لم يعر المسؤولون السوريون أهمية تذكر للإجراء الأمريكي الأخير بتجميد أموال عدد ممن أسمتهم الولايات المتحدة "مسؤولين ومتنفذين" بالبلاد ومنع التعامل معهم، ورغم تقليلهم من شأن هذا الإجراء الأمريكي إلا أنهم توقفوا عند توقيته ودوافعه
ومن جهته نفى مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، صابر فلحوط، في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء وجود أي علاقات اقتصادية بين سورية والولايات المتحدة بشكل عام، وقال "ليست هناك بشكل عام أموال أو مصالح اقتصادية لسورية يمكن للولايات المتحدة أن تضغط من خلالها أو تؤثر فيها، فالعلاقات الاقتصادية الأمريكية السورية شبه معدومة"، على حد وصفه
وحول تجميد الولايات المتحدة لأموال رامي مخلوف وغيره قال "لقد صرّحت هذه الشخصيات في وسائل الإعلام بأن ليس لديهم فلس واحد في المصارف الأمريكية"، وعليه "إن استطاعت الولايات المتحدة أن تحجز أموالهم فهي حلال عليها" وفقاً لتعبيره
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية جمدت أصول رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد ومنعت الأفراد والشخصيات الاعتبارية في الولايات المتحدة من إجراء تعاملات معه لأنه استفاد من الفساد والمحسوبية و"استخدم الترهيب وروابطه الوثيقة بنظام الأسد للحصول على مزايا في مجال الأعمال". ويأتي تجميد أموال مخلوف توسيعاً للعقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد سورية التي بدأت منذ سنوات
ورأى فلحوط أن الولايات المتحدة رغم ذلك لم توفق في اختيار توقيت هذه الإجراءات وقال "أعتقد أن اختيار الزمان لمثل هذه الضغوط والإساءات المتعمدة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية قد أخطأت الهدف بتقديري الشخصي"، لأن "اللعبة مكشوفة، ومحاولة النيل من سمعة سورية أفراداً عاديين أو مسؤولين هي أسلوب قديم اتبعته الإدارة الأمريكية سابقاً بهدف الضغط على الموقف السوري الذي مازال لا يحني رأساً أمام العواصف الأمريكية"، وشدد على أن سورية "مازالت رقماً صعباً ومتميزاً في مواجهة السياسة الأمريكية في المنطقة وخاصة في فلسطين ولبنان والعراق"، وفق تعبيره
ويعتبر مخلوف من كبار أغنياء سورية، ويمتلك مجموعة مؤسسات واستثمارات في البلاد وخارجها، منها في سورية شركة اتصالات وأسواق حرة وشركات إنشاءات ضخمة وشركة طيران وشركة قابضة تستثمر في الفنادق والمطاعم والعقارات والطاقة، وغيرها من الاستثمارات غير المحدودة
وقال مساعد وزير الخزانة المكلف مكافحة الإرهاب ستيوارت ليفي "إن رامي مخلوف لجأ إلى الترهيب وأفاد من علاقاته الواسعة بنظام الأسد للحصول على امتيازات اقتصادية على حساب السوريين العاديين"
وهذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الإدارة الأمريكية قراراً بفرض عقوبات على متنفذين ورجال أعمال سوريين، فيما كانت سابقاً تتخذ إجراءات مشابهة بحق مسؤولين مدنيين وعسكريين "بسبب دعمهم للإرهاب ولزعزعتهم الاستقرار" في المنطقة
وانضم مخلوف لعدد معتبر من أقرباء الرئيس السوري الذين جمدت الولايات المتحدة أموالهم لديها وفرضت عليهم حظر تعامل، منهم آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية (صهر الأسد)، وزهير شاليش (ابن عمته) آصف شاليش (حفيد عمته)، وحافظ مخلوف العقيد في المخابرات العسكرية (ابن خاله)، ومن من المقربين جداً للرئيس السوري اللواء محمد ناصيف معاون نائب الرئيس فاروق الشرع، ورستم غزالة رئيس الاستخبارات في لبنان سابقاً، ووزير الداخلية السابق اللواء غازي كنعان
كما كانت الولايات المتحدة فرضت حظراً للتعامل وتجميداً لأموال مؤسسات وشركات سورية منها (سيس انترناشيونال) لأقارب الأسد، القوات البحرية والجوية، لجنة الإمداد في الجيش، مؤسسة معامل الدفاع، المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، معهد الإلكترونيات، وهيئة المواصفات والمقاييس
وتشهد العلاقات بين دمشق وواشنطن حالة من التوتر منذ سنوات، بعد أن قامت الأخيرة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على الأولى في إطار قانون "المحاسبة" الذي صادق عليه الكونغرس الأمريكي، وكذلك بسبب الاتهامات التي توجه من قبل واشنطن والتي تدعي بأن دمشق "تقوض الأمن في العراق ولبنان" و"تدعم حركات إرهابية فلسطينية"، وتقوم مع إيران وكوريا الشمالية بإعداد برامج تسليح وصفتها بالغامضة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية