"غادرنا دمشق لكنها لم تغادرنا..فجلبنا ماتمكنا من حمله منها في حقائبنا"..جملة يصف بها الناشط عمار حال معظم الناشطين السوريين، الذين قدموا إلى تركيا بسبب ملاحقة النظام لهم..
ولأن بقية عائلة عمار مازلت في الشام، رفض الناشط التصريح عن اسمه الكامل، إلا أنه لم يسطتع -حسب قوله- منع نفسه من التواجد في مقهى البوليفارد، متجاهلاً تحذيرات أصدقائه من وجود بعض المخبرين المندسين في المقهى..
تنسيقية البوليفارد
وكأنه قطعة مسروقة من مقاهي ساروجا، بكراسيها الخيزرانية وطاولاتها الصغيرة، تترامى طاولات وكراسي مقهى البوليفارد، حيث لاتكاد تسمع في المكان سوى اللهجة السورية، مما يخلط مشاعر رواد المقهى فيجعلهم، يترقبون قدوم الأمن في أي لحظة، كما كان حال رواد ساروجا..
ولايعرف عمار سبب تواجد السوريين في هذا المقهى تحديداً، غير أن معظم الناشطين يجتمعون في المساء في البوليفارد، مرجحاً أن يكون السبب تشابه المكان مع مقاهي ساروجا من جهة، ورخص اسعاره -إلى حدّ ما- من جهة أخرى..
ويشير الناشط السابق في تنسيقية برزة، أيمن، أن التواجد في البوليفارد غالباً ما يؤمن فرص عمل للسوريين، كونهم يتعرفون على بعضهم، ويتناقشون في أمورهم، ويشير أيمن، أنه رغم معرفة السوريين بتواجد بعض المخبرين في المقهى، يُدمن أغلب سوريي اسطنبول على السهر فيه..
جسر فيكتوريا، و باب توما في اسطنبول
ومن المفارقات المضحكة المبكية، تشبث السوريين بآخر قلاع وطنهم، ذاكرتهم عن الأحياء الدمشقية، وذلك من خلال تسمية المناطق التركية الشبيه بشوارع الشام، بأسماء الأحياء والشوارع الدمشقية..
وعن ذلك تقول سارة، إحدى الناشطات السوريات المتواجدة في اسطنبول: يعرف معظم السوريين جسر شيشلي التركي، باسم جسر فيكتوريا أو جسر الثورة..وتشير إلى أنه ليس من المستغرب أن يضرب السوريون مواعيدهم في باب توما، أي منطقة المنارة القريبة من شارع "الاستقلال"..
"هذه هي شوارعنا البلديلة في المنفى" يقول الناشط عمار، إلا أنها حسب تعبيره لا تغنيهم عن شوقهم إلى شوارع سوريا بكل ما فيها من ازدحام وحفريات وعشوائيات..
احتفالية تمر على 40 مدينة تركية بمناسبة دخول الثورة عامها الثالث |
في اسطنبول... بشار الأسد يُنسي سائق "تكسي" غضبه على أردوغان |
لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية