أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انقسام العرب بسبب أزمة لبنان قد يضر بالقمة العربية في سوريا

سوريا لن تضحي بمصالحها الاستراتيجية في لبنان بسبب القمة

ربما يؤثر الخلاف بين دول عربية حول الأزمة السياسية في لبنان على الحضور في قمة جامعة الدول العربية في سوريا الشهر الجاري ولكن مقاطعة القمة بشكل كامل هو أمر مستبعد نظرا للضغوط على الحكومات العربية للرد على العنف الدائر في غزة.

ويقول دبلوماسيون في الشرق الأوسط انهم يتوقعون تغيب زعماء دول عربية كبرى مثل المملكة العربية السعودية ومصر وكذلك الأردن عن القمة التي تنعقد في دمشق يومي 29 و30 مارس اذار الجاري ما لم ينتخب لبنان رئيسا جديدا قبل الوقت المحدد للقمة.

ولكن أي تفكير في مقاطعة كاملة للقمة تراجع بعد اندلاع العنف على نطاق واسع في قطاع غزة. ومن المتوقع الآن أن ترسل الدول العربية الثلاث الحليفة للولايات المتحدة وفودا رفعية المستوى حتى دون التوصل لحل في لبنان ولكن رؤساءها لن يحضروا القمة.

والازمة الدائرة في لبنان بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة منذ 16 شهرا جعلت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني.

ولم تسفر وساطة جامعة الدول العربية الى الان عن الخروج من هذه الازمة التي أدت الى تأجيل انتخابات الرئاسة 15 مرة منذ سبتمبر أيلول.

وتساند الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب تحالف الاغلبية المناهض لسوريا. بينما تساند سوريا وايران المعارضة الي يقودها حزب الله.

وتقول واشنطن والرياض ان سوريا تمنع انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان من خلال حلفائها في الداخل. وتقول المعارضة انها لن تسمح بانتخابه الا بعد الحصول على حق النقض (الفيتو) في الحكومة المقبلة.

ويشير دبلوماسيون ومحللون الى أن السعودية وحلفاءها يريدون من سوريا تقديم تنازلات بشأن لبنان مقابل حضور الزعماء للقمة العربية لتجنب وضع دمشق في موقف حرج.

وقالت أوراسيا جروب وهي مجموعة استشارية في تقرير في الاسبوع الماضي " دمشق...توقعت بحماس أن يكون الحدث فرصة لاظهار أهميتها في المنطقة ووضع نهاية للعزلة السياسية للبلد في المنطقة."

وأضاف التقرير "ولكن مع اقتراب القمة.. يستغل المعارضون لسوريا مسألة حضورهم أو عدمه في الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد كي يستغل نفوذه للتوصل الى حل في لبنان."

وقال دبلوماسيون ان واشنطن تضغط على حلفائها للابتعاد عن القمة ولكن الأحداث في العراق والأراضي الفلسطينية تدفعهم في الاتجاه الآخر.

وقال دبلوماسي غربي يعمل في العاصمة السعودية الرياض "يواجه السعوديون مأزقا حقيقيا في هذه القمة. الملك لا يرغب في الذهاب هناك بسبب لبنان ولكن هناك أيضا ما يحدث في غزة من قتل وحملة العلاقات العامة التي تشنها ايران في العراق" مضيفا أنه يتوقع من الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية أن يرسل مندوبا رفيع المستوى.

وذكرت مصادر سياسية لبنانية أن سوريا التي تقول انها لن تضحي بمصالحها الاستراتيجية في لبنان بسبب القمة دعت كل الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية باستثناء السعودية ولبنان حتى الآن.

وينتظر السوريون ليروا ما اذا كان سينتخب رئيس في لبنان قبل توجيه دعوة رسمية الى الرياض وبيروت. وان لم يحدث هذا فسوف يرسلون الدعوة الى لبنان عبر القنوات الدبلوماسية.

وسيعني هذا دعوة رئيس الوزراء المناهض لسوريا فؤاد السنيورة لتمثيل لبنان وهو ما يشق على سوريا ويقول دبلوماسيون انه سيتعين على دمشق ابتلاع هذا الامر.

ولكن مسؤولا لبنانيا قال ان السنيورة قد لا يحضر في حالة تغيب الكثير من الزعماء العرب.

وقال وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري "اذا كان هناك دول عربية كثيرة تقاطع القمة بسبب موقفها من العرقلة التي تحول دون التسوية في لبنان وعدم انتخاب رئيس الجمهورية.. لا أعتقد أن لبنان يستطيع أن يتجاهل هذا الامر."

وعارض الرئيس السوري اقتراحا من عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية بتأجيل القمة.

وقال دبلوماسي غربي "غياب لبنان وكبار الزعماء العرب من الممكن أن يضر بالمضيفين السوريين وان كانت دمشق تقول ان القمم العربية عادة ما تنعقد دون وجود كل الزعماء."

وتتوقع سوريا حضور 12 رئيس دولة على الاقل من 22 رئيسا بينهم زعماء قطر ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وتونس والجزائر وليبيا الى جانب الرئيس الفلسطيني.

وتدهورت العلاقات بين السعودية وسوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 الذي كان حليفا رئيسيا لها في لبنان. واتهم الكثيرون في لبنان والعالم العربي سوريا بتدبير اغتيال الحريري وهو ما تنفيه دمشق.

وكثفت الولايات المتحدة الضغوط على سوريا وحلفائها في الاسبوع الماضي عندما أرسلت سفينة حربية قبالة سواحل لبنان. وطلبت السعودية من مواطنيها مغادرة البلاد.

ويرى بعض المحللين العرب أن القمة لن تمثل شيئا يذكر مهما كانت الشخصيات التي ستحضرها مما يعكس حالة اللامبالاة السائدة في العالم العربي.

وقال خالد الدخيل وهو أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود بالسعودية "في آخر المطاف القمم العربية لا تزيد شيئا."

(شارك في التغطية لين نويهض في دبي وسهيل كرم في الرياض وسليمان الخالدي في عمان وخالد عويس في دمشق

رويترز
(106)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي