طلقات المهاجم لم تصب قتلاه في الهجوم الذي إستهدف مركزا دينيا يهوديا في القدس فحسب، بل أصابت قلب الصهيونية في اسرائيل.
مركز هاراف ييشيفا، ليس مدرسة دينية عادية، ولا كلية تخرج حاخامات الجيش الإسرائيلي فقط، بل معلم من معالم الحركة الصهيونية الدينية ورمز إجتمع فيه تاريخ تأسيس دولة إسرائيل وتحقيق حلم الوطن القومي لليهود.
في العام 1924 أسس الحاخام الأكبر راف أفراهام كوك المركز، واضعا نصب عينيه أن يدّرس فيه التوراة ويخرج منه قادة روحيين للكيان الذي لم يكن قد ولد بعد.
سنوات عديدة إنكب فيها كوك على متابعة المعهد الذي خرّج في سنيه الأولى القائد الأول لجماعات الأرغن المتطرفة دافيد رازيل، ومؤسس صحيفة معاريف الإسرائيلية الشهيرة إسرائيل كارلباش.
لكن الموت سرعان ما غيب كوك لتنتقل الإدارة إلى ولده الحاخام زفي يهودا الذي شهدت فترة إدارته نقطة تحول في تاريخ المعهد حيث تحول إلى مركز إستقطاب لجميع طلبة العلوم الدينية في إسرائيل، كيف لا وهو المركز الأبرز والأكثر تأثيرا في الحياة الروحية للمتدينين اليهود.
سنة بعد سنة كان شأن المعهد يزداد لترسى فيه فيما بعد أساسات ما يسمى بالإستيطان الديني في الضفة الغربية، لا بل وتأسست بين جدرانه جماعة غوش أمونيم السياسية الدينية التي كانت رفعت لواء الإستيطان وآمنت بأن الأرض هبة من الله لليهود.
الحاخام كوك الإبن لم يكن أقل إندفاعا من طلابه، فشجع من هم في مدار تأثيره على الدفاع عن المستوطنات في الضفة الغربية، وقد شارك هو شخصيا في هذا الأمر، وكان من أوائل من دعوا بعد حرب عام 1967 اليهود للإستطيان في أراضي ما يسمى بيهودا والسامرة.
توفي كوك في العام 1982 وخلفه الحاخام أفراهام سافيرا، وشهدت هذه المرحلة خلافات داخل المعهد الأمر الذي أدى إلى خروج مجموعة من الطلاب بقيادة الحاخام زفي تاو، الذي عمل على تأسيس معهد مشابه لكنه ظل أقل تأثير وقوة عن المعهد الأساسي الذي يحوي أكثرمن خمسماية طالب، ومئتين من طلاب الدراسات العليا في العلوم الدينية اليهودية.
bbc
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية