أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد نصف قرن ... كاسترو يتنحى عن منصبه ؟

:" إلى مواطني الأعزاء الذين شرفوني بانتخابي عضوا في البرلمان ، أكتب إليكم لأقول إنني لا أتطلع ولن أقبل، وأكرر لا أتطلع ولن أقبل منصبي رئاسة مجلس الدولة ورئاسة أركان الجيش".

فى حدث توقعه المراقبون عقب تسليمه مقاليد السلطة لأخيه راؤول بعد مرضه أعلن الرئيس الکوبي فيدل کاسترو (81 عاما) اليوم الثلاثاء تخليه عن رئاسة كوبا وعن قيادة القوات المســـلحة بعد تــوليه هذا المنــصب لحوالي نصف قرن.


 
وقال كاسترو في بيان بهذا الشأن نشره الموقع الألکتروني لصحيفة "جرانما" الرسمية :" إلى مواطني الأعزاء الذين شرفوني بانتخابي عضوا في البرلمان ، أكتب إليكم لأقول إنني لا أتطلع ولن أقبل، وأكرر لا أتطلع ولن أقبل منصبي رئاسة مجلس الدولة ورئاسة أركان الجيش".

 

 

وقال كاسترو :" إن أولى واجباتي تقضي بألاّ أتمسك بمهماتي وألاّ اقطع الطريق أيضا على أشخاص أصغر سنا، لکنها تدعوني إلى تقديم تجاربي وأفکاري التي تأتي قيمتها المتواضعة من الحقبة الاستثنائية التي کان مقدرا لي أن أعيشها".

 

 

من هو كاسترو ؟

 

 

فيدل أليهاندرو كاسترو

 

 

ولد في 13 أغسطس / أيار عام 1927 في مزرعة قصب السكر التي يملكها والداه بالقرب من مدينة بيران في القطاع الشرقي من جزيرة كوبا. وكان والده مهاجرا إسبانيا، بدأ حياته كعامل ثم صار مالكا لـ 23000 فدان من الأراضي الزراعية.

 

 

أمضى كاسترو طفولته في تلك المزرعة، وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بإرساله إلى المدرسة. وهكذا ارتحل إلى سانتياجو حيث بدأ دراسته في المدارس اليسوعية.

 

 

انتسب أولا إلى مدرسة دولوريس الابتدائية عام (1933) ، ثم معهد لا سال، وعند بلوغه الخامسة عشرة (1942) دخل معهد بيلان في هافانا متابعا دروسه الثانوية.

 

 

كان كاسترو تلميذا بارعا، ورياضيا متفوقا، وقد حصل على جائزة أفضل رياضي عام 1944.

 

 

وفي عام1945 التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950. ثم عمل كمحامي في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولجينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها ،مما دفع كاسترو لتشكيل قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو وحكمت المحكمة عليه بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في مايو 1955، ونفي بعدها إلى المكسيك ، حيث كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة ، والتحق الثورى تشي غيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح جزء من تلك المجموعة الثورية .

 

 

حركة 26 يوليو

 

 

وعلى متن قارب شراعي ، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت زمرته بحركة 26 يوليو ، و تحرك كاسترو عسكرياً مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند مروهم على الشاطئ ودخولهم كوبا ، وعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية.

 

 

وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو كاسترو ثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة تشي جيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة جيفارا ثلاثمائة .

 

 

وبذلك اصبحت كوبا أول بلد يعتنق الشيوعية في العالم الغربي.

 

 

و لم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم قيامه بتأميم الاراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار ، لكن بعد انتصار الثورة قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفيرسون والرئيس أبراهام لينكون ، و ذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في جواتيمالا ، و بعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية والمصارف وتوزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.

 

وسارعت الولايات المتحدة الامريكية على اثر ذلك بالاعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة وكلف كاسترو أحد البرجوازيين برئاسة الحكومة ، تفاديا لضربات السياسة الامريكية المعادية للشيوعية والاشتراكية ، وسرعان ما بدأت العلاقات الامريكية الكوبية بالتدهور عندما قيامه بتأميم ممتلكات الأمريكيين.

 

 

وبحلول عام 1960 كانت معظم ممتلكات الأمريكيين في كوبا قد أممت ، فيما راحت الحكومة الكوبية تتقرب من الاتحاد السوفيتي وسواه من الدول الشيوعية، الأمر الذي أثار حفيظة أمريكا فقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع هافانا .

 

دعوة أمريكية للتغيير

 

 

كان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أعلن فى الخامس والعشرين من أكتوبر / تشرين من العام الماضي انه يتطلع الى عالم لا يحكم فيه فيدل كاسترو، داعيا الى تحرك عالمي للتحول الى نظام ديموقراطي في كوبا التي شبه نظامها بنظام معسكرات الاعتقال.

 

 

وقال بوش في كلمة ألقاها في وزارة الخارجية الأمريكية:" حان الوقت لدعم الحركة الديموقراطية المتصاعدة في

الجزيرة. حان الوقت للوقوف الى جانب الشعب الكوبي وهو يدافع عن حريته".

 

 

وتوعد بوش بالإبقاء على الحظر الأمريكي المفروض على كوبا منذ أربعين عاما طالما ظل نظام فيدل كاسترو برأيه "يحتكر"السلطة السياسية والاقتصادية. وقال:" طالما ظل النظام يحتكر الحياة السياسية والاقتصادية للشعب الكوبي، ستبقى الولايات المتحدة على الحظر".

 

 

وجاءت ردة الفعل تلك اثر اتهام كاسترو نظيره جورج بوش بدفع العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة والتسبب في مجاعات، في مقالة نشرتها وسائل إعلام كوبية .

 

 

وتزامنت مقالة الزعيم الكوبي تحت عنوان "بوش المجاعة والموت" مع إعلان الإدارة الأمريكية عن مبادرة جديدة لكوبا ما بعد كاسترو، وحث دول الجوار لمساعدة كوبا في التحول إلى مجتمع حر.

 

 

واتهم كاسترو الرئيس الأمريكي بتهديد البشرية مراراً بحرب عالمية ثالثة، "بسلاح ذري هذه المرة"، إلا أنه لم يتطرق في مقالته إلى تفاصيل.

 

 

وتابع اتهاماته قائلاً:" مبادرة بوش الأخيرة لتحويل الغذاء إلى وقود تهدد بخطر مجاعة عالمية"، في إشارة إلى دعم الرئيس الأمريكي إلى مشاريع الوقود العضوي لإيجاد مصادر طاقة بديلة.

 

 

كما اتهم كاسترو واشنطن في سبتمبر / ايلول العام الماضي بانها خدعت الرأي العام العالمي واخفت معلومات حول ما حدث فعلا خلال هجمات 11 سبتمبر / ايلول .

 

ونقل موقع قناة "العالم" الاخباري عن الزعيم الكوبي:" مرت ست سنوات طويلة على هذه الحادثة الاليمة. علمنا انه حصلت عملية تشويه متعمدة للوقائع والاخطر في كل ذلك اننا لن نعرف على الارجح ما حصل فعلا".

 

 

وعدد كاسترو في مقاله "الامبراطورية والكذب" سلسلة من الادعاءات التي تكذب برأيه، الرواية الامريكية للاحداث ولا سيما الهجوم على البنتاجون موضحا:" لقد خدعنا شأننا في ذلك شأن كل سكان العالم".

 

 

وكتب الزعيم الكوبي يقول في المقال الذي تلي في التلفزيون خلال برنامج "الطاولة المستديرة"، "الحسابات حول البنية الفولاذية وقوة صدمة الطائرة والصناديق السوداء وما كشفت من معلومات لا تتطابق مع معايير خبراء الرياضيات والهزات وخبراء المعلوماتية".

 

 

وقال كاسترو:" انه لم يسمع يوم وقوع الهجمات ان في الطوابق السفلى للبرجين حوالي 200 طن من الذهب. والاوامر صدرت لاطلاق النار على اي شخص يحاول الدخول بالقوة".

 

 

عميد الحكام فى العالم

 

 

وقد تحدث الباحث الفرنسى بيير ريجولو مدير معهد التاريخ الاجتماعى فى باريس في كتابه "غروب الشمس على هافانا" عن الحياة السياسية والاجتماعية لكوبا فى عهد كاسترو ووصف كاسترو بأنه " عميد الحكام فى العالم كله " .

 

 

وقال الكاتب " الشئ المؤكد هو أنه سواء أكان كاسترو ميتاً أم حياً فإن شبحه سوف يظل يحوم على كوبا لفترة طويلة من الزمن، فلا أحد يستطيع الحلول محله بصفته شخصية أسطورية حكمت البلاد طيلة نصف قرن تقريبا، ولا أحد يستطيع أن يحل محل أب الأمة الكوبية ومؤسّسها، ومدشن النظام الاشتراكى فيها.

 

ولكن بالمقابل لا أحد يتمنى فى كوبا أن يستمر وجود كاسترو حتى ولو على هيئة شبح! فالجميع يحلم بالتغيير بعد كل هذا العهد الشيوعى الطويل، فقد مل الناس من الشعارات الايديولوجية والأفكار الشيوعية التى سقطت فى كل مكان ما عدا فى كوبا وكوريا الشمالية إن الناس بدأوا يحلمون بالتغيير والانتقال إلى العهد الديمقراطى التعددى الذى أخذ يسود فى معظم مناطق العالم بما فيها أميركا اللاتينية " .

 

 

 

أزمات شهيرة

 

وقد مرت العلاقات الامريكية ـ الكوبية بالعديد من الازمات الشهيرة التى ربما كانت منعطفا هاما في شكل تلك العلاقات منها :

 

أزمة خليج الخنازير " أزمة الكاريبي" 

 

كان جهاز الاستخبارات الامريكية " CIA " قد أعد خطة للهجوم على كوبا في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور ، وذلك بإرسال مجموعات من الكوبيين المهاجرين في هجوم لاحتلال جزيرة كوبا بدعم من الجيش الأمريكي الا ان الخطة نفذت فى عهد الرئيس الامريكي جون كنيدي الذي امر فور توليه الحكم بتنفيذها وذلك في إبريل / نيسان عام 1961 .

 

لكن الهجوم البرمائي على خليج الخنازير فشل فشلا ذريعا باعتراف كنيدي نفسه.

 

كاسترو يستقبل الرئيس الفنزويلي على فراش المرض

أزمة الصواريخ

 

في أكتوبر/ تشرين الأول 1962 اكتشفت المخابرات الأمريكية أن السوفييت يبنون قواعد لصواريخ هجومية في كوبا واعتبر الرئيس الامريكي جون كنيدي أن وجود صواريخ للمعسكر الشرقي على بعد أقل من مائة ميل من حدوده يعتبر تحديا واستفزازا متعمدين فأمر البحرية الأمريكية بمحاصرة جزيرة كوبا برا وبحرا وتفتيش كافة السفن والطائرات المتوجهة إليها ومصادرة أي أسلحة هجومية مرسلة إليها وأصبح العالم على حافة حرب نووية لكن التدخلات أدت إلى فك الحصار مقابل وعد الاتحاد السوفييتي بعدم إرسال أسلحة إلى كوبا من شأنها أن تهدد الولايات المتحدة وقيام الاتحاد السوفيتى بتفكيك تلك الصواريخ .

 

 

حرب كلامية مع اسرائيل

 

كما نشبت ازمة حادة بين إسرائيل وكوبا فى الخامس من شهر فبراير الجارى اثناء جلسة الامم المتحدة ، بعدما هاجم السفير الكوبي لدى الامم المتحدة السياسة الاسرائيلية وحملها نتيجة تردي الاوضاع بقطاع غزة، وادان في خطابه الذي القاه باسم دول عدم الانحياز السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين، إلا أن السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة اعترض بشدة على هذه الاتهامات زاعما ان هذا راي كوبا وليس راي دول عدم الانحياز.

 

 

وبدأ الأستياء الإسرائيلي بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"بعد ان القى السفير الكوبي "رودريجو ملميرقديا" كلمته، وطالب السفير الإسرائيلي رئاسة المجلس بالرد الذي تسائل خلاله " ماذا تمثل مجموعة عدم الانحياز بعد انتهاء الحرب الباردة؟؟"

 

 

ولم تنته المواجهة السياسية الاسرائيلية الكوبية الى هذا الحد واخذت منحى جديدا بعد ان دافع السفير الكوبي عن موقفه وارسل بشكوى الى رئيس الجلسة والى ممثلي دول عدم الانحياز بالمجلس عبر فيها عن غضبه من تصريحات السفير الاسرائيلي والتي وصفها بالمسيئة والمضللة".

 

 

وفي رد فعله على خطاب السفير الكوبي اشار الوفد الاسرائيلي برسالة علاها التساؤل "باسم من يتحدث هذا السفير"؟ وهل هو يمثل نفسه ، ام دول اخرى منها فيتنام وبنما دانتا "الارهاب" الفلسطيني. واكدتا على حق اسرائيل في الرد ولم يشتركا في الصيغة التي القاها السفير الكوبي".

زمان الوصل - وكالات
(148)    هل أعجبتك المقالة (152)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي