جنبلاط ينصح لنصرالله التنبه "لأن النظام السوري قد يستغني عن خدماته"

كرر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "ان حزب الله يمتلك بنية تحتية امنية، وان السوريين لم يستطيعوا القيام بكل الاغتيالات الدموية من دون التسهيلات المقدمة اليهم من الحزب وغيره من حلفاء دمشق"، مشيرا الى ان جميع الذين قتلوا كانوا من معارضي النظام السوري.

وقال في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية: "لدينا حزب يديره الايرانيون والسوريين من بعد، وهو مدجج بالسلاح ومدرب، ويشل كل أوجه الحياة، ويرفض الخضوع لحكم الدولة اللبنانية. انه جزء من البرلمان اللبناني لكنه يريد فرض ارادته باعلان الحرب والسلام من جانبه وحده في اي وقت، ويستخدم لبنان ساحة لمصلحته الخاصة".

ورأى ان الرئيس السوري بشار الاسد "مستعد للقيام بأي شيء لتقويض المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو يسمح لحزب الله بتهريب الصواريخ الى لبنان. وبالنسبة الى سوريا فان لبنان هو مجرد محافظة تابعة لها. اما بالنسبة الى الايراني المجنون (الرئيس محمود) احمدي نجاد، فان لبنان مجرد ساحة يمكن استخدامها ضد الاسرائيليين والاميركيين، وهو يحاول تدريجا اقامة دولة حزب الله في لبنان".

وختم: "لبنان في حال من الشلل ولن ننعم بالاستقرار والسلام ما دام هؤلاء الجزارون موجودين هنا، لبنان في ازمة وجودية ونحن نسعى الى البقاء دولة مستقلة وديموقراطية، وهناك خوف من ان تختفي هذه الدولة في ظل اعمال القتل من السوريين والايرانيين وحلفائهم".

من جهة اخرى، رأى جنبلاط في حديث الى صحيفة "السياسة" الكويتية "ان هناك مفترق وجود بين لبنان دولة ديموقراطية حرة سيدة وساحة مفتوحة يريدها حسن نصرالله وبشار الاسد و(مرشد الجمهورية الايرانية علي) الخامئني وكل من لف لفهم تستخدم عند الضرورة لتحسين شروط التفاوض مع اسرائيل"، متهما الامين العام لـ"حزب الله" بـ"تشريع البلاد لشتى انواع المغامرات"، وسأل: "لماذا لا ينقل نصرالله سلاحه وعتاده الى كفرسوسة وقطنا وجبل الشيخ لتحرير الجولان؟"، وقال "لا النظام السوري ولا الجمهورية الاسلامية يعترفان بأن هناك بلدا اسمه لبنان وله الحق في الحياة".

وبالنسبة الى اغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية، اشار الى "ان هناك احتمالين لا ثالث لهما: اما ان تكون المخابرات الاسرائيلية استطاعت اختراق الامن السوري واما ان النظام السوري ضحى بمغنية كما ضحى في الماضي بـ"الزعيم الكردي الانفصالي اوج الان وكما ضحوا بـ"كارلوس" من اجل صفقة معينة مع اسرائيل، لأن توقيت الاغتيال يثير الاستغراب، في وقت كان (المفاوض السوري) ابرهيم سليمان في تركيا يجري محادثات مع احد المسؤولين في الخارجية الاسرائيلية". واستغرب "الخجل السوري من المشاركة في دفن مغنية".

وفي الوضع السياسي رفض المثالثة، معتبرا انها "طعن للطائف"، وأبدى ملاحظات على اللجنة الرباعية، مفضلا الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي "قد نتوصل معه الى نتيجة".

واشار الى "ان قوى 14 آذار لم تذهب الى خيار النصف زائدا واحدا لأنها احرص بكثير مما تسمى المعارضة على السلم الاهلي، متهما المعارضة بـ"توزيع السلاح يمينا ويسارا، فيما 14 آذار لا تريد ان تدخل البلاد في مغامرة جديدة".

وذكر بتاريخ اسرائيل "المعهود في الصفقات مع سوريا كما جرى عام 1976 وكيف اتفق على الخطوط الحمر، وسمح آنذاك لحافظ الاسد باجتياح لبنان وتدمير اليسار اللبناني والتدمير المنهجي لمنظمة التحرير الفلسطينية"، مكررا ان "بشار الاسد يعرض خدماته على اسرائيل واستعداده لتصفية بعض الرموز في مقابل عودته الى لبنان".

وفي موضوع الفتنة المتنقلة في بعض احياء بيروت، رفض تحميل الجيش مسؤولية ما جرى. واضاف "اذا ادى الامر الى اطلاق النار على اي جمهور مشاغب سواء من 14 آذار او من 8 آذار، فلا يجوز التأثير على معنويات الجيش".

وقال: "آن الاوان للجلوس معا، نحن في 14 آذار وعقلاء الطائفة الشيعية للبحث في مستقبل لبنان، لأن نصرالله يأخذ هذه الطائفة الى غير مكان وجودها ويحاول ان يجردها من لبنانيتها بعدما عسكروا القسم الاكبر منها وحولوا الافراح سوادا". وانتقد "تحويل عاشوراء معسكر قتال".

ونصح للسيد نصرالله "الذي فقد اعصابه في تأبين مغنية بالتنبه الى نفسه" لأن النظام السوري الذي صفى مغنية قد يستغني عن خدماته"، متوقعا "مزيدا من الاغتيالات ما دام النظام السوري موجودا بأحقاده وبعدم اعترافه بلبنان".

وقد استقبل جنبلاط امس ديبلوماسيين روسي واميركي في كليمنصو، السفير الروسي سيرغي بوكين وزوجته واستباقهما للغداء في حضور السيدة نورا جنبلاط.

كما استقبل القائمة بالاعمال الاميركية ميشيل سيسون، في حضور وزير الاتصالات مروان حماده.