"نسائم سوريا" هو اسم محطة الإذاعة السرية التي يتم استقبالها في حلب، ويجتهد الفريق العامل عليها في التزام حد أدنى من الحياد رغم الحرب الأهلية الدائرة. وغالبا ما ينجحون في ذلك ولكن ليس دائما.
ليس ثمة لافتة على الباب تنم عن أن برنامجا إذاعيا سوريا مناهضا لنظام الحكم يتم إعداده في غرف المنزل الكائن، بأحد الأحياء الجديدة في مدينة غازي عنتاب التركية، غير إن فريق "نسائم سوريا" يخطط للانتقال إلى مقر إقامة جديد بعد شهر واحد، لا لشيء وإنما لقناعتهم بأن سكان المنطقة سيتنبهون في وقت ما لدخول وخروج 7 من الشباب السوري إلى ذلك المبنى بصورة يومية!
ويقول تقرير لوكالة الأنباء الألمانية إن الإذاعة التي يغطي بثها نصف محافظة حلب تقريبا، تقدم معلومات وموسيقى ونصائح عملية للتغلب على مشكلات الحياة وسط الحرب الأهلية الدائرة.
ريم (22 عاما) أسست هذه المحطة مطلع العام الجاري، بينما يمارس "مازن" مهام فني الصوت. ويتواصل أفراد الفريق الإذاعي الصغير مع زملاء لهم عبر شبكة الإنترنت، لأن هذا أرخص سعرا، ولأن الهواتف المحمولة لم تعد تعمل في كثير من أحياء حلب.
وحيث إن بعض عائلاتهم يعيش في أحياء يسيطر عليها نظام بشار الأسد، فإن أعضاء من الفريق يستخدمون أسماء مستعارة أثناء العمل.
وإبان إقامته في حلب، كان أحمد مسؤول الإعلان عن البرامج التي سيتم تقديمها في الإذاعة، لا يستطيع الاستماع إلى "نسائم سوريا" إلا سرا، وهو يصف تجربته قائلا: لأن سكان منطقتنا كانوا من أتباع النظام كنت أستمع إلى "نسائم سوريا" دائما من خلال سماعات الأذن.
وعلى الرغم من تأكيد الفريق على استقلالية عمله وعدم تلقيه تبرعات من أي منظمات تؤثر على مضمون برامجه، إلا أن ميول أصحاب "نسائم سوريا" تظهر بداية من الردهة حيث وضعت سجادة كممسحة للأقدام وقد طبعت عليها صورة لحافظ الأسد الديكتاتور الذي قضى عام 2000، بعد أن أعد ابنه لخلافته.
وربما تذكر هذه الخطوة بما فعله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عندما أمر بوضع بلاط من الفسيفساء على مدخل أحد فنادق الدولة، وقد رسم عليه وجه غريمه الأمريكي جورج بوش الأب، حتى يطأ كل من يزور الفندق وجه الرئيس الأمريكي الأسبق.
ترجمة: زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية