اعتبرت سوريا دعوة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت إلى الرئيس بشار الأسد بإجراء حوار مباشر بينهما “مجرد هذيان ولعب في الوقت الضائع”، في وقت يعمل جيش الحرب “الإسرائيلي” على ترميم قواعد عسكرية مهجورة ومواقع مراقبة أمامية في الجولان المحتل، وإعادة ربطها بشبكتي المياه والكهرباء بالتزامن مع المناورات العسكرية الجارية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية ل”الخليج” “إن الموقف السوري ثابت في رفضه لأي مفاوضات سرية، وإصراره على مفاوضات برعاية دولية يكون هدفها تطبيق قرارات الشرعية الدولية؛ كمدخل لحل شامل وعادل للنزاع العربي “الإسرائيلي” من مختلف جوانبه، وعلى أساس “الأرض مقابل السلام”، كما نصت على ذلك المبادرة العربية.
وكذّب المصدر ما نشرته وسائل الإعلام “الإسرائيلية” وجود مسار سري للتفاوض بين سوريا و”إسرائيل”، ووصف مثل هذه الأخبار بأنها عارية تماماً عن الصحة، ولا تعدو كونها بالون اختبار من جانب حكومة أولمرت، وقد جربت سابقاً وفشلت.
وحذر المصدر من خشية أن تكون مثل هذه المناورات للتغطية على السلوك المريب لحكومة أولمرت التي تقرع طبول الحرب، وتواظب على إجراء مناورات عسكرية.
واختتم المصدر تصريحه بالقول إنه “لا يمكن الوصول إلى تسوية سياسية مقبولة دون عودة كامل الجولان السوري المحتل إلى وطنه الأم سوريا، وللأسف الشديد فإن المواقف الأمريكية المنحازة لصالح “إسرائيل” تعطل قيام المجتمع الدولي بالدور المطلوب منه الصراع في الشرق الأوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية”.
وقال النائب السوري محمد حبش وفقاً لما ذكرته “وكالة الأنباء الفرنسية” “لا يوجد أي تحفظ لدى سوريا من أجل استئناف عملية التفاوض، لكن يجب أن نعلم أن التفاوض لا يتطلب أعمالاً استعراضية.
وتابع حبش “لا نرى في كلام اولمرت عن استعداده لمقابلة الاسد سوى عمل استعراضي لأن عملية التفاوض تبدأ على مستوى الخبراء وتستمر على مستوى الوزراء وبعد ذلك عندما ينجزون شيئاً يصبح من المبرر القول إن لقاء على مستوى القيادات قد يحصل”.
من جهة أخرى نقلت “معاريف” العبرية أمس عن مصدر عسكري “إسرائيلي” رفيع قوله إن الهدف من ترميم القواعد المهجورة ونقاط المراقبة الأمامية والمناورات، هو تحسين جاهزية جيش الحرب لأي مواجهة محتملة.
وكانت حركة “السلام الآن” “الإسرائيلية” قد نفذت أمس حملة علقت خلالها أعلاماً سورية و”إسرائيلية” على طول مدخل القدس الغربية للمطالبة باستئناف المفاوضات مع دمشق.
واكدت شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الحرب “الإسرائيلي” في تقرير أن سوريا تستعد للحرب لكن “إسرائيل” لا تملك أي معلومات استخباراتية تشير الى نيتها لشن حرب. وتوقعت في حال اندلاع الحرب ان تتعرض المدن “الاسرائيلية” إلى قصف صاروخي كثيف يزيد بعشر مرات عن كثافة الصواريخ التي أطلقها حزب الله على “إسرائيل” خلال العدوان على لبنان الصيف الماضي. ورأى معدو التقرير ان استعدادات سوريا دفاعية انطلاقا من تقديرها بأن “إسرائيل” ستشن حرباً عليها. وكشف التقرير عن قلق “إسرائيل” من أي سوء تقدير قد يؤدي إلى اندلاع حرب مع سوريا.
وتنظر شعبة الاستخبارات بخطورة إلى التقارير التي تؤكد مواصلة سوريا تزويد حزب الله بالسلاح الحديث ما يزيد بالمقابل من تبعية سوريا لإيران.
وفي تطرقه إلى الجبهة اللبنانية جاء في التقرير ان حزب الله غير معني بمواجهة مع “إسرائيل” في الوضع الراهن حيث انشغاله في ترميم البنى التحتية التي تضررت أثناء الحرب. ويؤكد التقرير أن قدرة الردع “الإسرائيلية” تضررت في المنطقة نتيجة لحرب لبنان، غير أن المسؤولين نجحوا في استعادتها بعد أن درسوا وضعية دول المنطقة وحللوا نتائج الحرب بشكل معمق.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية