مجلس الأمن يدين الإعتداء على السفارات في بلجراد

ندد مجلس الأمن الدولي بقوة باعتداء متظاهرين صرب غاضبين على السفارة الأمريكية وسفارات أخرى في العاصمة الصربية بلجراد، ويصفها بانها "إعتداءات من قبل عصابات".

ووجه البيت الابيض انتقادات قاسية للحكومة الصربية، وقال إن السفارة الامريكية هوجمت من قبل "عصابات" وأن الشرطة الصربية لم تفعل ما يكفي لإيقاف هذا الاعتداء.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض، دانا بيرينو، من على متن طائرة سلاح الجو رقم 1، إن الولايات المتحدة عبرت عن "قلقها وعدم رضائها" للحكومة الصربية لأن الشرطة لم تمنع العنف الذي طال السفارة.

وكان مئات المتظاهرين الصرب الغاضبين هاجموا سفارة الولايات المتحدة وسفارات أخرى في بلجراد، احتجاجا على الدعم الغربي لاستقلال كوسوفو.

وقد اقتحم المحتجون مجمع السفارة الأمريكية وأشعلوا جزءا من السفارة. كما هاجموا السفارات البريطانية والكرواتية والتركية.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية إنه تم التأكد من سلامة طاقم السفارة الامريكية في بلجراد.

أما وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليباند فقال إن طاقم السفارة البريطانية في بلجراد بخير وأن الدمار الذي لحق بمنى السفارة كان محدودا، مضيفا أنه يتوقع أن تقوم الحكومة الصربية بحماية السفارة.

وجاءت أحداث العنف هذه بعد مظاهرة سلمية شارك فيها 150 ألف شخص على الأقل خارج مبنى البرلمان الصربي.

ويقول مراسل بي بي سي في بلجراد نك هاوتن إن الساحة الرئيسية في العاصمة الصربية مليئة بالدخان والغاز المسيل للدموع، وذلك بعد أن شهدت خطابا محتدا لرئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشه يدين فيه استقلال إقليم كوسوفو.

وقد اغلقت المدارس والجامعات ليوم واحد، كما تبرعت شبكة السكك الحديد الصربية بنقل المشاركين الى مكان انطلاق التظاهرة مجانا، وذلك لتشجيع اكبر عدد من الناس على المشاركة.

والقى رئيس الوزراء كلمة في الحشود من منصة كبيرة مقابل مقر البرلمان الصربي، غطتها رايتان كبيرتان لصربيا وعلق عليها شعار "كوسوفو هي صربيا".

وتساءل كوستونيتشه: "هل هناك شعب آخر على الارض تطلب منه القوى الكبرى التخلي عن هويته واخوته؟" واضاف: "لن يكون لأي كان في صربيا الحق بالموافقة على ذلك؟"

كما قال توميسلاف نيكوليتش زعيم الحزب القومي الراديكالي: "لن نرتاح حتى تعود كوسوفو تحت سيطرتنا. هتلر لم يستطع اخذ كوسوفو منا، ولن تستطيع ذلك القوى الغربية".

حماية السفارة

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك قد حث السلطات الصربية على حماية السفارة، مضيفا ان السفير الامريكي كان في منزله عند وقوع الحادث وكان على اتصال بالمسؤولين الامريكيين.

اما السفير الامريكي لدى الامم المتحدة زلماي خليلزاد فقد قال انه غضب جدا لما جرى في السفارة الامريكية في بلجراد، وقال انه سيطلب من مجلس الامن الدولي ادانة ما جرى.

وكان المئات من جنود الاحتياط تجمعوا عند نقطة حدودية بين صربيا وكوسوفو منشدين "كوسوفو لنا. كوسوفو هي صربيا"، كما القوا الحجارة على الشرطة وقوات حفظ السلام التابعة للناتو.

لكن مراسل بي بي سي نك ثورب قال ان هؤلاء المحتجين انسحبوا عادوا ادراجهم وان الهدوء ساد المنطقة الآن.

يذكر ان محتجين دمروا مركزين حدوديين واحرقوهما يوم الثلاثاء.