في برقية سرية مؤرخة في 24 فبراير/شباط 2010، تدور حول اجتماع وفد أمريكي بنائب وزير خارجية سوريا بحضور مدير المخابرات العامة علي مملوك، تنقل السفارة الأمريكية في دمشق ما نصه:
في ظهور مفاجئ، حضر مدير المخابرات العامة اللواء علي مملوك اجتماع 18 فبراير بين نائب وزير الخارجية فيصل مقداد، ووفد أميركي برئاسة دانيال بنجامين.
المقداد فسر انضمام مملوك إلى الاجتماع بأنه جاء بناء على طلب من بشار الأسد باعتباره لفتة ايجابية عقب لقاء جمع مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز مع بشار في اليوم السابق.
السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، كان ضمن الاجتماع وتولى الترجمة لـ"مملوك" وقد ذكر مصطفى أن حضور مملوك لاجتماعات مع الوفود الأجنبية
هو أمر استثنائي، ولم يحدث "حتى مع الدول الصديقة مثل بريطانيا وفرنسا"!
قدم بنجامين أمام مملوك لمحة عامة عن التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية العاملة في المنطقة من شمال أفريقيا إلى العراق إلى اليمن، مشيراً إلى وصول هذا التحدي إلى سوريا كذلك، كما يتضح من الهجوم الذي وقع على مبنى المخابرات السورية في سبتمبر 2008.
بدوره أشار مملوك إلى 30 عاماً من الخبرة السورية في محاربة الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين، ما يثبت حرص سوريا على مكافحة الإرهاب.
وشدد مملوك مراراً أن حضوره الاجتماع لا يعني إعطاء تعهد بمباشرة التعاون الأمني والاستخباراتي بين سوريا والولايات المتحدة، ولكن يمكن أن يكون نقطة بداية.
وانتقل مملوك لوصف طرق عمل المخابرات السورية، مفاخراً بأنها أكثر نجاحاً من نظيرتها الأمريكية، "لأننا عمليون ولسنا نظريين"، وأرجع هذا النجاح إلى اختراقهم للمجموعات الإرهابية، موضحاً: "من حيث المبدأ، نحن لا نعمد إلى مهاجمتهم أو قتلهم على الفور، بل نزرع عملاءنا داخلهم، ثم نتحرك في اللحظة المناسبة".
ووصف مملوك عملية زرع العملاء بأنها "معقدة"، مشيراً إلى أنها أدت لاعتقال عشرات الإرهابيين، ومنع مئات الإرهابيين من دخول العراق.
وأضاف: بكل الطرق سوف نواصل عملنا هذا، ولكن إذا بدأ التعاون مع واشنطن فسنحقق نتائج أفضل، ونحمي مصالحنا بطريقة أفضل.
وعاد مملوك لينوّه بقدرات المخابرات السورية و"ثروة المعلومات" التي تملكها عبر اختراق التنظيمات الإرهابية، ليخلص إلى القول: "لدينا الكثير من الخبرة، ونعرف هذه المجموعات، هذه منطقتنا ونحن نعرفها، ولأننا كذلك يجب أن نأخذ زمام القيادة"، يقصد قيادة أي تعاون استخباراتي بين دمشق وواشنطن.
مملوك ادعى أن المقاتلين الأجانب الذين يتسللون إلى العراق، يفدون من دول عربية وإسلامية، وأن سوريا قبضت على "عدد كبير منهم إضافة إلى من يسهّلون لهم مهماتهم من السوريين".
وقال مملوك إنه خلال العام الفائت (2009) سلم الاستخبارات السعودية أكثر من 23 سعودياً تم اعتقالهم في سوريا.
ترجمة: زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية