أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أحلام مستغانمي..هربت من زمن البوعزيزي فاقتحمت "حماة" صفحات روايتها

كعادة بطلاتها تفتح الروائية أحلام مستغانمي باباً موارباً مع الثورة السورية، فعندما ارتكب النظام السوري مجزرة الحولة في حمص، أدانت مستغانمي على صفحتها على فيسبوك، المجزرة دون التطرق لفاعلها، وأعلنت اعتزالها الكتابة في حضرة الدم، وجاء في إدانتها: 

"مذ مذبحة الحولة ما عدت كاتبة، أنا أمٌّ تنتحب.. تلك الطفولة النائمة في لحاف دمها عرّتني من أي مجد أدبي، أصغر طفل مُسجّى في شاحنات الموت هو أكبر من أيّ كلمات قد يخطها قلمي. اسمحوا لي أن أصمت بعض الوقت. لا حبر يتطاول على الدمّ.... تجاوز دمعي ذهوله، سأكتب، رحم الله شهداء سوريا الحبيبة الصغار منهم والكبار، وعوّضهم في الآخرة بحياة أجمل من التي سُرقت منهم في هذا العالم الذي أمسى حقيراً".

وكأن فاعل المجزرة مجهول، لم تأتِ مستغانمي على ذكر الجلاد، واكتفت بالنواح على الضحية، ولكن يبدو أنَّ الكاتبة الجزائرية، تهوى فضح صفحات التاريخ أكثر من الدخول في تلافيف الحاضر، ففي روايتها التي صدرت مؤخراً عن دار نوفل، "الأسود يليق بك"، استحضرت مستغانمي أبطال وأحداث الرواية بمزاجٍ بعيدٍ عن الربيع العربي، فأحداث "الأسود يليق بك"، تدور في زمن الاحتلال الأميركي للعراق، بعيداً عن إعصار "البوعزيزي" الذي عصف بالعالم العربي.

حماة..مجزرة تفرض نفسها

إلا أنه من يقرأ الرواية، يلاحظ أنَّ الثورة السورية أقوى من أن يتم تجاهلها، لذلك كانت والدة البطلة في رواية مستغانمي سورية جنسية، وهي من حماة تحديداً، ولذلك شهدت الوالدة على مجزرة حماة التي ارتكبها نظام حافظ الأسد بحق المدنيين في ثمانينات القرن الماضي، وكأنها تعتذر للثورة عن زمن الرواية الذي لا يعاصرها.

وقد وصفت مستغانمي مجزرة حماة، في الصفحة 194 من الرواية: 

"لقد عاشت أمها الفاجعة في سنة 1982 يوم غادرت وهي صبية مع والدتها وإخوتها حماة، لتقيم لدى أخوالها في حلب، ما استطاعوا العيش في بيت ذبح فيه والدهم، وهم مختبئون تحت الأسرّة. سمعوا صوته وهو يستجدي قتله، ثم شهقة موته وصوت ارتطام جسده بالأرض، عندما غادروا مخابئهم بعد وقت، كان أرضّا وسط بركة دم، رأسه شبه مفصول عن جسده، ولحيته مخضّبة بدمه.. كانت لحيته هي شبهته، فقد دخل الجيش إلى حماة لينظفها من الإسلاميين، فمحاها من الوجود..وأضافت: كانت حماة الورعة التقيّة، تدفن ثلاثين ألف قتيل في بضعة أيام، بعضهم دَفن الوديعة في جنح الظلام.. كان ثمة زحمة موت، لذا لم يحظَ الراحلون بدمع كثير.. وحدهم الموتى كانوا يمشون في جنازات بعضهم".

وبذلك تكون مستغانمي تحدثت عن إجرام النظام السوري، دون المرور في طرقات ثورة الحرية، رغم أنها فردت سابقاً صفحات كثيرة لتمجيد الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.

عتب على قدر المحبة

لا أدري إن كان تعاطف مستغانمي، مع النازحين السوريين، الذين وفق ما قالت على صفحتها الإلكترونية، يفسدون سعادتها، وينغصون عليها قدرتها على النوم في سريرها الدافئ، تسد رمق قرائها السوريين، فأقل ما يطلبه النازحون السوريون قبل التعاطف معهم، فضح حقيقة من شردهم... ولاشك أن الحزن على ما أصابهم لن يشفي غليلهم بقدر إعلان العداء على من سبب لهم ألمهم.


لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(257)    هل أعجبتك المقالة (198)

عبدو عبدو

2013-01-19

رواية أحلام مستغانمي الأسود يليق بك لملمة من تراحيل كيلو وعلا قاته ..ومن رواية طعام ، صلاة ، حب.. ومن مسلسل أمل عرفة عشتار .. الحدث السوري مقحم فيه تجني ومغالطة بخصوص موقف الثوار من المواطنين:الثوار غرباء يقاتلون. لافغنة البلاد!!.


لبنى

2013-03-16

احلام مستغانمي تتعاطف مع كل من يدق له قلبها حبا او اسى فكيف اذا كانت الحبيبة سوريا.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي