"صوت البرلمان الإيراني، لصالح إجراء تحقيقٍ فيما يتعلق بمسؤولية البنك المركزي عن هبوط العملة العام الماضي"، خبر أتى بعد أزمةٍ عاصفة يمر بها الريال الإيراني، وهو ما جعل الليرة السورية تشهد ارتفاعاً فقط مقابل الريال الإيراني بنسبة تقارب 30 %، لكن المفارقة العجيبة أنه وفي ظل هذا الظرف النقدي تضخ إيران المليارات في السوق السورية لضمان استقرار الليرة.
أنباء العملة الإيرانية وانخفاضها الحاد الذي وصل في أيلول الماضي إلى 40 %، أتت في ظل أول إعلان صريح عن تعاون نقدي بين الحكومة السورية وإيران، عبر قرضٍ بقيمة مليار دولار، اعتبره رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أنه "دفعة مالية كبيرة ستنعكس إيجاباً على قطاع الاقتصاد الوطني واستقرار الليرة في كل الاتجاهات، مؤكداً على أن الليرة السورية مستقرة من خلال التعاون في هذا القطاع".
من خزائن إيران
وفي المشهد الإيراني نجد أن أبرز القضايا والمساءلات التي يتعرض لها حالياً محافظ البنك المركزي الإيراني محمود بهمني، وفق ديوان المحاسبة الإيراني تتعلق بالتورط في عملية "سحب منتصف الليل" في آذار 2012، حينما سحب البنك المركزي مئات الملايين من الدولارات من بنوك تجارية بدون تفويض.
والتاريخ الذي ذكره ديوان المحاسبة يجعلنا نقوم بربطٍ لا بد منه، حيث ذكرنا بتاريخٍ مرت به الليرة السورية وهو يوم 8 آذار 2012 حين كسر سعر صرف الدولار الرقم القياسي ليصل إلى 110 ليرة، ومر بعدها بفترة هدوءٍ استمرت عدة أشهرٍ، ليعاود الارتفاع قبل شهرٍ تقريباً إلى حدود 104 ليرة، واستقر أخيراً على سعرٍ يتراوح بين 92 و93 ليرة، قبل القرض الإيراني الذي تم الإعلان عنه هذه المرة جهاراً نهاراً، وتزامن كل ذلك مع اتهام مشرعون البنك المركزي الإيراني بسوء الإدارة الاقتصادية والفشل في إمداد السوق بدولارات كافية لتلبية الطلب مما ساهم في دفع الريال للهبوط.
دعم آني
النتيجة التي يصل إليها أحد خبراء الاقتصاد والتي باتت واضحة من خلال أداء الحاضن والحليف الإيراني هي أن الليرة السورية اليوم تعني بالنسبة لإيران أكثر من الريال، حيث لا تمتلك الليرة المرونة في هوامش الصعود والهبوط كمرونة الريال، وبالتالي التضحية بجزء من قيمة العملة الإيرانية مقابل ضمان صمود وبقاء العملة السورية أهم ما تفكر به السلطات النقدية الإيرانية، لأن انهيار الليرة سيكون ترجمةً حقيقة لانهيار الاقتصاد، ما سيعني حسماً نهائياً لمعركة الوجود التي يخوضها النظام السوري ومن خلفه إيران، فالليرة السورية دلالتها بالنسبة لإيران باتت أكبر من دلالة العملة الإيرانية نفسها.
وإذا كان الحليف الإيراني اليوم قادراً على إمداد النظام بالبقاء سياسياً، فهذا لا يمكن أن يستمر على الصعيد الاقتصادي والنقدي، حسب ما يشير الخبير الاقتصادي فإذا كانت الآلة العكسرية أدت إلى استنزاف 18 مليار دولار لم يعد هناك شكاً في نفاذها من خزائن المركزي السوري، فلا يمكن أن يقدر الحليف الإيراني على دفع الفاتورة القادمة من احتياطاته لا سيما وأن حاجة النظام للقطع الأجنبي تتضاعف يوماً بعد يوم.
ومع أن رهان إيران حالياً هي حماية العملة السورية وضمان استقرارها إلا أن استمرار انخفاضها لا بد منه وفق ما يقول خبراء الاقتصاد، ففي مصر التي تمتلك حالياً ما يقارب 15 مليار دولار احتياطات قطع أجنبي، لم يتوقف انخفاض الجنيه رغم وديعة وصلت إلى 2 مليار دولار.
يذكر أن سعر صرف الدولار مقابل الريال الإيراني ارتفع من 15 ألف ريال إلى 35 ألف ريال، أما سعر صرفه مقابل الليرة كانت الـ 10000 ريال تساوي 40 ليرة حالياً هي أقل من 15 ليرة.
بلقيس أبوراشد - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية