أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حكاية الرجل الذي تعرض لاستجواب أمني

حدثني الصديق أبو أسامة عن ابن بلده أبي عبدو. وهو رجل طيب، وبسيط، ويبتعد عن السياسة قدر ما يستطيع.
في يوم من الأيام.. حضر عنصر من المخابرات لاستجوابه. وقد طمأنه العنصر إلى أن هذا الاستجواب بسيط، ولا ينطوي على أي أمر خطير، وإنما هو تقييـم دوري.. 
قال له العنصر بلهجته المخابراتية اللذيذة: شو يا رفيق؟ أنت مو رفيق بعثي يا رفيق؟
قال أبو عبدو بتلقائية: لا والله.. (واستدرك قائلاً) أنا لازم أكون رفيق بعثي، لازم! ولكنني، قسماً بالله نسيت.. نسيت من زمان، لما كنت بأول طلعتي على الدنيا، أن أقيِّد نفسي في الحزب. سبحان الذي لا يسهو ولا ينسى، ولما كبرت وصرت في هذا العمر فكرت فيها، ولكنني رأيت أنها ما عادت تحرز. إذا انتسبت إلى حزب البعث الآن ماذا سيقول الناس؟
ارتاب العنصر وسأله: شو بدهن يقولوا يا رفيق؟ 
قال أبو عبدو: سيقولون: ما به أبو عبدو؟ ليش بهذا العمر صار بعثي؟ هل يريد أن يبحث عن مكاسب؟ وجنابك تعرف كلام الناس الفارغ، واللت والعجن والحكي الفاضي.
قال العنصر: طيب يا رفيق. لكن قل لي، أنت رفيق شيوعي يا رفيق؟!
قال أبو العبد: أنا؟ لا علي الطلاق بالثلاثة ماني (شوعي)، ولا بحياتي مشيت مع شوعي، أو فكرت أن أكون شوعي.
قال العنصر: ها.. أنا هلق فهمت. يعني أنت ناصري.. مو هيكه يا رفيق؟
قال: لا بشرفي، مع أني شفت عبد الناصر لما مر من هنا، من زمان، مثلما أنا شايفك في هذه اللحظة. الناس 
يومها كادوا يعجقوا على بعضهم مثل النفرة أيام الحج، لكي يصلوا إليه ويصافحوه.. مجانين بعيد من قبالي.. لأن عبد الناصر، وأنا شفته بعيني، رجل مثلي مثلك.. فلماذا التدفيش والتعجيق؟
قال العنصر: أي يا رفيق.. على ذكر النفرة والحج، أنت إخوانجي شي؟
نط أبو العبد وما حط، وقال: أنا؟ لا بأولادي التسعة، ماني إخوانجي، ولا بعرف كيف يكون الواحد إخوانجي.. (وضحك ضحكة موجزة وقال) صحيح أنا أصوم وأصلي، ولكنني في بعض الأحيان أفطر في رمضان، وكثير من أوقات الصلاة أنساها.. المشكلة بذاكرتي يا أستاذ.. تصدق؟ أنا في أكثر الأحيان أنسى أن أتشاهد.
قال العنصر: طيب طيب. إذا كانت الأمور هكذا فأنا رايح أسجلك (حيادي)..
نط أبو العبد كالملسوع وقال: حيادي؟! لحظة.. إذا سمحت، وكرمى لخاطري، وأنا من جيل والدك، لا تسجلني (حيادي).
قال العنصر، وقد أيقن أن الحوار مع أبي العبد غير مجد: طيب. طيب. اترك لي القصة، وأنا بتصرف.
وأغلق دفتر الاستجواب ومشى.
بعد الاستجواب، التقى أبو عبدو بصديقه أبي أسامة، وقال له بلهجة سرية: 
- هذا العنصر، لولا فطنتي ودهائي كان سيجعلني أروح (فَتّة). تصور، كان بوده يسجلني "حيادي".. ولكنني منعته من ذلك.
قال أبو أسامة: ليش منعته؟ أيش فيها؟!
قال: أنت لا تعرف أيش فيها؟ لك أخي (حيادي) يعني (محَيِّد) عن درب الحزب. الشغلة واضحة مثل عين الشمس. بصلاة محمد يا أبو أسامة، ويدي على رأسك، قل لي: هل أنا حيادي ومحيد عن درب الحزب؟!

(144)    هل أعجبتك المقالة (141)

سوري منصور

2013-04-20

اتبعوا مع الشعب السوري مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا... يعني سبقوا جورج بوش الصغير بسنوات قبل أن يطلق هو هذا المبدأ اللعين بعد 11 سبتمبر 2001.


نيزك سماوي

2013-04-23

كل الشعب السوري يعرف ويدرك ما هي فروع الاجرام والاهارب المخابراتية التي اسسها كبير المجرمين الذين نفقوا ولكن سوف تدمر الى الابد ولكن لن نترك عناصر مجرمة ترهبنا بعد اليوم لن نترك فرع او وكر للعصابة الا يجب ان ندمرها حتى لا يبقى لأثار الاجرام اثر اوكار واقبية المخابرات المجرمة سوف تولي الادبار والى الابد ولن يكون البديل الا الحرية والكرامة تسقط هذه العصابة الطائفية السفاحة المجرمة عاش الشعب السوري الحر الابي الكريم.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي