|
د.وائل مرزا لـ"زمان الوصل": روسيا لاتقرأ التاريخ والنظام الدولي يعيش حالة نفاق ولا مبادرة واضحة للإبراهيمي

- خطاب الأسد الأخير يوضح أن على السوريين حسم أمرهم بشكلٍ نهائي دون انتظار أي حلّ من الخارج.... والحرّ سيكون اللاعب الرئيس في وصول الثورة إلى تحقيق أهدافها.
- اتهامات البعض للائتلاف بالتبعية تحمل اتهاماً لوعي شعب لا يُخدع بعد كل هذه التضحيات لإسقاط أبشع نظام عرفه التاريخ بطشاً.
- لو سمع السوريون نصائح أمثال لافروف وأعطى وزناً لآرائه، لكان الأسد اليوم منتفخاً كالطاووس في كل أنحاء سوريا بدلاً من اختفائه كالفأر في مكانٍ ما.
- روسيا النظام لاتقرأ التاريخ ولا تُدرك الدلالات العميقة في حركة الشعوب في هذا الزمن.
- بقاء الوضع على هذا الحال يؤكد حالة النفاق التي يعيشها النظام الدولي، والحاجة إلى تغيير قواعد عمله.
- الواقعية نفسها تفرض على السوريين إعادة حساباتهم ومعرفتهم بحقيقة الأوراق التي بأيديهم.
- نأمل كسوريين بأن تكون الحسابات الأمريكية تجاه الثورة السورية أكثر دقةً.
- أساس العلاقات الإقليمية والدولية لسورية المستقبل تحقيق مصلحة شعبها بالدرجة الأولى والمساهمة في أمن واستقرار المنطقة.
يركز الجزء الثاني من الحوار مع المستشار السياسي لرئيس الائتلاف الوطني د.وائل مرزا على العلاقات الدولية و تبادل التأثير بين الثورة السورية و السياسات الدولية والإقليمية، في ظل (ستاتيك) سياسي لمجتمع دولي سبق دعمه اللفظي الدعم الحقيقي بأشواط كثيرة.
ولا يرى مرزا جديداً في محاولات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي سوى ما أسماه "التقدم العملي الوحيد" في تصريحاته الأخيرة التي ذكر فيها أن الأسد ليس جزءاً من الحل السياسي في المرحلة القادمة، موضحاً أن خطاب الأسد الأخير كان صفعةً لكل المبادرات التي قدمها النظام الدولي.
ويعتبر أن بإمكان روسيا أن تؤثر بشكلٍ كبير في الوضع السوري إذا وُجدت لديها الإرادة السياسية والإدراك الحقيقي لمصالحها كدولة، ملمحاً إلى أن مشكلة النظام السياسي الروسي في أنه لا يبحث عن مصالح الدولة،وإنما عن مصالح أفراده ولو تضاربت مع مصالح الدولة بمواطنيها وسكانها، و هذا ما قد يفسر،بشكلٍ أو بآخر، الموقف الروسي.
وفي حين يؤكد مرزا أن روسيا ستتخذ موقفاً آخر إذا ما أرادت حفظ مصالحها كدولة في المنطقة،فإنه يشكك بالإرادة السياسية الدولية عموماً، ليربط الموقف الروسي بالدول،"لو كانت هناك إرادةٌ سياسية دولية للقيام بشيءٍ حاسم في الموضوع السوري لكان هذا عنصراً ضاغطاً على الروس بشكلٍ واضح".
ولا يعتقد المستشار السياسي لرئيس الائتلاف السوري بتغييرات كبيرة للموقف الأمريكي تجاه الثورة السورية إذا ما جاء كيري على رأس دبلوماسية واشنطن بديلاً لكلينتون، مقراً بأن تنوع الأساليب الناتج عن تعاقب الأشخاص، لا يستطيع تجاوز "الرؤية المؤسسية العامة للمنظومة السياسية" التي تحكم السياسة الأمريكية كقاعدة ثابتة،وهذا لا يعني -حسب د. مرزا- تغييراً في رؤية وآمال السوريين بأن تكون الحسابات الأمريكية تجاه ثورتهم أكثر دقة، خاصة وأنها تلتقي في أهدافها و مبادئها مع الحريات وحقوق الإنسان التي قامت على أساسها وتنادي بها الدولة الأمريكية.
ويرفض د.مرزا استباق الأمور بخصوص ماهية العلاقات مع الدول الإقليمية والمجاورة لسورية، مؤكداً أن مصلحة الشعب هي من يحدد ذلك، إضافة إلى ثوابت عدم التخلي عن الأراضي المحتلة، والمساهمة في أمن و استقرار المنطقة.
و فيما يلي النص الكامل للجزء الثاني من الحوار:
الدعم بطيء ولسنا ملائكة
- قلت بداية تأسيس الائتلاف إنه "حصل على شرعيته كممثل شرعي وحيد من جملةٍ من الدول الأساسية، الأمر الذي ستكون له تداعيات إيجابية أساسية وسريعة على الوضع السوري" و نصّ أحد بنود مشروع هيئة المبادرة الوطنية "ننسق مع إخوتنا القطريين والأتراك والسعوديين والمصريين لإيجاد صيغة تسمح لهم بتجاوز (الفيتو) على تقديم الدعم الواسع السياسي والمالي والعسكري.. وهم جادون في هذا ونحن نعلم مانقول" هل تحقق شيء مما تقدم حتى الآن؟
الإجابة المختصرة بوضوح وصراحة هي أن التقدم في مجال الدعم بطيءٌ جداً. لامفر من أن يتعامل السياسي مع النظام الإقليمي والعالمي بشكلٍ عام، وهذا ينطبق على الحالة السورية اليوم بشكلٍ أكبر. وليس سراً أن قيام المعارضة السورية بإنشاء الائتلاف الوطني كان استجابةً لحاجةٍ وطنية أولاً، لكنه كان أيضاً محاولةً لتجاوز (حجةٍ) كانت مطروحةً عليها باستمرار وتتمثل في أن فرقتها لاتشجع المجتمع الدولي على القيام بواجباته ومسؤولياته. وكانت الوعود التي قُطعت أثناء تشكيله تقتضي المبادرة فوراً بعد ذلك بالقيام بتلك الواجبات السياسية والأخلاقية. ليست المسألة استجداءً، فالثورة قامت وتصاعدت على مدى قرابة عامين على سواعد أبناء سوريا وبجهودهم وتضحياتهم وأموالهم بشكلٍ رئيس، وستصل إلى تحقيق أهدافها وتنتصر بإذن الله بغض النظر عن العوامل الخارجية. وإنما الموضوع موضوع مسؤولية لايستطيع العالم أن يتنصّل منها. أما بقاء الوضع على هذا الحال فإنه يؤكد من جانب حالة النفاق التي يعيشها النظام الدولي، والحاجة إلى تغيير قواعد عمله، وهو الأمر الذي نعتقد أن الربيع العربي يخلق مقدماته على المدى الاستراتيجي، ولو ظن البعض أنهم يسيطرون على الوضع الآن. كما أن استمرار الحالة الراهنة تزيد عملياً من عناصر فقدان السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم.
- تعيش البلاد أصعب أيامها، النظام يمعن في الحل الأمني بكثافة عمّقت الشرخ بين السوريين، والمعارضة عموماً لا يبدو أن لديها حلولاً لذلك التركيز على الجيش الحر الذي يشكو قلة الدعم فهل هناك حلول تلو ح بالأفق؟
نجزم أن الجزء الأكبر من الحلّ يقع على عاتق السوريين أنفسهم، وخاصةً الجيش الحرّ الذي سيكون اللاعب الرئيس في وصول الثورة إلى تحقيق أهدافها. لامانع من الاستمرار في التعامل مع النظام الدولي وبذل كل جهدٍ يضعه في مواجهة مسؤولياته بشكلٍ متكرر ويكشف حقيقة نواياه أياً كانت. لكن من الواضح، خاصةً بعد خطاب الأسد الأخير، أن على السوريين حسم أمرهم بشكلٍ نهائي وعدم انتظار أي حلّ من الخارج. لقد كان الكثيرون يستقرئون هذه الحقيقة منذ زمن، لكن حداً أدنى من الواقعية كان يفرض، على السياسيين على الأقل، العمل مع الأطراف الدولية، خاصةً منها تلك التي تدّعي صداقة الشعب السوري وتأييد مطالبه العادلة بكل الشرائع والقوانين الدولية، لمحاولة معرفة الدلالات العملية لتلك (الصداقة) وحدودها.. أما اليوم، فإن الواقعية نفسها تفرض على السوريين إعادة حساباتهم ومعرفتهم بحقيقة الأوراق التي بأيديهم، وتجميع هذه الأوراق، وهي كثيرةٌ جداً إذا عرفنا كيف نستعملها، وصولاً إلى فرض أمرٍ واقع لايمكن للمجتمع الدولي أن يمنع ظهوره. لانتحدث عن مثاليات، ولاندعو لمقاطعة الدول، وسنبقى نشكر من يساعدنا ونحفظ جميله، لكن هذا لايتضارب مع إيماننا بأن هناك معاني تاريخية وحضارية كبرى تكمن في قدوم الربيع العربي بشكلٍ عام، وفي ثورة الشعب السوري تحديداً. وإذا كان هناك من زمنٍ يمكن للشعوب فيه أن تصنع حاضرها ومستقبلها وتفرض إرادتها فهو هذا الزمن بأدواته الفريدة والجديدة. وشواهد التاريخ البعيد والقريب تؤكد أن إرادة القوى الكبرى ليست قدَراً إلهياً نهائياً، وأن حساباتها يمكن أن تكون خاطئةً، وأن سنن التغيير والضعف والقوة تسري عليها كما تسري على غيرها. ثمة حِكَمٌ كثيرة تكمن وراء ماجرى ويجري في العامين الأخيرين، وقد يكون هذا بعض مايتكشّف لنا من تلك الحكم. وإذا كنا مؤمنين بالله وبقضيتنا، كما هو حال الشعب السوري، فليس كبيراً عليه أن يكون أداةً لحصول تغييرات كبرى رغم كل التحديات الحالية.
-البعض يشكك بإدارة الائتلاف، ويعتبره ظلاً لقوى إقليمية ودولية، كيف ترد؟
من السّخف بمكان الحديث عن مثل هذا التشكيك. لانقول هذا لأن قيادة الائتلاف من الملائكة أو أن أفرادها معصومون عن الخطأ، وإنما لأن تاريخهم مفتوحٌ يعرفه القاصي والداني. ذكرنا من قبل أن من غير الممكن مقاطعة القوى الإقليمية والدولية في هذا العصر، وهذا يصدق على عالم السياسة كما يكاد يصدق على كل شيءٍ آخر في هذا العالم الذي تداخلت شؤونه وقضاياه بشكلٍ غير مسبوق. والعلاقات الموجودة لدى أعضاء الائتلاف وقيادته بمختلف الأطراف طبيعيةٌ، بل ومطلوبةٌ، مادامت في إطار توظيفها وتسخيرها لخدمة الثورة السورية وتأمين كل دعمٍ ممكن لها. ومن السذاجة بمكان اعتبار مثل هذه العلاقات تبعيةً أو عمالةً أو ما إلى ذلك من الأوصاف التي تختزل الممارسة السياسية في أطرٍ نظرية وشعارات تُستعمل في غير محلّها. خاصةً وقد صار من المستحيل على أي فردٍ أو جهةٍ أو تنظيم خداع الشعب السوري والتلاعب بمصيره على أي مستوىً من المستويات. بل إن مثل هذه الاتهامات تحمل في طياتها اتهاماً لوعي الشعب وقدرته على التمييز بين الحق والباطل. وسيكون مخالفاً لكل سنن الوجود الاجتماعي أن يستطيع أحدٌ الالتفاف على شعب قدّم كل هذه التضحيات وسار في طريقه لإسقاط أبشع نظام عرفه التاريخ بطشاً وقدرةً على المناورة واستخدام الشعارات والخلط بين الحق والباطل. بل سيكون مسكيناً وغبياً حقاً كل من تسوّل له نفسه أن يمارس مثل تلك الممارسات في سوريا بعد اليوم.
التقدم العملي الوحيد للإبراهيمي
-لافروف وصف رئيس الائتلاف بقلة الخبرة السياسية، فهل أنتم مصرون على الحوار المشروط مع روسيا بتغيير الموقف؟
لو أن الشعب السوري سمع نصائح أمثال لافروف وأعطى وزناً لآرائه لما كان في سورية ثورةٌ ولا من يثورون. ولكان الأسد اليوم منتفخاً كالطاووس في كل أنحاء سوريا بدلاً من اختفائه كالفأر في مكانٍ ما دون أن يستطيع الحركة إلا نادراً وبعد ألف حساب كما هو عليه الحال اليوم. روسيا النظام لاتقرأ التاريخ ولا تُدرك الدلالات العميقة في حركة الشعوب في هذا الزمن. إما أن يكون هذا حال لافروف وحكومته، أو أنهم يدركون فعلاً معنى انتصار الثورة السورية وكيف يمكن أن يمتدّ أثرها إلى بلادهم نفسها التي تشكو من ديكتاتوريةٍ مقنّعة يظهر رأي الشعب الروسي بها بين حينٍ وآخر. رغم هذا، إذا كان هذا النظام يمثل مصلحة روسيا كما يقول فإننا نفهم لغة المصالح ونؤكد على أنهم بموقفهم الراهن يضربون تلك المصلحة إلى درجةٍ كبيرة من خلال موقفهم المخزي تجاه الثورة السورية. من هنا يأتي التمسّك بالموقف من روسيا. فلا لقاء بغرض اللقاء وبهدف استخدامنا لتسجيل موقف كما قال رئيس الائتلاف. ولالقاء إلا بوجود جدول أعمال واضح يكون مبنياً على إظهار موقفٍ لايساوي بين الضحية والجلاد.
-كيف تقيمون التصريحات الروسية الأخيرة حول عجز موسكو عن إقناع الأسد بالتنحي؟ هل هو تملّص روسي مما يجري في سورية، أو انه تقلّص لدورها في الأزمة السورية فعلاً؟
في اعتقادنا أن بإمكان روسيا أن تؤثر بشكلٍ كبير في الوضع السوري إذا وُجدت لديها الإرادة السياسية والإدراك الحقيقي لمصالحها كدولة. المشكلة في بعض الأحيان أن النظام السياسي لايكون باحثاً في الحقيقة عن مصالح الدولة وإنما عن مصالح أفراده ولو تضاربت مع مصالح الدولة بمواطنيها وسكانها، وقد يفسر هذا بشكلٍ أو بآخر الموقف الروسي. ونحن نؤمن أنه في اللحظة التي تريد فيها الحكومة الروسية حفظ مصالح روسيا كدولة في المنطقة فسيكون لها موقفٌ آخر، وستكون قادرةً على التأثير في الموضوع السوري بشكلٍ إيجابي. لكننا أيضاً، وبصراحة، لانفصل موقف روسيا عن الموقف الدولي بشكلٍ عام. بمعنى أنه لو كانت هناك إرادةٌ سياسية دولية للقيام بشيءٍ حاسم في الموضوع السوري لكان هذا عنصراً ضاغطاً على الروس بشكلٍ واضح.
- لا يمكن إلا أن نعرّج على مهمة الابراهيمي، فآخر تصريحاته تقول بإمكانية الحل على أساس قرار أممي يستند إلى أفكار جديدة، فهل تواصل معكم حولها؟
في الحقيقة لايوجد هناك مبادرة واضحة قدمها الإبراهيمي، والتقدم العملي الوحيد الذي نراه في موقفه يتمثل في تصريحاته الأخيرة التي ذكر فيها أن الأسد ليس جزءاً من الحل السياسي في المرحلة القادمة. وفي رأينا أن خطاب الأسد الأخير كان صفعةً لكل المبادرات التي قدمها النظام الدولي، والإيجابي في هذا الأمر أنه زاد من وضع النقاط على الحروف.. وأدى إلى مواجهة النظام الدولي بمسؤولياته مرةً أخرى. ونأمل أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار في لقاء جنيف الأخير. وأن تؤخذ بعين الاعتبار أيضاً في أي مبادرة وقرار أممي حقيقةُ أن تأخير التعامل مع الوضع في سوريا ليس في مصلحة أحد. وثمة خطأ كبير في الحسابات لدى البعض إذا اعتقد أن التأخير والمماطلة سيشكلان واقعاً يمكن التعامل معه واستثماره فيما بعد.
ثوابت الأمريكان سورية المستقبل
- هل تنتظرون تحولاً في التعاطي الأمريكي مع الثورة السورية بعد تغيير وزير الخارجية الامريكية؟
من المؤكد أن السياسة تتأثر بدرجةٍ ما بطبيعة الأفراد والأشخاص الذين يمارسونها أينما كانوا. لكن القرارات السياسية الكبرى تظل محكومةً، خاصةً في بلدٍ مثل أميركا، بالرؤية المؤسسية العامة للمنظومة السياسية. وسيكون من العبث القول أننا لا نأمل كسوريين بأن تكون الحسابات الأمريكية تجاه الثورة السورية أكثر دقةً.. قبل أن نقول أكثر إنصافاً وانسجاماً مع مبادىء حقوق الشعوب في تحديد مصيرها وفي الحصول على حريتها وسعيها لإيجاد نظامٍ ديمقراطي يتمحور حول المواطنة وسيادة القانون، وهي مبادىء تؤكد أمريكا على احترامها وعلى ضرورة دعم من يعمل لها على الدوام. رغم هذا، ولمعرفتنا بأن لغة المصالح تطغى في هذا العالم على لغة المبادىء للأسف، فإننا نتحدث من هذا المدخل ونتوقع أن تدرك الإدارة الأمريكية، أن مصلحتها على المدى الاستراتيجي تصبُّ في وجود شعورٍ لدى الشعوب الباحثة عن الحرية بأن مواقف أمريكا وسياساتها تنسجم مع تلك المبادىء، ولو في حدّها الأدنى، وأن الشعوب في هذا العصر لايمكن أن تُخدع كثيراً بالتصريحات والبيانات المزوّقة، وأنها تبحث عن ممارساتٍ عملية تُظهر صدقية تلك التصريحات. لقد استبشر العالم بأسره خيراً في انتخاب الرئيس أوباما أول مرة، وبغض النظر الآن عن المرحلة الماضية وملابساتها.. فربما كانت هذه هي اللحظة التاريخية الحاسمة التي يمكن أن يستغلها لوضع المعاني التي تحدث عنها فيما يتعلق بعلاقة أمريكا مع العرب والمسلمين موضع التطبيق الفعلي، وسيكون التعامل مع الثورة السورية بشكلٍ يساعدها على تحقيق أهدافها مدخلاً ممتازاً لوضع تلك العلاقات في إطارها الصحيح الذي يحمل معه الخير والمصلحة للجميع.
- في سورية المستقبل، كيف ستكون العلاقات مع الجوار - العراق و لبنان،الكيان الاسرائيلي- ، إضافة إلى دول دعمت النظام ضد الثورة إيران -روسيا- الصين.
من الظلم للثورة السورية والشعب السوري أن يقوم أي طرفٍ منذ الآن بفرض رؤيته لطبيعة تلك العلاقات على النظام الديمقراطي القادم الذي سيعبّر وقتها عن رأي الشعب في مثل هذه المواضيع. ثمة قواعد عامة يمكن ذكرها وتتمثل في أولوية استرجاع سوريا لأراضيها المحتلة، وفي قيام العلاقات الإقليمية والدولية على ركائز تتمحور حول تحقيق مصلحة سوريا وشعبها بالدرجة الأولى، دون أن ننسى المساهمة في تأكيد الأمن والاستقرار في المنطقة، والتعاون خصيصاً مع الدول التي دعمت الثورة السورية إن لخدمة المصالح المشتركة، أو لتوثيق عرى رؤية حضاريةٍ مشتركة تُعيد لسوريا دورها الذي غيبته أنظمة الظلم والقهر على مدى العقود الماضية.
رئيس التحرير - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية