أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سجن صيدنايا في عصره الذهبي..ووقوع المعتقلين في فخ "الحرية"......الحلقة 4

مقطع داخلي لسجن صيدنايا من تصميم "زمان الوصل"

يحدثنا المعتقل السابق دياب سرية، في الحلقة الرابعة من "موت صيدنايا يتحدث" عن المرحلة الممتدة مابين الاستعصائين، والتي تبدأ من يوم 28-3 2008 حتى7-4 2008..
 
ووفق سرية، بعد أن طمأَنَ الضباط المعتقلين بأن مطالبهم ستتحق، سلم المعتقلون السجن للإدارة التي فتشت المهاجع، وأجرت صيانة للسجن لمدة أسبوع، وفتحت بعدها الزيارات للجميع بمافي ذلك للمعتقلين غير المحكومين. 

ويصف سرية حال سجن صيدنايا بعد انتهاء الاستعصاء الأول، بأنه كان يمر في عصرٍ ذهبي، لأن أغلب مطالب المعتقلين تحققت، ومنها فصل المعتقلين ذوي التهم والانتماءات المختلفة، ولذلك تم وضع أصحاب التهم الإسلامية مع بعضهم، والمعتقلين الأكراد في جناح واحد، وأصحاب قضايا التعامل في جناح منفصل، كما صار عدد المعتقلين في كل غرفة ثمانية وهي الحالة المثالية بالنسبة لحجم الغرف وقدرتها على الاستعياب.
ووفق سرية نقلت الإدارة بعض المعتقلين من الطابق الثالث إلى الطابق الثاني بهدف التخفيف من ازدحام الغرف، ووضعت المعتقلين الأمنيين في الطابقين الثاني والثالث. 

ويضيف سرية: طبعاً لم تتحق كل مطالب المعتقلين، كإيقاف تحويل المساجين إلى محكمة أمن الدولة، ومحاكمتهم في محكمة مدنية، إلا أنهم سرّعوا المحاكمات، وخصصوا باصاً لنقل الأهالي إلى داخل السجن، وسمحوا بدخول احتياجات المعتقلين إلى السجن. 

وكذلك سمحت الإدارة وفق دياب بالتنفس حتى للذين لم يكونوا محكومين، ومن هؤلاء من مضى على عدم رؤيته للشمس سنوات طويلة!

ويشير المعتقل السابق، أنه حتى السجانين صاروا لطيفين في تعاملهم، وامتنعوا عن ضرب المعتقلين وتعذيبهم أو حتى شتمهم. 

وليبرهن دياب عن مدى تمادي المعتقلين في تلك الفترة يشير إلى أنهم كانوا يُخرجون المعتقل المعاقب بالمنفردة بأنفسهم، دون إذن إدارة السجن. 
فخ الحرية
ووفق سرية،أدى تهاون وتسيب الإدارة مع المعتقلين إلى انتشار الفوضى في السجن، حتى أن البعض كان يتمنى لو تمسك الإدارة أمور السجن بشكل معتدل، غير أن هذه الفوضى كما تبيّن للمعتقلين كانت مقصودة ومخطط لها من قبل إدارة السجن. 
ويوضح المعتقل السابق أن مدير السجن علي خير بيك، لم يعد يقابل المساجين أو يزور الأجنحة، وناب عنه الضباط ومنهم المقدم أديب، من الذين كانوا يزورون الأجنحة بصحبة اللجنة الأمنية التي تمت مفاوضتها أثناء الاستعصاء، كما زار النائب العام التابع لمحكمة أمن الدولة صيدنايا، راقب هؤلاء حالة الفوضى والتسيب التي يعيشها السجن..
يقول سرية: كنا نشعر بأن الإدارة تريد أن يتابع ضباط المخابرات والقصر فوضى السجن عن كثب، خاصة أنهم سمحوا لنا بإدخال أدوات حادة كانت ممنوعة مثل المنشار المعدني الصغير والسكاكين والمفكات! 
ويضيف: أما أجنحة التهم القضائية التي كان فيها شبيحة ومنهم نمير الأسد، صار يدخل إليها حشيش وخمر..
كل ذلك أكد للمعتقلين أنَّ هذه الفوضى مقصودة، وأنَّ خير بيك كان يرفع تقارير عن حالة السجن للقيادة، تتضمن التقارير معلومات حول خروج المعتقلين عن السيطرة، وعن محاولة بعض المساجين الفرار من السجن، وبالفعل وجد المعتقلون هذه التقارير في 5 /7 عندما اقتحموا مبنى الإدارة، في مكتب خيربيك. 
كما كان بحسب شهادة دياب، للعواينية الذين طُردوا خلال الاستعصاء من الأجنحة، دور في رفع تقارير لخير بيك عن وضع السجن والمساجين وخاصة الإسلاميين منهم، وهذه التقارير أيضاً وجدت في مكتب خير بيك عند الخامس من آب..

وكان لشهر آب، شهر مبايعة بشار الأسد، وقعٌ خاص عند المعتقلين في تلك الفترة، لأن إدارة السجن كانت تتقصد نشر شائعة عن وجود عفو عام في شهر آب، الأمر الذي صدّقه البعض وفرح له، واحتاط منه معظم المعتلقين الذين اعتادوا على وعود الإدارة الكاذبة، ولذلك بدأ المساجين الإسلاميين بالاحتياط من هجوم قد تنفذه إدارة السجن عليهم بأي وقت..
أسوار صيدنايا تهتز على أصوات التكبير 

لا يمكن أن يمر الخامس من آب على ذاكرة معتلقي سجن صيدنايا مرور الكرام، لأنه حسب تعبير سرية، اليوم الذي انتهت فيه أشهر الترقب والانتظار..

ويحكي دياب أنه بتاريخ 4 آب، رُكبت أقفال إضافية على أبواب المهاجع، قيل للمعتقلين إنها إجراء روتيني، وإنها ستُستخدم عوضاً عن الأقفال الكبيرة، ويبيّن: لم يصدق أحد ذلك.. خاصة أننا في المساء صرنا نسمع أصوات شاحنات وسيارت، اعتقدنا انهم ينقلون فيها مساجين جدداً إلى السجن، ولكن استمرار صوت الحركة والسيارات حتى الثالثة صباحاً أثار ريبتنا.. 

حاول دياب الذي كان في في الطابق الثاني جناح أ يمين، مثل بقية زملائه تجاهل الصوت والنوم، إلا أنه استيقظ على أصوات التكبير عند الساعة الخامسة صباحاً، ويصف سرية: كان صوت الله أكبر المترافق مع قرع الأبواب، يهز السجن، فالجميع يكبّر بصوت واحد.. 

حاول المعتقلون في الطابق الثاني معرفة مايجري، ولذلك سألوا من خلال الفناء المتصل بين الأبنية "المنور" عما يحدث في الطابق الثالث، وعرفوا أنه تم اقتحام الطابق الثالث، وأن الإدارة تريد معاقبة المساجين. 

ويوضح سرية أنه خلال الاقتحام تقصد الأمن استفزاز المساجين بشتم الذات الإلهية بشكل مبالغ فيه، كما دخل إلى كل جناح اكثر من 300 عسكري إضافة للعساكر الفارين من الخدمة الإلزامية، وكانوا مدججين بالهروات وتروس الحماية، وصاروا يكسرون كل شي. 

ويبيّن دياب أن الأمن دخل إلى الطابق الثاني، حيث يوجد المعتقلون الأمنيون غير الإسلاميين وطلب منهم التزام الهدوء، وأن يأخذ كل سجين معه بدل داخلي وخارجي ومنشفة، ثم قفلوا الجناح وخرجوا.

لمى شماس - بالتعاون مع سجين سابق - زمان الوصل
(278)    هل أعجبتك المقالة (237)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي