أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دار التراث .. في الرقة جهد فردي.. وإنجاز ثمين!

جمع العسّاف بانوراما للأجيال عبر التاريخ عن الأزياء والأدوات الزراعية والرعوية والصيدية والاستعمالية، والأعمال اليدوية، إضافةً إلى تحف شرقية

 

 

يهتزوجدانك وأنت تزور دار التراث في مدينة الرقّةـ السورية حاضرة وادي الفرات، وينبوعه الثرّ المعطاء، ومصيف هارون الرشيد، وملكه الزاهر، وسلطانه واسع الرقعة، الذي يفي إليه صيفاً بعيداً عن الصخب ومشاكل الخلافة، والطاعون..ناهيك عن غناها بأرضها الزراعية الخصبة، وبآثارها، وتلالها التاريخية، وعيونها، وشعبها الطيب البسيط.. ولقد ارتبط اسمها بالصورة المشرقة للعصر العباسي، وخاصةً بالأيام التي كان يسميها الناس، في زمنها، أيام العروس، وهي أيام هارون الرشيد..

ومع أن ألفاً ومائتي سنة مرّت بعد هارون الرشيد، فان زائر الرقّة هذه الأيام، يدخلها متصوراً إياها كما تصفها الأغاني، أو ألف ليلة .. فإذا اصطدم بالواقع توجه إلى أهل البلدة متسائلاً، ومستنكراً، ومتهماً: ألستم أنتم الذين أحلتم هذه الجنة الوارفة الظلال إلى بيداء قاحلة؟!

ماذا فعلتم بالأشجار التي كانت تظلّل المسافر من بغداد إلى الرقّة، فلا تراه الشمس في رحلته؟.

أين الهني والمري، وأين مرابع دير زكي، وأين نهر النيل الذي يتفرع من الفرات ويلتقي حول الرقّة ليحيلها جزيرة محاطة بالماء؟.

أين مصانع الصابون الرقّي المشهور في كل أنحاء العالم الإسلامي، وأفران الزجاج، والخزف التي تُزيّن بقاياها متاحف الدنيا؟ وكيف حولتم هذه الجزيرة الخضراء فيما بين النهرين، والتي يسكنها ثلاثة آلاف ألف إنسان إلى سهوب قفراء لا يتجاوزها ثلاثمائة ألف ساكن؟.

إنها تُهَمٌّ ثقيلة هذه التي يتهمُنا بها زوّار الرقّة، ومحبّوها، لكن ما يشفع لنا أنها تُهَمٌّ ظالمة، تُلقى على عاتقِ قوم أبرياء من تبعاتها، هم أبناء الرقّة المعاصرون .

وبعيداً عن الإغراق في تاريخ الرقة، فان الدار التراثية تضم العديد من القطع الأثرية، والفلكلور الشعبي، وأشياء أخرى ثمينة وجميلة يبقى لها وقعها الخاص في النفس، وتحكي قصة حياة ابن الرقّة الفراتي الذي ترك وراءه إرثاً كبيراً ومهماً.

 هذه الصور الحالمة الحية تركت غصّة وألم لدى كل من وقف حيالها، واستنطقها.. لاسيما وأنها باتت تؤسّس لحكاية هذه المدينة التي جمعت المجد بين أطرافه، في العصر الحديث.. الفرات، ذاك النهر الدافق، والعجيلي، الأديب والطبيب الذي خلّد تاريخها.. وكذلك لا يمكن أن ننسى الباحث والمؤرخ مصطفى الحسون الذي أرخَّ لهذه لمدينة، والمهتم بآثارها الذي غيّبه الموت منذ زمن ليس بالبعيد.

 

الحنين إلى الماضي..

  فقد مثلَّت قرية ( الكرين ) الواقعة على ضفة نهر الفرات، نقطة البدء في منحنى الحياة بالنسبة للسيد حسن العساف، القرية التي ولد فيها عام 1959، والتي غمرتها مياه بحيرة السد وغيّب وجهها الطين.. كانت هي التي  دفعت به للتمسك بالجذور، وبالريف والعودة الميمونة إليه، وهي نفسها التي جعلت المتروكات أهم جزء في سلسلة اهتماماته ودائرة انشغالاته، ذلك حتى فاض منزله الجديد بها، وكادت أن تتحول إلى مهمّة صعبة وحمل لا يطاق، انه حملٌ ثقيل وجميل معاً.. انه الحنين إلى الماضي المستمر الذي تجسد فيما يشبه المتحف أو البيت الريفي وسط المدينة، وكانت نواته بيته الذي أصبح بمثابة متحف تراثي، وصالة توثيق تضمّ كل ما يتعلّق بمحافظة الرقّة ريفاً ومدينة، من شؤون، وشهود، وشهادات.

ولد العساف لأبوين فقيرين يعملان بالرعي والزراعة، درس حتى حصل على الإجازة في علم النفس من جامعة دمشق.. كانت الصدمة وردة الفعل الكبيرة والمشروعة قد تولّدت في نفسه منذ قدوم البعثات الأثرية الأجنبية للتنقيب في حوض الفرات، قبل أن تغمر البحيرة أراضي الوادي.. لقد شاهد المعاول تحفر بيته الأول، بيت أهله، ووطنه الصغير..

نمت بذرة الفكرة في ذهنه، ونضجت، وآن أوان البدء والسؤال: ماذا يفعلون، ولماذا ؟ أن لدينا حضارة وتراثاً عظيماً، هنا في هذا الموقع البسيط، في بيتنا العتيق، وفي كل بيوت الوطن، وفي كل شبر من ثراه الطاهر، بدأ العسّاف يجمع المتروكات: أدوات مهملة.. منسية، أدوات رعي وزراعة، وبيئة، ومعاش، واستمرت الحال هواية ومهنة وترجماناً لولعه الشديد..

 

جمع الأدوات المتروكة..

لا، لم يخطر في باله بيع أشيائه الثمينة هذه رغم ضيق ذات اليد، إنها أغلى من أي ثمن، ومهما كان ثمن الماضي فهو بخس وضئيل، إنها تمثل الهوية، والبصمة، والذات، ولا يمكن لأحد أن يستغني عن الهوية.

جمع العسّاف الأدوات المتروكة، وأخذ يمتّع بها بصره وروحه، اتخذها أيقونات لا يغادرها، يخشع أمام جلالتها، وجمالها، وكذلك يكون الشوق إلى مراتع الطفولة ومرابع الصبا، كي تكون صلة الرحم بين الأمس الزاخر واليوم الزاهر.

في العام 2002 طلب العسّاف من السيد محافظ الرقّة تخصيص قاعة ما لإيداع هذه المتروكات فيها كي يشاهدها الخاصة والعامة من الناس، المعلمون والمتعلمون، الوفود والزوار، طلاب الجامعات لا سيما من كليات التاريخ والآثار والعلوم وغيرها.. وكي لا تكون حكراً لأحد كان له ما أراد، وخصصت له قاعتان في المركز الثقافي العربي في الرقّة، وبذل جهد جهيد حتى وصل إلى ما وصل إليه من تميّز أشاد به كل من رأى أعماله وأنشطته.

لقد جمع العسّاف بانوراما للأجيال عبر التاريخ عن الأزياء والأدوات الزراعية والرعوية والصيدية والاستعمالية، والأعمال اليدوية، إضافةً إلى تحف شرقية، ومواد عن أوراق عربية إسلامية، وأدوات مطبخ وغيرها في تراتب زمني دقيق، مما يعود عمره إلى مئات السنين، فضلاً عن أرشفته للمخطوطات، والمطبوعات التي صدرت عن المحافظة طيلة العقود الماضية..

 

تأسيس الفرقة الشعبية..

كما أسّس العسّاف فرقة الرقّة للفنون الشعبية، في محاولةً منه لاكمال الرسالة التي هيئ لها وقام بإيصالها، فكانت الفرقة رديفاً للمتحف، الذي يضمّ التراث الشعبي المادي، وتجسّد الفرقة التراث الشعبي الشفوي، والفلكلور الغنائي الغني بعاداته وتقاليده وحكاياته وأمثاله وكل شيء فيه مما كاد أهل الرقّة الفراتية أن ينسوه..

كذلك أسس جمعية لحماية التراث الشعبي في الرقّة، وهو اليوم أمين سرّها، كما أحدث فرعاً لجمعية العاديات بالرقّة، واختير كأمين صندوق لها، وشارك العسّاف في مهرجانات فلكلورية عديدة، وفاز بالدرجات الأولى ومنها مهرجان الربيع، مهرجان الثقافة والتراث في حماه، ومعرض السويداء، كذلك وجهت إليه دعوات عديدة من لبنان، والسعودية، وتركيا للمشاركة هناك في معارض ومهرجانات لاحياء التراث، ولكنه لم يستطع إلى تلبية الدعوات سبيلاً.

وثمّة مفارقات باقية، إنها أمنية يتمناها، هي أن يستطيع الطواف بالتراث الفراتي عواصم العالم.

جهد حسن العسّاف العدواني وحده، أثمر متحفاً للتراث الشعبي الفراتي، وصالة للتوثيق الوطني، وفرقة للفنون الشعبية، وجمعية لاحياء التراث الشعبي في الرقّة.

وهكذا حتى حل شهر آذار عام 2005 عندما اتخذ السيد محافظ الرقّة قراراً رسمياً بتسمية متحف حسن العسّاف العدواني الخاص، أو البيت الريفي الكائن في حديقة الرشيد جنوبي المجمع الحكومي، حيث مقر فرع جمعية العاديات بالرقّة، تسميته دار التراث والتقاليد الشعبية بالرقّة، وتكليف السيد حسن العساف العدواني عضو مجلس إدارة الجمعية رئيساً للدار خدمة للمصلحة العامة، وذلك بالقرار رقم / 1273/ تاريخ 16/3/2005.. وتتألف الدار من أربع غرف طينية وسياج، وهو يضمّ صالة للتوثيق الوطني.. صالة المهن اليدوية، المكتبة التراثية، صالة الخيمة العربية( بيت الشعر) المضافة، صناعة السدو العربي، وصالة الزي الشعبي الفراتي وغيرها..

هذا ما صنعت يدا العسّاف الذي أفنى حياته في خدمة البلد.. وتراثه.

 

فكرة دار التراث..

وفي هذا الإطار نشأت وتعمّقت في ذهن الباحث الأستاذ حسن العسّاف العدواني فكرة دار التراث منذ السبعينات، أثناء تحوّل نهر الفرات وغمر مساكن أهله المحلّقين حوله، على ضفة  الفرات اليمنى- قرية الكرين- مدرج الطفولة والحنان، لهذا المكان الذي غمرته المياه حيث كانت المتروكات الشعبية.

ولإلقاء المزيد من الضوء على محتويات دار التراث وحكايتها، التقينا بالأستاذ حسن العسّاف العدواني، حيث قال:

تعايشت مع هذه المتروكات منذ الصغر, منذ أيام خبز الصاج، ونقل المياه على رؤوس نساء القرية, وبقيت هذه المتروكات معلّقة بذاكرتي.

وعندما انتقلنا إلى المدينة وتركنا هذا الكم الهائل من المتروكات الشعبية, غير أنها بقيت معلّقة بذاكرتي, ما دفعني إلى عمل معرض من خلال نشاطي الشبيبي بفرع الرقّة عام 1987 حيث حزت على قبول وتقدير القيادة الشبيبية, مما شجعني على الاستمرار، وجمع أكبر كمية من المتروكات والمشاركة في المعارض المركزية في سورية، حيث نلت الجائزة الأولى على مستوى القطر عدة مرات، وهذا عزّز لدي الاستمرار بالحفاظ على هذه المتروكات القيمة والوثائق الوطنية التي تمثل هوية بلدي, وصار لدي حلم وطموح أن أبني قرية تراثية على مستوى سورية تكون بمنزلة رسالة معرّفةً بتراث بلدي.

 

أقسام الدار وتفرعاتها..

وعن الأقسام الرئيسية في الدار يقول العسّاف:

توجد في الدار عدة أقسام، ومنها قسم الأدوات المنزلية القديمة لابن الفرات حيث يضم:

القدور، والمناسف، والصحون النحاسية، والأباريق، وملعقة الخشب، وتعود هذه الأدوات إلى عام 1850 وما بعد.

قسم اللباس الشعبي ويضم:

لباس الرجل الفراتي من العباءة، والكوفية، والعقال، والثوب (الكلابية) بالإضافة لزينة الرجل وأدواته الشخصية مثل: المسبحة، مجند الطلقات، علبة الدخان، وقداحة الفتيل التي تعود إلى 1800م، وأدوات الحلي البسيطة كخاتم الفضة.

كما يضمّ القسم أيضاً: لباس المرأة الفراتية، مثل ثوب الشلاليح، والزبون، والهبَاري، ومحزم الشويحي، والحلي مثل ( لبِّة العَجِيج ) تلبس بالعنق، والهياكل الفضية، وبعض المجوهرات والكحل، ومشط العظم، والخشب والخنَّاقية، توضع على الصدر والمرآة، بالإضافة إلى لباس الفتيات، ولباس العروس الكامل الذي يضمّ الصندوق الخشبي الجميل، الذي يحوي بداخله المرآة، والكحل، والبيلون (شامبو أيام زمان) والحلي والمجوهرات، وعطر المحَلَب، والخضيرة.

قسم الأسلحة الريفية ويضم:

الأسلحة الفردية، التي كان يحملها ابن الفرات لاتقاء شر الوحوش مثل (الدبوس، الكْلُنِك، السيف، الخنجر، القردة، الطبنجة، البارودة القديمة، التي تحشى بالبارود، والخردق، المقلاع، قوس ونشّاب).

وكذلك بعض البواريد التي كان يستعملها ابن المنطقة للدفاع عن الوطن ضد المستعمرين، مثل: البارودة الفرنسية القصيرة، والألمانية، والإنكليزية وغيرها.

قسم المضافة الشعبية لابن الفرات والبليخ، وتضمّ: البسط العربية، والبسط العجمية، والعبيدية، ولبابيد الصوف، والوسائد المشغولة يدوياً، والمنقل، ودلال القهوة المرّة، والفنجان، وكافة مستلزمات الضيافة العربية.

وكل هذه الأدوات موجودة في المضافة, وهي غرفة مصنوعة من الطين ومسقوفة بالعمد والقش وفوقه الطين.

أما بالنسبة للمضافة البدوية والمشهورة في بادية الرقّة فهي قسم من بيت الشعر مسيّجة بزرب البردي، أو الزَّل الذي يكثرُ في الرقّة.

 

مضافة ومفروشات ودلّة القهوة

وتضمُّ المضافة الموقد، والمهبّاش، والنِجر، ودلّة القهوة، والكَمْكُوم, وهو عبارة عن دلّة قهوة كبيرة تستخدم لتخمير القهوة بعد الغلي.

والمضافة مفروشة بالنسيج العربي المصنوعة من الصوف، بالإضافة للهودج.

القسم الزراعي ويضمّ:

الأدوات الزراعية القديمة مثل: المحراث القديم، وأدوات الري القديمة، كالغرّاف، والدولاب لضخّ المياه من النهر إلى المزروعات، والذي يدار بقوّة الحيوان الذي انقرض بدخول الآلات الحديثة للري.

كما يضمّ القسم: العربات الخشبية التي كانت تُستخدم لنقل المحاصيل من الريف إلى المدينة، مثل: عربة البرشق، التي تُجرّ بحصانين، والعربة الرومانية ذات الدولابين، والتي تُجرّ بحصان واحد، وجَرّجَر، يجرّه ثور أو حمار لدَرس القمح, بالإضافة لأدوات عزل القمح عن التبن، مثل: مذراية الخشب، والجرن الحجري الذي يستخدم لعزل قشرة القمح عن الحبَّة, وذلك من أجل طبخه مع اللبن.

وآلة فَتل الشعيرية, وهي عبارة عن آلة يدوية مجهزة بأسطوانة لوضع العجين, وغربال من الأسفل حيث تدار من الأعلى بميل حديدي ليضغط العجين المدهون بالسمن العربي ليخرج بعد ذلك على شكل فتائل لتوضع على الحصير، لتنشف وتقطّع.

والرحى، التي تستخدم لطحن القمح، وجرس الحبوب بأنواعها، وكانت وسيلة ترافق البيت الريفي تغنيه عن حمل الحبوب للطاحونة.

وكذلك الفأس المصنوعة من الحديد، والقدوم، والكريك، والمذراية، المصنوعة من الحديد.

قسم الفن الفطري، الذي يمثل إبداع المرأة الريفية الفراتية، والمتوارث منذ القدم، مثل: النقش على قطع قماشية بيضاء, وهو عبارة عن رموز وأساطير متوارثة، وحيوانات وزهور تزين به المرأة بيتها.

وهناك الصناعات النسائية: مثل الزخرفة على الزَّرْب, وهذه المهنة لم تعرفها إلا المرأة الريفية في الرقّة, وذلك لتوفير عيدان البردي، والزلّ على حوافْ نهري الفرات والبليخ.

بالإضافة إلى السدو العربي، وهو عبارة عن: نسيج نول، لكن بشكل طولاني محدّد على الأرض، وتوابعه الصيصة، وهي عبارة عن قرن غزال، والمغزل، والمبرم (الدوك)، والمنساج، ومشط الحديد لمشط الصوف وتنظيفه.

الوثائق الوطنية..

قسم الوثيقة الوطنية، الذي يضمّ صوراً ومشاهد من الرقّة بين الماضي والحاضر تبين للزائر صور آثار الرقّة منذ العصر العباسي إلى الآن, والمراحل التي مرت بها، بالإضافة لصور عن الفلكلور والعادات والتقاليد الشعبية في المحافظة, مثل صور الحصاد وتقديم الولائم، والمناسف، والأعراس، وعمل المرأة الريفية، والرعي، والطبخ.

وكذلك لصور وجوه وشخصيات من الرقّة أدّت دوراً وطنياً في محاربة الاستعمار, مثل محمد فرج السلامة الذي نفته فرنسا إلى جزيرة مالطا حين منع الجباة الفرنسيين من جمع محاصيل الفلاحين، والقائد رمضان شلاش، وغيرهما, وصور مشاهير من أعلام المحافظة في الأدب والطب والسياسة, مثل الدكتور عبد السلام العجيلي، والشيخ الحافظ الذي كان يُدّرس القرآن الكريم، والملاّ الحسيني الرقّي، ورمضان الكشّة وغيرهم.

كما يضمّ القسم وثائق خطية ومراسلات كانت تجري قديماً أثناء وجود الحكومات العثمانية والفرنسية عن شؤون المحافظة ومواطنيها, بالإضافة إلى الأشرطة الصوتية، والمرئية على لسان المعمرين لتوثيق الغناء الشعبي، وكذلك أسماء الذين حكموا الرقّة منذ العهد العثماني إلى الآن، وذكر أعوام الحوادث التي مرت على الرقّة مثل حادثة الثلج الأحمر، وتجمّد الفرات وغيرها.

ويضمّ هذا القسم، أيضاً، الطوابع السورية، والعربية، والأجنبية، حيث يوجد في الدار أول طابع صدر في سورية.

وكذلك صالة للنقود العربية, وخاصة العملة السورية منذ بداياتها إلى الآن، وفرائد من النقد الإسلامي، بالإضافة للصحف، والمجلات، والدوريات التي صدرت في الرقّة.

أما قسم المهن اليدوية فانه يضمّ:

قسم تصنيع الحبوب، والخبز، والتنّور، والصاج.

 قسم صناعة اللبابيد والبسط والزرب.

 قسم صناعة الشعيرية.

 قسم صناعة الحليب ومشتقاته.

وبعد..

وأخيراً، لعل من يزور هذه الدار لابد أن يشاهد على أرض الواقع، ليس فقط الدار بمكوناتها، بل مثالاً لجهد فردي تطوعي، كان يستوجب  تقديم العون اللازم والكافي له، وليس معقولاً أن يلقى على كاهل عاشق للتراث أعباء حفظه، لاسيما المادية منها.. وأياً ما يكن، وكما استهلينا بداية فان الدار تبقى انجازاً مميزاً يسجل للرقة مدينة الآثار والتاريخ، أولاً.. ومن ثم للجهد الفردي التطوعي .

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     

 

 

 

عبدالكريم البليخ - زمان الوصل
(202)    هل أعجبتك المقالة (202)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي