أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السنيورة : القمة العربية مهددة في غياب حل لازمة لبنان

قال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة يوم الثلاثاء إن القمة العربية المقررة الشهر القادم في سوريا ستفقد جزءا كبيرا من أهميتها اذا لم يتم التوصل لحل للازمة السياسية في لبنان بحلول موعدها.

وانتخاب رئيس جديد للبنان متعطل منذ نوفمبر تشرين الثاني وقال السنيورة لرويترز في مقابلة ان جهودا تبذل لشغل المنصب ومنع حدوث فراغ في السلطة بعد اسوأ اشتباكات في الشوارع منذ الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990.

ويخوض الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا والذي ينتمي اليه السنيورة صراعا على السلطة بدأ قبل 15 شهرا مع المعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وايران.

وقال السنيورة انه في غياب رئيس لبناني ومع وجود احتمال قيام زعماء عرب بمقاطعة القمة تضامنا مع لبنان فستفقد القمة قيمتها.

واعرب عن اعتقاده في أن غياب التمثيل اللبناني على المستوى الرئاسي بالقمة سيفقدها قدرا كبيرا من أهميتها.

واضاف السنيورة الذي يزور بريطانيا لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء جوردون براون أن هذه القمة ينبغي أن يحضرها جميع الرؤساء وكل الدول العربية.

ويقول دبلوماسيون ان من غير المرجح أن يشارك العاهل السعودي الملك عبد الله في هذه القمة العربية السنوية اذا لم تحل الازمة السياسية في لبنان.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان من المحتمل ألا تشارك دول عربية من بينها السعودية بتمثيل رفيع المستوى أو حتى تقاطع القمة قال السنيورة انه لم تصدر أي قرارات.

وقال "أنا بداية لست مخولا بالحديث بالنيابة عن أي من الدول العربية. ولكن ما يتناهى الى علمنا أن هناك رغبة شديدة وصولا الى حد الاصرار على أن يصار الى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بحيث يتمثل لبنان برئيس للجمهورية. لذلك أعتقد أن أمامنا عدة أسابيع قليلة يصار الى بت هذا الامر بحيث يمكن أن يعرف ماذا ستكون عليه النتيجة لجهة عقد القمة وعلى أي مستوى وحول من سيكون التمثيل اذا كان بالنسبة الى الدول العربية أو بالنسبة للبنان."

وأضاف أن لبنان لم يطلب من أي دولة مقاطعة القمة.

وتابع بشأن القمة المقرر انعقادها في دمشق في نهاية مارس اذار أن لبنان ينبغي أن يمثله رئيس وأن كل العرب يتوقعون أن يمثل لبنان على مستوى رئاسي.

واستطرد رئيس الوزراء اللبناني يقول ان هذا ما تسعى اليه الحكومة ويحاول اخرون تسهيله وهو انتخاب الرئيس وازالة جميع العقبات التي توضع من داخل وخارج لبنان.

وبرزت السعودية في السنوات الاخيرة كقوة عربية رائدة حيث مكن ارتفاع اسعار النفط المملكة الحليفة للولايات المتحدة من لعب دور قوي في تسوية النزاعات الاقليمية.

وألقت الرياض بثقلها وراء حكومة السنيورة وتوسطت بين دمشق وبيروت.

غير أنه مع تصاعد التوترات بين لبنان وسوريا حذرت السعودية مؤخرا مواطنيها من السفر الى لبنان بسبب تدهور الاوضاع الامنية والتوتر في العلاقات بين البلدين بخصوص لبنان.

كما أغلقت فرنسا وهي حليف اخر للسنيورة مركزين ثقافيين في لبنان لنفس الاسباب.

وقال السنيورة ان كلتا الخطوتين نجمتا عن تصاعد اللهجة الخطابية داخل لبنان والتي أدت الى اضطرابات بالشوارع.

واضاف أن التهديد الذي أطلقه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بتحويل الصراع مع اسرائيل الى "حرب مفتوحة" زاد الاوضاع سخونة محليا واقليميا.

وتابع "هذا أمر ليس فيه مصلحة على الاطلاق لا لحزب الله ولا للبنان ولا للقضايا العربية ولا لقضية الاسلام. لان ذلك يعني فتحا لحرب مفتوحة أينما كان في كل مكان في العالم. وهذا الامر لا أعتقد أن السيد حسن يريده."

وقال ان لبنان دفع بالفعل ثمنا باهظا لهجمات شنها حزب الله ضد أهداف أمريكية وغربية في اشارة ضمنية الى عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله الذي قتل الاسبوع الماضي في انفجار سيارة ملغومة بدمشق.

واتهم حزب الله وايران اسرائيل باغتيال مغنية. لكن اسرائيل رفضت الاتهام رغم أن جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) كان يسعى منذ فترة طويلة لقتله.

واتهم مغنية بالوقوف وراء تفجيرات في عام 1983 استهدفت السفارة الامريكية وقوات حفظ سلام من مشاة البحرية الامريكية وقوات فرنسية في بيروت كما اتهم بالمسؤولية عن خطف طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية ( تي.دبليو.ايه) وكذلك خطف غربيين في لبنان في الثمانينات.

وتتهم اسرائيل مغنية بالتخطيط لتفجير مركز يهودي في بوينس ايرس عام 1994 وبالتورط في تفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992.

وانتهت الحرب الاهلية في لبنان عام 1990 باتفاق سلام تم التوصل اليه بوساطة سعودية غير أنه وصل الى أضعف حالاته منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005.

ويتهم الائتلاف الحاكم سوريا باغتيال الحريري كما قتلت شخصيات لبنانية أخرى مناهضة لسوريا منذ اغتياله. وتنفي سوريا اي تورط لها في تلك الحوادث.


رويترز
(118)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي