نشر موقع (womensenews) الإليكتروني الغربي المتخصص بقضايا المرأة، ذكريات صاعقة اختزنها ذهن ناشطة سورية، رغم ما بذلته من محاولات يائسة لمحو تلك الصور المفجعة.
الناشطة التي يتفرد "زمان الوصل" بترجمة قصتها كما هي، ويتحفظ على اسمها، ومعظم الأسماء الصريحة المذكورة في شهادتها، تعرضت للسجن في معتقلات النظام السوري، على خلفية مشاركتها في تظاهرة سلمية كانت تحمل فيها لافتة تقول: "فقط في سوريا.. العقل المفكر عقل مسجون".
الناشطة كشفت أنها عاشت عقب خروجها من المعتقل حالة من الجحيم، كادت تودي بها إلى "الهستيريا" جراء ذكريات سوداء لم تكن تملك طردها، رغم التعليقات المواسية التي أكدت لها أنها "ستنسى"، وأن "الأمر طبيعي"، وأنها "أزمة وستمر".
تعقب الناشطة على هذه العبارات المواسية: لم يمر شيء، ولم أنس ما حدث، فما زالت الصور ماثلة أمامي حتى اللحظة.. لم أنس أبدا "أم تيم" التي استدعاها المسؤول المناوب إلى مكتبه في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ثم رجعت إلينا مصابة بصدمة كاملة، بعد اغتصابها مرتين متتاليتين بشكل وحشي.. لم أنس وجهها، ولادموعها، ولا صوتها المتهدج: "يارب، يالله".
لم أنس وجه "م.و" عندما أخبروها أن العاشرة صباحا من يوم الغد، هو موعد تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها!
ما نسيت صوت "و.ك"، عندما طلبت مني أن أنظر إلى ظهرها الذي ضربه الجلادون.. ما نسيت علامات الضرب والكدمات على ظهر الشابة العشرينية.
لم أنسكِ يا "إ" ولن أنسى جسمك المتشنج وقت انتابتك نوبة الصرع الأولى، وكيف كان السجان يصب جام لعناته عليك، صارخا: "أنت تمثلين وتكذبين.. لم يصبك شيء، انهضي"!
لم أنسك "ث. س"، عندما توقفت عن التنفس جراء الضرب، وكيف كنا نصرخ ونطرق الباب بعنف لاستدعاء طبيب، لكن لا حياة لمن تنادي.. لن أنسى عبراتك السخية التي كنت تسكبينها عند ذكر أطفالك؛ لن أنساك لأنك كنت كأمي.
"ث.س"، "أم تيم"، "م. و"، "إ"، "س. ح"، "س. ش"، "و.ك"، "ع.خ".. لن أنساكن، فالعديد منكن ما زلن رهينات الجحيم، في المعتقل.
وجوههن تتعقبني. صراخ آلامهن يتردد في أذنيَّ... هنّ في كل مكان أنظر إليه، ينادين، يصرخن، فليس هناك أحد يوصل أصواتهن، باستثناء من كن مسجونات معهن وتم الإفراج عنهن؛ بفضل الله ورحمته فقط.
لن أنسى هؤلاء النسوة.. فهن "يعشن" موتا يوميا خلف القضبان، فكن معهن يالله.
ترجمة: زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية