أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا عاقب السجناء الضباط على "الدولاب"..معركة الشهداء: ثورة مسلحة في سجن صيدنايا.. الحلقة 5

مقطع لزنزانات صيدنايا - زمان الوصل

صادف نشر هذه الحلقلة من "موت صيدنايا يتحدث" إعلان نشطاء إعدام النظام 480 معتقل من صيدنايا قبل أسبوع..

شاهد مجسم سجين صيدنايا من إعداد فريق "زمان الوصل"...

صور مجسمة لسجن صيدنايا من تصميم "زمان الوصل"

- قررت لجنة المساجين معاقبة الضباط على الدولاب.
- ضرب كل ضابط حوالي 100 كبل، ومن بينهم النقيب فراس طلاس.
- أول مجموعة سجناء خرجت من مبنى السجن وأطلقت النار عليهم وقتلوا جميعاً وهم: وائل الخوص، دحام جبران، أحمد شلق، محمد عباس، حسن الجابري، محمد عيد الأحمد، زكريا عفش، خضر علوش، عبد الباقي قطب، معن مجاريش، مؤيد العلي.
- الشرطة قتلت 30 عسكرياً، وانتحر 6 عساكر
- هكذا قتل الناشط الحقوقي نزار الرستناوي.


من حيث انتهت الحلقة الرابعة لسلسلة "موت صيدنايا..يتحدث" يتابع المعتقل السابق دياب سرية، رواية ماحدث بعدما اقتحمت الشرطة العسكرية في صباح 5-7-2008 أجنحة العزل وغير المحكومين، ب يسار، ج يمين، ومن ثم الجناح ب يمين في طابق 3، وبعدها اقتحمت الشرطة العسكرية بقية الأجنحة في السجن..

ووفق سرية فإن دخول الشرطة الهادف للانتقام من الاستعصاء الأول الذي نفّذه المساجين، دفع المساجين إلى الاستنفار، والتسلح، ولذلك خلع المساجين مواسير المياه من داخل الأجنحة، وكسروا الأسرّة، ليستعينوا بأعمدتها الحديدية، وفتح بعضهم طاقات في الجدران الفاصلة بين الأجنحة ليتكتّلوا مع بعضهم ويتمكنوا من مقاومة الشرطة، التي دخل 300 من عناصرها إلى كل غرفة لمواجهة 8 مساجين!. 

وكانت الشرطة العسكرية مسلحة بالهراوات الخشب والكاوتشوك وإضافة للقنابل المسيلة للدموع وتروس الحماية..

ويتابع سرية لـ"زمان الوصل"  وصف ذلك اليوم الاستثنائي قائلاً: تكتل المساجين في الغرفة الأولى والعاشرة في ج يمين، وهاجموا الشرطة، بعد أن فتحوا طاقة في الغرفة 11وحاصروا الشرطة بين الغرفة 1 و11، وبدأ القتال بينهم وبين الشرطة العسكرية التي رغم كثرة عددها ودعمها من قبل العناصر الفارّين من خدمة العسكرية، أسر المعتقلون عدداً كبيراً من عناصرها. 

ثم انتقلت المعارك إلى ب يمين وتحول السجن إلى معركة بين المعتقلين والشرطة، ويشير سرية إلى هروب بعض المساعدين وترك العساكر مواجهة مصيرهم دون قادتهم، و أن معادلة القتال كانت لصالح المعتقلين لأنهم كانوا يقاتلون بشراسة فهم على علمٍ بأنهم إن لم يَقتلوا سيُقتلون، كما أن غالبية المعتقلين السلفيين يتمتعون بخبرة قتالية، فهم مجاهدون سابقون في أفغانستان والعراق، بينما كان غالبية عناصر الشرطة من دورة الأغرار، ولذلك لم تغنهم كثرة عددهم في شيء. 

معارك وحرائق
يقول دياب: فتح المساجين باب جناحنا بعد أن كانت الشرطة سابقاً أمرتنا بالاستعداد لجولة تعذيب، ولكن عندما خرجنا من الجناح، وجدنا حالة السجن لا تُصديق، قتل ودماء وفوضى وغازات مسيلة للدموع.
ويوضح: حرق المساجين خزان المازوت بالطابق الأراضي، ليمنعوا دخول الشرطة على السجن، وسيطروا على كامل السجن بمافي ذلك مبنى الإدارة، و أسروا الكثير من العساكر الذين استسلموا، بعد أن هرب الضباط والمساعدون. 

ويؤكد سرية أن الشرطة كانت تطلق النار إلى داخله، وأن رئيس السجن الذي هرب إلى خارج السجن طلب تعزيزات، فوصلته من دمشق، مساندات من وحدة مكافحة الشغب وحفظ النظام، وجنود من الفرقة الثالثة، وكذلك حاصرت الدبابات السجن من الخارج، وبدأ المساجين بالخروج نحو السور الأول.

ويذكر دياب أسماء أول مجموعة سجناء خرجت من مبنى السجن وأطلقت النار عليهم وقتلوا جميعاً وهم: وائل الخوص، دحام جبران، أحمد شلق، محمد عباس، حسن الجابري، محمد عيد الأحمد، زكريا عفش، خضر علوش، عبد الباقي قطب، معن مجاريش، مؤيد العلي.

ويؤكد المعتقل السابق أن الهرب لم يكن هدف هؤلاء المساجين الذين قتلوا، إلا أن الوضع كان لا يحمتل داخل السجن، فالكثيرون اختنقوا بالغازات المسيلة للدموع، والدماء ملأت السجن، والمعتقلون العرفيون قاموا بسرقة محال بيع المساجين الموجودة في الطابق الأول، فالتواجد داخل مبنى السجن يعني أنك عرضة للقتل إما على يد الشرطة الداخل أو برصاصها القادم من الخارج..

إلا أن الحريق الذي أشعله المساجين في الطابق الأول منع -وفق سرية-الكثيرين من الخروج بسبب كثرة الدخان وصعوبة الرؤية إضافة للازدحام، ولذلك صعد بعض المعتقلين إلى السطح..

النظام يقتل عساكره
بعد أن صارت حالة السجن لا تُحتمل، طلب المساجين من العساكر المأسورين الصعود إلى السطح والاتفاق مع القوات المحاصرة للسجن على هدنة، إلا أن قوات الأمن والجيش أطلقت النار على العساكر وقتلتهم، كما رمى العديد من العساكر أنفسهم من على السطح خوفاً من ان يقتلوا على يد المساجين وهرباً من الحريق الذي انتشر في السجن.

ويشير سرية إلى أن كل المساجين الذين صعدوا إلى السطح قتلوا أيضاً برصاص القوات النظامية، وأن العساكر الذين قتلوا على يد المساجين لايزيد عددهم عن 10، في حين أن الشرطة قتلت من العساكر مايقارب 30 عسكرياً، وعدد العساكر الذين انتحروا من على سطح السجن يقارب الـ 6 عساكر، ومنهم أيضاً من مات بعضهم اختناقاً.

ويضيف: سقط حوالي 50 عسكرياً مجنداً لا تتجاوز أعمارهم 19 عاماً كما سقط عدد كبير من الطرفيين برصاص الأمن.

وبييّن دياب أن بعض من شهد المعركة مات دهساً تحت الأرجل، لأن من يقع على الأرض يُدهس بسبب هروب الجميع، من الحريق والغازات والاقتتال، ولتزداد الأمور سوءاً استغل بعض المساجين الظرف لتصفية حساباته مع مساجين آخرين.

ووفق سرية، قتل بعض المساجين خمس عواينية، كانوا في الطابق الأرضي وهم ممن طُردوا سابقاً من الأجنحة، ودخل المعتقلون إلى الأمانات واستخدموا الموبايلات الموجودة فيها، ليتصلوا بأهاليهم.
الفرقة الرابعة تحاصر صيدنايا

بعد معارك طويلة طلب رئيس السجن تعزيزات إضافية، فجاء الدعم هذه المرة من الفرقة الرابعة، وبدأت محاولات اقتحام السجن التي فشلت ثلاث مرات، المحاولة الأولى بحسب سرية قامت بها فرقة مكافحة الشغب وحفظ النظام والفرقة الثالثة، دخل منهم 150 عسكرياً، إلا أن المساجين ضربوهم وأسروهم، بعد أن أجبروهم على خلع بدلاتهم العسكرية..ويضيف سرية: عندما لاحظ الأمن عدم حدوث نتيجة للاقتحامات، أوقف اطلاق النار، لكن بقي يرمي بالغازات المسيلة للدموع. 

الموت سيد السجن..والانتقام من نزار الرستناوي
يحكي سرية عن لحظة خروجه وأصدقائه من المهجع: أول ما لاحظته عندما فتح المساجين باب مهجعنا، أن الموت سيد السجن، خاصة عندما أخذ مجموعة من السلفيين بزميلي الناشط الحقوقي نزار الرستناوي إلى الطابق الأول، ويتابع: لم نستطع منعهم من خطفه، كما لم نستطع تخليصه من بين أيديهم لأن بعض المساجين منعونا من الاقتراب، وأخبرونا أنهم سيعيدونه سالماً، ولكن بعد ساعتين وصلنا خبر قتله مع بعض العواينية.
ويؤكد سرية أنهم لم يستطيعوا التعرف على هوية القتلة، لأنهم كانوا ملثمين، ولكن من المؤكد أنهم من أحد أجنحة المعتقلين الإٍسلاميين ولذلك فهم بلاشك سلفيون.

بقي سرية وزملاؤه بين المسدس والطابق الثالث، وكانوا يحاولون مساعدة الجرحى من المساجين، ويبحثون مع العقلاء عن حل لإيقاف إطلاق النار و التوصل إلى هدنة، ويقول: كنا نسعى إلى حماية أنفسنا من المساجين السلفيين ومن رصاص النظام، ولذلك حاولنا التواجد إلى جانب أصداقاء لنا من الإسلاميين المعتدلين.

ويشير دياب إلى أن المساجين أخذوا ماتمكنوا من الحصول عليه من شاش ومواد إسعافية من المستوصف لتستخدم في إسعاف الجرحى، وقام بهذه المهمة هو والكثير من المساجين الإسلاميين وغيرهم.

ووفق سرية، توقف إطلاق الرصاص في الساعة 11ظهراً، وبعد ساعة أوقف ضربهم بالغازات المسيلة للدموع، التي كانوا يقاومونها باستخدام البصل وحرق الخشب والبطانيات لأن الهواء الساخن يصعد إلى الأعلى ويخف تأثيره المباشر..

استمرت المعارك في ذلك اليوم من الساعة 6 صباحاً حتى 3 ظهراً، جمع المعتقلون بعدها الجرحى، وأخذوهم إلى المساجين الأطباء الذين فتحوا عيادات إسعافية في السجن.

ويوضح سرية: حاولنا تشكيل لجنة لمنع الانتقام من الشرطة، خاصة أن العساكر الأغرار الذين تم أسرهم أخبرونا بأنه عندما تم إقحامهم بمعركة صيدنايا قيل لهم أمامكم مهمة مدتها ساعتان في سجن صيدنايا وبعدها سيأخذ كل عسكري أسبوع إجازة .. 

ومن أجل التخفيف من حقن وغضب المساجين على الضباط، قررت لجنة المساجين معاقبة الضباط على الدولاب، فتم وفق سرية ضرب كل ضابط حوالي 100 كبل، ومن بينهم النقيب فراس طلاس، ويبيّن سرية أن عدد العساكر الأسرى كان يفوق الـ 1200، والـ400 سجين فراري، كما تم أسر 6 ضباط منهم رائد في سجن صيدنايا اسمه منذر، ونقيب من الشرطة العسكرية يدعى فراس طلاس، ومقدم و اثنان برتبة ملازم أول، وأًفرغت آخر 3 مهاجع في كل جناح للأسرى من الشرطة والجيش، وأشرف المساجين على حراستهم. 
"وراء در".. خوفاً على هيبة بشار الأسد
مزق المعتقلون جميع صور بشار وحافظ الأسد اللذين كان لهما أكثر من ألف صورة في السجن!.. ومن القصص المضحكة التي حدثت أن أحد المساجين صعد إلى السطح مستغلاً امر وقف إطلاق النار، وأشهر صورة بشار الأسد أمام العساكر والشرطة وهو يسألهم: أليس هذا رئيسكم؟!.. ثم تبول عليها..فأمر الضباط، العساكر بـ "وراء در" كي لا تهتز هيبة بشار الأسد أمامهم..

بدء المفاوضات
بعد الساعة الثالثة ظهراً خاطبت قوات النظام المساجين، عبر مكبرات الصوت بإخراج جميع الجرحى من الجهتين، وبتشكيل لجنة للتفاوض، وكان أول شرط وضعته قوات النظام هو تسليم الضباط والعساكر بدون أي قيد أو شرط، ويشير سرية أن المساجين في البداية رفضوا إطلاق سراح الضباط والعساكر بدون ضمانات.. واستمرت جولة المفاوضات 10 أيام.

ويوضح دياب أنهم كانوا في اليومين الأولين يأكلون الطعام المخزّن، خاصة أن المساجين سيطروا على مستودعات الأكل في السجن وأن مجموعة من المعتقلين صاروا يطبخون للجميع، ولكنهم كانوا دون مياه لأن الأمن قطع الماء مباشرة عن السجن..

كما سيطر المعتقلون على ورشة الحدادة الموجودة من السجن، وقصوا الحديد الموجود في السجن وصنعوا منه سيوف تحسباً لأي هجوم محتمل..

وبنفس يوم العصيان أخرج المعتقلون، الجرحى والقتلى، بناءً على ضمانات بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام السجن، وتم الاحتفاظ بأسرى النظام ليتم إخراجهم خلال المفاوضات على دفعات، وأطلق المساجين على هذه المعركة اسم "معركة الشهداء".

الحلقات السابقة  1 2 3 4 


سجن صيدنايا في عصره الذهبي..ووقوع المعتقلين في فخ "الحرية"......الحلقة 4
2013-04-18
يحدثنا المعتقل السابق دياب سرية، في الحلقة الرابعة من "موت صيدنايا يتحدث" عن المرحلة الممتدة مابين الاستعصائين، والتي تبدأ من يوم 28-3 2008 حتى7-4 2008..   ووفق سرية، بعد أن طمأَنَ الضباط المعتقلين بأن مطالبهم ستتحق، سلم...     التفاصيل ..

آذار أيضاً شهر "ثورة الكرامة" في سجن صيدنايا..أحداث العصيان الأول... الحلقة 3
2013-04-11
بعد تراكمات الغضب التي خلفتها سياسة إدارة سجن صيدنايا القائمة على رمي الفتن بين المعتقلين، وحرمانهم من كل مقومات الحياة..كان لابد من قيام ثورة كرامة تعيد للمعتقلين حقوقهم، ولذلك كان عصيان صيدنايا الأول صباح يوم...     التفاصيل ..

سريّة يواصل إعلان خبايا المعتقَل سيء الذكر...أمير إسلامي يفتي بقتل "كفار" سجن صيدنايا (الحلقة 2)
2013-04-04
قبل البدء بمتابعة أحداث الحلقة الأولى، لابد من التنويه إلى الاسباب التي منعت المعتقلين من الهروب من سجن صيدنايا، خلال العصيان..والسبب وفق ماأكد سرية، أن النظام محصن سجن صيدنايا عند السور الأول المحاذي للشارع العام،...     التفاصيل ..

"زمان الوصل" تبدأ بكشف الغموض... صيدنايا من الألف إلى الياء: قصة اغتصاب تبدأ بأملاك المواطن ولا تنتهي بحريته (الحلقة 1)
2013-03-27
تبدأ "زمان الوصل" بنشر سلسلة "سجن صيدنايا" بمناسبة مرور الذكرى الخامسة على "مجزرته الرهيبة"  27/3/2008 27/3/2013 عصيان سجن صيدنايا، سرٌ احتفظ النظام السوري بتلافيفه منذ عام 2008حتى الآن، فكل ماعلم به السوريون، اقتصر على...     التفاصيل ..

لمى شماس - بالتعاون مع سجين سابق - زمان الوصل
(454)    هل أعجبتك المقالة (372)

عمار المطاوعة

2013-04-26

تحميل حرام سيارات.


مروان لؤي عارف العشوش

2013-04-26

شكرن.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي