أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خامنئي ينقل عن القائد في "حزب الله" إنه "ابن الخميني"

ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في موقعها على الأنترنت نقلاً عن مصادر استخباراتية إسرائيلية ان دائرة العمليات الخارجية الخاصة في الإستخبارات الإسرائيلية (الموساد) هي التي اغتالت القائد العسكري والأمني في "حزب الله" عماد مغنية بتفجير سيارة به في دمشق الثلثاء الماضي. وقدمت الصحيفة رواية لعملية الإغتيال، مختصرها أن المنفذين هم ثلاثة عملاء للموساد دخلوا سورية بصفتهم سياحاً آتين من اليونان وإيطاليا من أثينا وروما وكانوا يحملون جوازات سفر إيرانية. وبعد انتهاء العملية المكلفين بها بنجاح اتجهوا على الفور إلى مطار دمشق الدولي وغادروا سورية إلى أحد البلدان ومنه إلى إسرائيل.

وفي ردود الفعل المستمرة، قال مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي خلال خطبة ألقاها في في محافظة أذربيجان الشرقية إن عماد مغنية "هذا الشهيد الذي استشهد علي يد الصهاينة كان يعتبر نفسه ابنا للإمام الخميني ويفخر بذلك، لإن الإمام أحيا هذا الشهيد والشباب اللبنانيين والفلسطينيين الآخرين وبعث فيهم روحاً جديدة".

وأضاف إن "الشعارات والقيم الثورية وصمود الشعب الإيراني على مبادئه تعتبر مفخرة للكثير من المسلمين في العالم، معتبراً أن "الهزيمة النكراء والذليلة التي لحقت بالكيان الصهيوني وأميركا في حرب الـ 33 يوما ( صيف العام 2006) التي شنها ضد لبنان في مقابل عدد قليل من الشباب المؤمن والذين لا يملكون سوى معدات وأسلحة عادية، هي نموذج من تأثيرات الثورة الإسلامية ونهضة الإمام الخميني".

وفي إسرائيل قال وزير الدفاع ايهود باراك خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان "حزب الله" قد يرد قد يرد على اغتيال مغنية بمساعدة ايران وسورية، وليست لاسرائيل اي مصلحة في التصعيد لكنها تستعد لذلك في ضوء آخر التطورات". واعتبر ان "اغتيال مغنية ضربة قاسية لحزب الله والارهاب الدولي. لقد كان مسؤولا عن مقتل مئات المدنيين والجنود من جنسيات مختلفة خلال العقد الاخير. وأعتقد ان ايجاد خلف له سيستلزم بعض الوقت. واظن ان سورية وحزب الله وايران يعلمان جيدا من يقف وراء اغتياله". ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل.

تحليلان من إسرائيل

وفي مجال التحليل الصحافي، كتب المتخصص في الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" جدعون ليفي أن "من قتل مغنية يلعب مرة أخرى بنار خطرة" وأنه "مسّ بأمن إسرائيل". وأضاف: "إذا كانت إسرائيل اغتالت مغنية فيتوجب عندها طرح السؤال حول ما إذا كان هناك عقلانية في العملية، وإن لم تكن هذه إسرائيل فمن الأفضل أن تسارع أجهزة مخابراتنا الممجدة إلى محاولة إثبات ذلك قبل الكارثة المقبلة". وحذر من أن "سلسلة اغتيالات "رؤوس الحراب" بأيدي إسرائيل، من (المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية)علي سلامة وأبو جهاد (أي القيادي الفلسطيني خليل الوزير)، مرورا بعباس الموسوي (أمين عام حزب الله السابق) ويحيى عياش (خبير المتفجرات الفلسطيني الملقب بالمهندس) وحتى (زعيمي حماس السابقين) الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وجميعها 'عمليات' احتفل بها الإسرائيليون علنا في لحظة حلوة ومسكرة، لكنها لم تجلب حتى الآن سوى عمليات انتقام قاسية ومؤلمة لإسرائيل واليهود في العالم ونمو عدد لا حصر له من البدلاء (لمن تم اغتيالهم) ليسوا أقل من سابقيهم وأحيانا تفوقوا عليهم، ومن اغتيال إلى آخر ازدادت قوة الإرهاب وتطورت".

وأضاف:"تمت تصفية يحيى عياش بواسطة هاتفه النقال؟ هذا رائع لفيلم إثارة، لكن فيلمنا انتهى بموجة عمليات انتحارية أسفرت عن مقتل أكثر من مئة إسرائيلي، فهل سأل أحد ما مرة هل كان هذا مجديا؟ ومن المذنب؟ لقد تحمسنا للهاتف النقال الذي انفجر في وجه 'المهندس' غير أن هذا انفجر في نهاية المطاف في وجهنا".

ولفت إلى مسؤولين إسرائيليين اثنين رأى أنهما يشكلان ثنائيا خطيرا "الآن لدينا ايهود باراك كوزير للدفاع ومائير داغان كرئيس للموساد، وهما من أكبر هواة التصفيات وعمليات جيمس بوند" في إشارة إلى بطل أفلام الجاسوسية الهوليوودية. وشدد على أن " مع الثنائي باراك وداغان يطفو الاشتباه الثقيل بأن يد إسرائيل مرة أخرى في هذا العمل، هذه المرة أيضا". ووصف الشعور الإسرائيلي بالانتقام بعد اغتيال مغنية بأنه "بدائي" وأن "المجتمع الذي يحتفل ويتفاخر، بقيادة وسائل إعلامه، على كل عملية اغتيال هو مجتمع في وضع صعب".

ولفت إلى مكان عملية اغتيال مغنية في دمشق وربط ذلك بعمليات سابقة في سورية. وكتب "في الصيف الأخير أتخمونا بتحذيرات لا حصر لها من الوضع الآيل للاشتعال مع سورية وبعد ذلك في 6 أيلول/سبتمبر كان القصف الغامض في شمالها والآن الاغتيال، مرى أخرى على أرض الدولة الخطيرة ذاتها".

وتساءل ليفي "أي مصلحة يخدم إذلال (الرئيس السوري) بشار الأسد؟ وإلى متى سوف يمتص هذا الإذلال ويضبط نفسه؟ وهل هذا يقربه من المفاوضات معنا، والتي نصدها بعناد، أم أنه يبعده عنا أكثر فأكثر؟ وبالنسبة إلى هدف الاغتيال: هل مغنية هو أحد الأشخاص النادرين الذين لا بديل منهم أم أن بديله ربما سيكون أخطر منه؟".

من جانبه نصح المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت ايتان هابر أولمرت وداغان وجميع الضالعين في تنفيذ الاغتيال "بعدم التأثر بكلام المديح من السياسيين والإعلاميين فهؤلاء سيستبدلون التصفيق العاصف بطوفان من البصاق والصراخ المندد إذا لا سمح الله نجحت المنظمات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله في الرد عبر توجيه ضربة شديدة لنا".

ولفت هابر، وهو سكرتير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين، إلى أنه بعد العمليات التفجيرية في الأرجنتين ردا على مقتل الأمين العام السابق ل"حزب الله" الشيخ عباس الموسوي عام 1992 "ومقتل نحو 100 إسرائيلي ويهودي وأجنبي غيرنا رأينا وسألنا على ماذا كل هذا، وهل كان ضروريا اغتيال الموسوي، وفي الأساس هل كان مجديا".

وقال إن عمليات اغتيال قادة منظمات تستمر أحيانا فترة طويلة تراوح بين أشهر وسنوات ويُرصد لها أموال طائلة،ورئيس وزراء إسرائيل لكونه المسؤول المباشر عن الموساد يرافق التحضيرات لتنفيذ الاغتيال أولا بأول حتى اللحظة التي يُطالب فيها باتخاذ قرار، والقرار له وحده فقط، بالضغط على الزناد أو الزر الذي يشغل العبوة الناسفة.

وأشار هابر إلى محاولات إسرائيل اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حرب لبنان الأولى في العام 1982 وأنه "سنحت عندها فرصة نادرة لقتله، وكان أمام منظار القناصة وعندها وصل أمر من رئيس الوزراء مناحيم بيغن أن 'توقف'".

وأضاف "يمكن أن نخمن ما مر في دماغ بيغن، كيف رأى بداخل نفسه العناوين الكبيرة (تمجده في الصحف الإسرائيلية)وربما فكّر في مئات الضحايا مجانا في أعقاب رصاصة وحيدة في ميناء بيروت

وكيف ستعقب الدول العربية ودول العالم وماذا عن السلام الإستراتيجي الذي حققه مع مصر". وخلص هابر إلى أن "ذلك القرار الذي اتخذه بيغن كان قرار زعيم وليس قرارا اتخذه رجل سياسي، ومن الجائز أن يكون هكذا هو أيضا قرار ايهود أولمرت، إذا كان هذا القرار قد اتخذه هو، والأيام والليالي والأسابيع والشهور المقبلة ستعطينا الجواب" في انتظار الرد على اغتيال مغنية

ايلاف
(109)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي