّر دكتور عوض ...


عامر

2013-06-02

سلمت دكتور ... الصواب ماقلت.


فيروز

2013-06-02

مبروك زمان الوصل والى المزيد من "الحب" والتسريبات "اللذيذية" دوختو الالائتلاف خبرني شب انو احد قادة الائتلاف فاق من النوم عم يقول وصل وصل قال انو شاف حلم انو انتو سربتو وثيقة خطيرة عنو .


مرمر

2013-06-02

مبروك زمان الوصل والى المزيد من الازدهار والتقدم.


محمد الزهراوي

2013-06-02

للمزيد من التقدم و الاستمراريه لتقديم صحافة و ثقافة مميزه، شكرا للعاملين و القائمين على زمان الوصل.


عربي

2013-06-02

نعم، التقدم في صحيفتكم واضح وملفت للنظر، لكن وبالاعتذار منكم لا تزال بعض المقالاتت والأخبار مسلوقة سلق..بسرعة ودون مراجعة ودون اهتمام بالصياغة، هناك مقالات عوأخبار فيها خطأ لغوي بالعنوان..بالعنوان والله مو معقول؟ لكن الله محييكم على كل هذا الجهد ----------------- زمان الوصل: سندعم قسم التدقيق اللغوي... شكراً .


ياسر

2013-06-03

جهدكم كبير بارك الله بكم .... نتمنى لكم المزيد من التطور والعطاء.


متابع

2013-06-03

يوجد بعض المبالغة بتقدير أنفسكم، لم ولن تصبحوا سوريا نيوز ولم ولن تصبحو شام برس...لا تصدقوا حالكم كثير.


أبو إسحاق

2013-06-03

في الحقيقة نحتاج في بلادنا إعلاميين أحرار و صحف مثل صحيفتكم بارك الله بكم و حماكم الله و زادكم علما و فهما.


محمد العويد

2013-06-03

في اشاراتك حبا للصحيفة وعامليها وملاحظاتك محقة وان كانت في الزمن والظرف الاصعب.


امرأة من زمن الثورة

2013-06-03

مبارك زمان الوصل وإلى الأمام دوما ويحظرني - كما حظرك - هنا يادكتور عوض أننا ما عرفنا زمان الوصل إلا عندما قرأنا مقالاتك فيها فإذا بها حقا صحيفة جديرة بالقراءة والمتابعة . جزاك الله خيرا دكتور وجزى كذلك القائمين على الصحيفة ..


ودبع

2013-06-03

بما انك منحبكجي فأكيد راح تلاقي سيريانيوز وشام برس غير شكل هنئيا.


التعليقات (13)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي